في ربع النهائي.. فرنسا في مواجهة رفاق سواريز.. وقمة نارية بين البرازيل وبلجيكا
تنطلق اليوم منافسات الدور ربع النهائي بمواجهتين على صفيح ساخن، حيث ستكون فرنسا، صاحبة الأداء الأفضل في البطولة حتى الآن، في مواجهة قوية للغاية أمام الأوروغواي، صاحبة التاريخ العريق، والحاضر المميز، وبكل تأكيد فإن التكهن بهوية الفائز من المستحيلات في ضوء التقارب بينهما في شتى الجوانب.
فيما يجمع اللقاء الثاني منتخبي البرازيل وبلجيكا في قمة مكتملة الأركان، بما يمتلكه المنتخبان من نجوم قادرين على رسم صورة رائعة لمباراة يمكن أن تسمى بالنهائي قبل الأوان.
بنكهة التاريخ
لقاء بعبق التاريخ، ذلك الذي سيجمع منتخبي فرنسا والأوروغواي، وهما اللذان كانا من المؤسسين في النسخة الأولى، واستمرت مدرستهم الكروية بالتواجد مع تفاوت نتائجها في أغلب النسخ التالية، وإذا نظرنا للواقع الحالي للمنتخبين نجد أنهما نجحا في تحقيق الفوز في كل مبارياتهما حتى الآن في البطولة بفضل أدائهم المقنع.
فمنتخب الأوروغواي الذي أظهر قدرات كبيرة، وخاصة من ناحية التنظيم الدفاعي، والاستغلال الأكثر من رائع للهجمات المرتدة، تواجهه أكبر مشكلة اليوم هي احتمالية غياب الهداف ادينسون كافاني بسبب الإصابة.
المدرب اوسكار تاباريز لم يخف تخوفه من خطورة المنتخب الفرنسي، مطالباً لاعبيه بالتركيز الشديد، قائلاً في المؤتمر الصحفي: “نعلم أن فرنسا فريق قوي في الحقيقة، لديهم مهاجمون استثنائيون، وسرعات كبيرة، لقد شاهدنا كيف عانى دفاع الأرجنتين أمام سرعات مبابي، سيكون لقاء صعباً لنا، سنعمل على تقديم الأفضل، سنستخدم قوتنا.. نعمل على لعب 7 مباريات، والوصول للنهائي، وسنرى ما سيحدث”.
أما المنتخب الفرنسي فيبدو أنه مصرّ على المنافسة على اللقب الغائب منذ نحو 20 عاماً، لذلك سيكون نجوم الفريق مطالبين بتكرار الأداء الاستثنائي الذي قدموه في الدور الماضي أمام البرتغال، لكن طموح الديوك ربما يتأثر باحتمالية غياب النجم أنطوان غريزمان بسبب الإصابة، إضافة لغياب لاعب الوسط بليز ماتويدي بسبب الإيقاف.
مدرب الديوك ديدييه ديشان يدرك أن تصحيح الأخطاء الدفاعية التي ظهرت خلال مباراة الأرجنتين سيكون مفتاح التأهل، لأن مهاجمي المنتخب اللاتيني لا يسامحون، ويمتلكون فاعلية غير طبيعية أمام المرمى.
بطاقة المباراة
الزمان: الخامسة عصراً.
المكان: ملعب نيزني نوفغورود.
الحكم: الأرجنتيني نيستور بيتانيا.
رقمياً: التقى المنتخبان من قبل في ثلاث مباريات مونديالية، فازت الأوروغواي في مباراة عام 1966، وتعادلا سلباً في مونديالي 2002و2010.
صراع مشتعل
رغم الأفضلية التاريخية للمنتخب البرازيلي، إلا أن لقاءه اليوم بنظيره البلجيكي لن يعترف بأية أفضلية سابقة، وإن كانت كبيرة، فمع تحقيقه لتأهل مستحق لهذا الدور بأربعة انتصارات متتالية، لا يبدو المنتخب الأوروبي مستعداً للتفريط بفرصة بلوغ مربع الكبار للمرة الأولى منذ مونديال عام 1986، فيما يريد راقصو السامبا الاستمرار في المستوى التصاعدي الذي بدؤوه في لقاء كوستاريكا، مروراً بمبارتي صربيا والمكسيك.
المنتخب البلجيكي، ومع الأسماء المرعبة التي يمتلكها، يقدم كرة جميلة معتمداً على الكثافة الهجومية، ولكن يبقى العيب الأكبر هو كثرة الأخطاء الدفاعية التي كلّفته اهتزاز شباكه في أربع مناسبات حتى الآن، مدرب الشياطين الحمر روبيرتو مارتينيز شدد على أن لاعبي فريقه يدركون أهمية المباراة، واصفاً إياها بالحلم بقوله: “أمام البرازيل لن يتعلق الأمر بمحاولة الاستحواذ، ولكن ماذا ستفعل به، هذا هو المهم في كأس العالم، نحن ندرك ما يمكننا فعله، لكن البرازيل ستكون المرشّحة، وستضعنا في موقف مختلف، هذه مباراة مثل الحلم للاعبينا، لقد ولدوا لخوض مثل هذه المباراة،
شيء طبيعي أننا نريد الفوز، لكن التوقعات ليست كذلك، وهذا هو الفارق الأكبر”.
على الجهة الأخرى، وفي سعيه نحو تتويج سادس بلقب البطولة، سيكون اعتماد المنتخب البرازيلي على نجمه المتألق نيمار داسيلفا لتجاوز هذا الامتحان الصعب، ورغم أن الترشيحات تصب في صالح فريقه، إلا أن المدرب تيتي حاول أن يكون واقعياً، مكتفياً بالتأكيد على أن تعويض كاسيميرو الموقوف هو ما يشغل باله قبل خوض اللقاء.
بطاقة المباراة
الزمان: التاسعة مساء.
المكان: ملعب كازان أرينا.
الحكم: الصربي ميلوراد مازيتش.
رقمياً: التقى المنتخبان سابقاً في لقاء مونديالي وحيد انتهى بفوز البرازيل بهدفين نظيفين عام 2002.