الصفحة الاولىصحيفة البعث

زيزون وتل شهاب آمنتان.. والأفراح تعمّ درعا ابتهاجاً بانتصارات الجيش

 

في إطار تأمين القرى والبلدات التي انضمت إلى المصالحات المحلية دخلت وحدات من قواتنا المسلحة أمس إلى قرية زيزون وبلدة تل شهاب بريف درعا الجنوبي الغربي، فيما قامت وحدة أخرى من الجيش بتأمين العائلات في بلدة أم المياذن بريف المحافظة الشرقي وسط ترحيب الأهالي ببواسل الجيش الذين خلصوهم من إجرام التنظيمات الإرهابية.

وسط هذه الأجواء خرج أهالي قرى وبلدات ريف درعا الشرقي إلى الساحات بعفوية ابتهاجاً بالجيش العربي السوري الذي حقق انتصاراً ساحقاً على أدوات داعمي الإرهاب وفي مقدمتهم كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي كان الخاسر الأكبر في السقوط المدوي للتنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة.

ميدانياً، نفذت وحدة من الجيش رمايات دقيقة على تحصينات ومحاور تسلل إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية تحت زعامته بريف القنيطرة الجنوبي الغربي وفي محيط مدينة القنيطرة وأوقعت في صفوفهم خسائر بالأفراد والعتاد، فيما عثرت وحدات من الجيش أثناء استكمال عملياتها في تمشيط منطقة البوكمال بريف دير الزور على كميات من الأسلحة والذخائر من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي. بينما عبرت فعاليات أهلية ودينية من 50 بلدة وقرية في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي خلال “خيمة وطن” أقيمت في مدينة الرستن بريف حمص عن فخرها بالانتصارات العظيمة التي يحققها الجيش السوري ضد قوى الإرهاب وطي سنوات من الحرب والعذاب والقهر التي تعرض لها أبناء سورية.

وفي التفاصيل، انتشرت وحدات من الجيش العربي السوري في قرية زيزون 20 كم وبلدة تل شهاب 17كم أقصى جنوب غرب مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية. وتعمل عناصر الهندسة على تمشيط محيط القرية والأراضي الزراعية لإزالة الألغام والكشف عن مخلفات التنظيمات الإرهابية لتثبيت حالة الأمن والأمان حفاظاً على أرواح المدنيين.

إلى ذلك تابعت وحدات الجيش انتشارها في ريف درعا الجنوبي الغربي لتأمين المنطقة وخاصة الشريط الحدودي مع الأردن وتثبيت حالة الأمن والاستقرار في مختلف القرى والبلدات بعد اندحار التنظيمات الإرهابية خلال عمليات الجيش ورضوخ المسلحين لاتفاق المصالحة فيها.

ورصدت كاميرا سانا الترحيب الكبير والفرحة العارمة للأهالي الذين تجمعوا في ساحة قرية زيزون حاملين علم الجمهورية العربية السورية وصور السيد الرئيس بشار الأسد وحناجرهم تهتف ابتهاجاً بقدوم الجيش الذي حررهم من الإرهاب وأعاد الأمن والطمأنينة إلى ربوع المحافظة.

وفي تصريحات للمراسل أكد الأهالي المحتشدون فرحاً برحيل الإرهاب عن منازلهم وأرضهم أنهم انتظروا هذه اللحظات بفارغ الصبر منذ سبع سنوات وكلهم أمل بأن الجيش العربي السوري قادم لا محالة لدحر الإرهابيين الذين عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً واعتداء على جميع مقومات الحياة في المحافظة. ولفت الأهالي إلى أن الدعم الكبير الذي تلقاه الارهابيون من كيان العدو الإسرائيلي لم يجد نفعاً أمام بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري الذي يواصل الليل بالنهار ويخوض معارك العزة والكرامة محققاً الانتصارات على الإرهاب على امتداد ساحة الوطن.

وفي إطار مهامها الوطنية في حماية المواطنين قامت وحدة من الجيش بتأمين العائلات في بلدة أم المياذن بريف درعا الشرقي التي عانت من إجرام التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي كانت تعتدي عليها وتسلبها ممتلكاتها وأرزاقها وترتكب جرائم بحقها. وعبر عدد من أهالي البلدة عن شكرهم وامتنانهم للجيش الذي دحر الإرهاب من بلدتهم وأعاد إليها الأمن والأمان وحافظ على حياتهم مجددين تأكيدهم على الوقوف إلى جانبه في الحرب على الإرهاب.

وأوضح الأهالي أن الإرهابيين الذين كانوا في البلدة فرضوا عليهم ظروفاً معيشية قاسية تجلت بتهجير قسم كبير منهم وحرمانهم من العمل في أراضيهم وجني محاصيلهم الزراعية وفرض الأتاوات عليهم.

من جانبه لفت أحد القادة الميدانيين أن وحدات الجيش طلبت من أهالي بلدة أم المياذن العودة إلى منازلهم وأراضيهم بأمان وسلام بعدما كان أغلبهم قد غادر البلدة للنجاة من جرائم الإرهابيين، مشيراً إلى أن عودة الأهالي ما زالت مستمرة مع تأمين جميع التسهيلات لهم حسب توجيهات القيادة وتأمين مستلزمات الحياة ومساعدتهم طبياً وإغاثياً وتأمين مياه الشرب.

