افتتاح معرض د. عبد الكريم فرج “جماليات بلون الأرض”
جسد الفنان د. عبد الكريم فرج نظرية المحسوس والمجرد في معرضه الذي اختار له عنوانا يعكس تلك النظرية عبر 43 لوحة تعود لمراحل زمنية مختلفة جمعها منبع واحد حيث انطلقت من الحس المجرد بحرية مطلقة في التكوينات.
والعمق الزمني في لوحات “جماليات بلون الأرض” يعود إلى عام 1978 لينتقل بعدها الفنان عبر مراحل تاريخية متعددة بحرية اعتمد فيها على الحفر ليطاول في تأثيراته التصوير الزيتي والمائي، حيث يعمل بالأبيض والأسود كأساس لباقي الألوان بشكل يحرضه لدفع حرارة اللون التي يحملها وجدانه وذاته وانفعالاته موضحا فرج أن اللون بالنسبة له هو جميع ألوان الطبيعة التي نعرفها وتلك التي لانعرفها، إذ يستند على نظرية المجرد والمحسوس في أعماله فمشاركاته في العديد من فعاليات الفن التشكيلي العالمية والعربية أعطته خبرة كبيرة دفعته لتأليف كتب في الفن تدرس حاليا في جامعة دمشق، فيقول فرج أنه بين المحسوس والمجرد يتنسم رحيق الأرض ومن المجرد إلى المحسوس يقطر خضابا معتقا جماليات بلون الأرض.
نقيب الفنانين التشكيليين حمد عزام تحدث عن الحرفية الكبيرة عند الفنان حيث اعتمد تقنيات وألوان متعددة استخدم فيها الكولاج في بعض الأعمال والملفت فيه الأعمال الكبيرة والجدارية وهذا يتطلب حرفية عالية لاسيما بعمل الغرافيك أو الطباعة والحفر، واتجهت كثير من اللوحات التي يشكل الإنسان والبيئة وتراث المحافظة موضوعاتها نحو التجريد الموظف الواعي.
ويرى الفنان ياسر خطار أن فرج استخدم الأقمشة والألوان بأحجام متفاوتة للوحات واعتمد على توزيع الأقمشة التي كون الشكل من خلالها بألوان متعددة طغى عليها اللون الأسود على خلفية زاهية، وهذا أعطى حالة تعبيرية للوحة فأعطت مسارات سرية لبناء التكوين سواء التكوينات البشرية أو الهندسية.
ووصف خطار المعرض أنه مشغول بأسلوب تعبيري وقد استخدم تكنيك تجميع مواد مختلفة لبناء اللوحة التي تستند إلى الحس الغرافيكي
واستطاع الفنان فرج بخبرته الطويلة وهو خريج أكاديمية الفنون الجميلة في وارسو وعميد كلية الفنون الجميلة في دمشق والسويداء لعدة سنوات أن يحول العناصر الواقعية المحفورة إلى عناصر تجريدية تعبيرية لتشكل أعماله تطورا أدخل فيها اللون الجاهز من خلال اللقى القماشية التي تحمل نفحات الاتجاه العام للموجود المكاني كما يقول الفنان جمال عباس واصفا انطباعه عن أعمال الفنان فرج.
حضر افتتاح المعرض أمين فرع الحزب الرفيق فوزات شقير ومحافظ السويداء عامر العشي وعدد من فناني المحافظة، والمعرض الذي يستمر لمدة أسبوع حقق توافقا بين معظم الحاضرين على الحرفية الكبيرة في تشكيلات عكست شخصية خاصة للفنان.
رفعت الديك
