في دور الثمانية.. مدارس مختلفـــة.. وتقاليد كرويــــة.. ومفاجــــآت ســــارة
قبيل انطلاق منافسات ربع النهائي غداً الجمعة، تبدو صور المنتخبات الثمانية المتأهلة لهذا الدور متشابهة من حيث الطموح، ومختلفة من حيث الواقع، فالبعض منها حقق أكثر من المتوقع، ووصوله لهذا الدور يعتبر مفاجأة، فيما يبدو وجود منتخبات: البرازيل، وفرنسا، وانكلترا، والأوروغواي كضامن لتاريخ وإرث البطولة. وبعيداً عن التوقعات التي فشلت حتى الآن في التكهن بهوية الفائزين، فإن مباريات ربع النهائي ينتظر أن تحفل بالمفاجآت، خصوصاً مع إمكانية مشاهدة منتخبات تبلغ نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخها.
المفاجأة السارة
مع تكريس المنتخبات الأوروبية لسيطرتها على هذا الدور بحجزها لستة مقاعد، تبدو روسيا هي المفاجأة السارة بينها، فمستضيف البطولة كان مستبعداً من الترشيحات حتى لتجاوز الدور الأول، بالنظر إلى سوء النتائج التي رافقت تحضيراته، إضافة لغياب النجوم القادرين على صنع الفارق.
هذه الأمور كلها جعلت وصول رفاق المهاجم العملاق ارتيم دزيوبا لربع النهائي أمراً خارجاً عن المألوف، وكل ذلك جاء بفضل النهج التكتيكي المميز الذي وضعه المدرب تشيرسوف، والقائم على اللعب ضمن إمكانيات لاعبيه، وعدم المجازفة الهجومية، والاعتماد على التنظيم الدفاعي المحكم، ولا شك في أن خصم المنتخب الروسي في مباراة يوم السبت منتخب كرواتيا ليس بالفريق السهل، لكن المقدمات والإشارات التي أظهرها الروس قد تحملهم لنصف النهائي لأول مرة.
النجم الواحد
منتخب السويد يمكن القول بأنه كان ضحية النجم الواحد خلال السنوات الخمس عشرة الماضية مع بناء الفريق على خدمة النجم زلاتان إبراهيموفيتش، والتي لم تفلح في تحقيق أية نتيجة تذكر، فبقي المنتخب الاسكندنافي بعيداً عن الواجهة حتى قرر المدرب يان أندرسون عدم استدعاء ابرا للبطولة الحالية، ومنح الفرصة للوجوه الجديدة.
ورغم كمية الانتقادات التي وجهت لأندرسون على هذا القرار، إلا أن النتائج التي حصدها في البطولة حتى الآن أكدت صوابية رؤيته، فطريقة اللعب الجماعية القائمة على التنويع في اللعب، وتقارب الخطوط، وضعت الفريق على مشارف نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1994. ولتخطو السويد خطوتها نحو صنع التاريخ عليها تجاوز منتخب انكلترا يوم السبت، الأمر الذي إن حصل فسيكون دليلاً جديداً على أن النجم الأوحد “موضة” انتهى أوانها.
الكرة المحترمة
بلا شك إن منتخب الأوروغواي يعد من رموز البطولة مع تتويجه بلقبين سابقين، لكن الطريقة التي بلغ بها هذا المنتخب لربع النهائي تبدو رائعة بكل معنى الكلمة، فالخط التصاعدي الذي يعيشه الفريق منذ المباراة الأولى حتى الفوز على البرتغال في ثمن النهائي جعل خبراء اللعبة يتكهنون بإمكانية أن يكون المنتخب السماوي أحد أضلاع المربع الذهبي.
وإذا كان لأحد فضل في هذا الإنجاز فإنه سيكون للمدرب اوسكار تاباريز الذي يعاني من مرض عصبي نادر جعل قدرته على المشي والكلام تتأثر، لكنه بقي وفياً لقدراته التكتيكية، صانعاً فريقاً لا يستهان به هجومياً بقيادة الثنائي سواريز وكافاني، ومميزاً دفاعياً مع وجود غودين وخمينيز.
ولأن الخصم المقبل هو منتخب فرنسا في مباراة الغد، فإن الضغوطات بالتأكيد لن تكون على منتخب الأوروغواي، بل على العكس، لأن ما تحقق يعد أمراً مذهلاً لبلد الـ /3/ ملايين نسمة.
مدارس عريقة
يكاد يكون منتخب بلجيكا هو الوحيد الذي أنجح التوقعات التي صنفته على أنه الحصان الأسود للبطولة قبل بدايتها بعد أن حقق أربعة انتصارات حتى الآن وضعته كأفضل فريق، أداء ونتائج، فالتوليفة التي أوجدها المدرب روبيرتو مارتينيز نجحت في تحقيق المهم بانتظار تحقيق الأهم، ولعب نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال عام 1986.
الشياطين الحمر، كما يحلو لجماهيرهم أن تسميهم، تفردوا في البطولة بطريقة لعب قائمة على مزيج من اللعب بأربعة مدافعين أو ثلاثة بوجود الثنائي يان فيرتونخين الذي يلعب أحياناً في وضعيات محددة كظهير أيسر، وفي لقطات أخرى كمدافع ثالث، ويساعده في ذلك الجناح كاراسكو الذي يميل للعب كظهير أيسر في الحالة الدفاعية، وبالتأكيد فإن تخمة النجوم في خط الوسط والهجوم كانت عاملاً مساعداً فيما وصل إليه الفريق. المهمة البلجيكية تكاد تكون صعبة للغاية، لكنها غير مستحيلة غداً في مواجهة البرازيل في ضوء المعطيات التي تؤكد أن بلجيكا عادت لتكون بين كبار اللعبة.
مؤيد البش