وبعد أن أعاد أبطال الجيش الأمن والاستقرار إلى ريف درعا الشرقي خرج أهالي القرى والبلدات إلى الساحات بعفوية ورغبة جامحة بالفرح في مناسبات اجتماعية ووطنية تتلون بطبيعة فلكلور كل منطقة من أغان وأهازيج ودبكات.

وعلى درج منزلها تلف هنادي حسين ابنها الصغير بذراعها وتراقب بعينين ضاحكتين احتفالاً عفويا في ساحة السوق وسط بلدتها الكرك الشرقي بأقصى الريف الشرقي لمحافظة درعا وتنظر بفرح إلى رجال وشباب تصدح حناجرهم بحماس بالهتافات والأهازيج الوطنية فرحاً بإعادة الجيش العربي السوري الأمان الى البلدة.

شفنا الويل بهذه العبارة تختصر هنادي سنوات طويلة من الخوف والقلق الذي زرعه الإرهابيون في كل مفصل من حياتها وتقول لمراسلة سانا: رفضناهم منذ البداية وأخرجناهم ولكن عادوا مجدداً وخربوا حياتنا متسائلة: ماذا يمكن أن نفعل مع حامل السلاح خاصة نحن النساء، لم يتمكن أحد من إسكاتهم حتى قدم الجيش وخلصنا منهم.

والكرك الشرقي 13 كم شرق درعا واحدة من عشرات القرى والبلدات التي حررها الجيش من الإرهابيين في الريف الشرقي وتقع على تخوم الحدود الإدارية لمحافظة السويداء ويقدر عدد سكانها ب17 الف نسمة يعملون بالزراعة وتربية المواشي.

وبالقرب من الساحة حيث نصبت خيمة لاستقبال الوجهاء زينت بأعلام الوطن وقفت وداد عمير النعمة أم فراس مأخوذة بحالة الفرح التي تعم البلدة تكاد لا تصدق ما تراه عيناها فالرجال والشباب ملؤوا المكان سروراً وكان الإرهاب قبل أيام يأسرهم أما اليوم فيغنون ويصفقون ويرفعون العلم الوطني والأطفال من حولهم يدورون في لهو وسرور. تقول وداد بلهجة المنطقة قديش أحسن هالسع الأمن والأمان، مشيرة إلى الرجال تفرجي ما أهيبهم لتعاودها صور الأيام الماضية فتضيف وقد اكتسى صوتها حزناً خرب الإرهابيون بيوتنا هججونا ورحلونا من دورنا سرقوا حلالنا 200 رأس غنم وجرار لم يتركوا لنا شيئاً.

محمد السكري من أبناء البلدة أيضاً حرص على إحضار أطفاله الثلاثة وأركبهم على دراجته النارية وقفوا يتفرجون واصفاً ما تعيشه البلدة بأنه أحلى يوم في حياته لأنه وضع نهاية للإرهاب والخوف ويقول محمد الذي يعمل مع أشقائه في مطعم: خلال السنوات الماضية تشتت أهل البلدة منهم من هرب أو فقد أو حتى قتل وهاهم يجتمعون على فرح انتصار الوطن.

أهالي بلدة الغارية الشرقية التي سبقت جارتها الكرك باستعادة أمنها وفرحها وعاشت يوماً وطنياً حرصوا على مشاركة جيرانهم شعور الأمان يقول مختارها هايل الرفاعي جئنا لنهنىء أنفسنا وجيراننا بانجلاء هذه الغمة السوداء من حياتنا ونكون سنداً يدعم بعضنا بعضاً، معتبراً أن ما حدث في الغارية واليوم في الكرك فرحة لا تعبر عنها الكلمات وشعوراً يصعب وصفه.

عدوى الفرح انتقلت في قرى الريف الشرقي لتصل إلى قرية أم ولد على الحدود الإدارية مع السويداء وهناك نصب أحد أبناء القرية أمام بيته خيمة للضيوف ومن مكبرات الصوت راحت تطلق الكلمات المنددة بمن ارتضى نفسه أجيراً للأعداء.

ويقطن البلدة الزراعية حالياً 8000 نسمة سلكوا طريق المصالحة بعد طرد الإرهابيين محتمين بالجيش العربي السوري وعلى إيقاع الأهزوجة الوطنية المنتشرة في جنوب سورية بالروح نفدي وطننا راح كبار قرية أم ولد يطلقون العنان لفرحهم بنهاية الإرهاب يشجعون بعضهم على النزول الى الدبكة وكما يحدث في أفراح الزواج تحول الجميع الى عائلة واحدة.

ويقول خليل أبو ابراهيم 65 سنة وهو ممسك بيدي جاريه مشكلين مع العشرات حلقة دبكة: قدوم الجيش ونصرنا فرحة لا توصف كانت الحياة مجمدة بسبب الإرهابيين اليوم أخذت الأمور مسارها الطبيعي.

وفي ريف القنيطرة  نفذت قواتنا المسلحة رمايات مدفعية دقيقة على أوكار ونقاط تسلل مجموعات إرهابية في قرية نبع الصخر بالقرب من الحدود الإدارية لريف درعا الشمالي الغربي ومحيط مدينة القنيطرة أدت إلى إيقاع عدد من أفرادها قتلى ومصابين وتدمير تحصينات وأوكار لهم. وبينت مصادر محلية أنه خلال الأيام القليلة الماضية التي شهدت انتصارات متتالية للجيش في ريف درعا وانضمام معظم قراها وبلداتها إلى المصالحات المحلية تم رصد تسلل إرهابيين هاربين من ريف درعا باتجاه الريف الغربي للقنيطرة الرافضين للمصالحة وذلك للانضمام إلى أقرانهم من التنظيمات الإرهابية فيها، وأشارت إلى أن تحركات الإرهابيين تتم تحت حماية كيان العدو الإسرائيلي وبالتنسيق مع متزعمي التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

زفي دير الزور وخلال متابعة وحدات من الجيش عمليات تمشيط بلدة الدوير في محيط مدينة البوكمال بريف المحافظة الجنوبي الشرقي عثرت على مستودعات تحتوي كميات من الأسلحة والذخائر من مخلفات تنظيم داعش. شملت قذائف دبابات “تي 72″ و”تي 62” ومجموعة ألغام مضادة للأفراد وللدروع والآليات إضافة إلى ذخائر مضادة للطائرات المسيرة والحوامات وكمية من ذخائر الرشاشات المتنوعة والقذائف الصاروخية وقذائف “ار بي جي”.

من جهة ثانية أكد المشاركون في “خيمة وطن” التي أقيمت في ساحة مدينة الرستن بريف حمص الشمالي أن الحرب العدوانية التي شنت على سورية لن تزيد أهلها إلا تمسكاً بسورية الموحدة وجيشها الباسل الذي يقدم الدماء والتضحيات لإعادة الأمن والاستقرار إلى كل المناطق على امتداد التراب السوري.

اللقاء ضم ممثلين عن مختلف الفعاليات الاجتماعية والثقافية والأهلية والدينية من 50 بلدة وقرية في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي عبر المشاركون فيه عن فخرهم بالانتصارات العظيمة التي يحققها الجيش السوري ضد قوى الإرهاب وطي سنوات من الحرب والعذاب والقهر التي تعرض لها أبناء سورية.

سياسياً، أكد رئيس الحزب الشعبي الجمهوري الفرنسي فرنسوا اسيلينو أن الحكومات الفرنسية الحالية والسابقة اتخذت مواقف خاطئة تجاه سورية لا تتلاءم مع مبادئ فرنسا الديغولية. وأوضح اسيلينو خلال لقائه اليوم أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” في لبنان العميد مصطفى حمدان أن حزبه عارض منذ عام 2011 سياسات الحكومة الفرنسية الخارجية في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بسورية، مشدداً على أنه مع احترام القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ودعا اسيلينو الحكومة الفرنسية إلى احترام سيادة سورية ولبنان والتنوع الموجود في هذين البلدين.

من جانبه أكد النائب السلوفاكي ماريان كوتليبا رئيس حزب الشعب “سلوفاكيا لنا” أن الحرب التي شنت على سورية والمؤامرة التي استهدفتها سببها تصديها للنظام الإجرامي الصهيوني العالمي ومنعها من تنفيذ مخططاته بالسيطرة على المنطقة.

وقال كوتليبا في تصريح أمس إنه شاهد بأم عينه خلال زيارته الى سورية الشهر الماضي ضمن وفد برلماني أوروبي ما ارتكبته الصهيونية وأدواتها من الإرهابيين من أعمال تخريب وتدمير وهو ما عزز من قناعته بشأن محاولة الصهيونية السيطرة على المنطقة والعالم.

بدوره أكد عضو اللجنة الخارجية في التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو مارتين بيتش أن مدينة حلب تمكنت من الحفاظ على موقعها كمركز اقتصادي لسورية رغم الإرهاب والتخريب وكل المحاولات التي جرت لتدمير البنية التحتية وتعطيل الأداء الاقتصادي فيها، وأشار إلى أن إعادة الإنتاج في منطقة العرقوب الصناعية في حلب تمثل خطوة استثنائية تسهم في تسريع إعادة إعمار سورية، لافتاً إلى أن السرعة التي تمت بها إعادة الإنتاج تثير الإعجاب.

من جانبه أكد مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني في الشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن الوجود الاستشاري لإيران في سورية يأتي في إطار التعاون الثنائي بين البلدين ولا يحق لأي دولة في العالم أن تتدخل في هذه المسألة.

وفي سياق آخر أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية جبران باسيل أن الحل الوحيد المقبول لعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم يكمن في عودتهم بطريقة آمنة وكريمة.

وأشار باسيل خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في هولندا سيغريد كاغ إلى أن لبنان يحترم دائماً مبدأ عدم الإعادة القسرية للمهجرين السوريين.