ضربة موجعة لحكومة ماي بعد ديفيز.. جونسون يستقيل
بعد تقديم ديفيد ديفيز استقالته الأحد بسبب خلافات مع توجّهات رئيسة الوزراء تيريزا ماي، استقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من منصبه.
وجاء في بيان صدر عن مكتب ماي أن “رئيسة الوزراء البريطانية قبلت أمس استقالة بوريس جونسون من منصب وزير الشؤون الخارجية”، وأضاف البيان: إن الحكومة البريطانية ستكشف قريباً عن الشخص الذي سيحل محل الوزير المستقيل، وعبّرت ماي عن شكرها لجونسون على عمله طيلة فترته في الحكومة.
وتأتي استقالة جونسون غداة استقالة ديفيز، الوزير البريطاني المكلف بملف انسحاب البلاد المرتقب من الاتحاد الأوروبي، إثر خلاف مع حكومة ماي حول شروط “بريكست”، وذلك بعد 3 أيام من إعلان ماي عن التوصل إلى اتفاق مع الوزراء السياديين حول استراتيجية “بريكست”.
في الأثناء، أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية، أمس، تعيين دومينيك راب المشكّك بالاتحاد الأوروبي، وزيراً لبريكست.
وكان راب “44 عاماً” وزير دولة لشؤون الإسكان بعد أن تولى منصب وزير دولة للشؤون القضائية في حكومة ماي.
وقدّم الوزير المكلّف ملف بريكست ديفيد ديفيز استقالته من منصبه الأحد، فيما شكّل ضربة لرئيسة الوزراء، التي كانت تأمل بإطلاق يدها في مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وتأتي استقالة ديفيز بعد يومين من اجتماع بين ماي ووزرائها خلُص إلى الإعلان عن اتفاق حول الرغبة في الحفاظ على علاقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج البلاد من التكتل.
لكن ديفيز المعروف بمواقفه المشككة في الاتحاد الأوروبي اعتبر في رسالة استقالته أنّ الطريق المتّبع لن يوصل إلى ما كان البريطانيون قد صوتوا من أجله.
وقال ديفيز وهو أحد قدامى الحزب المحافظ: “في أحسن الأحوال، سنكون في موقع ضعيف للتفاوض مع بروكسل”، وأضاف في رسالته التي نشرتها الحكومة: “المصلحة الوطنية تتطلب وجود وزير لبريكست يؤمن بشدة بنهجكم، وليس مجرد جندي متردد”.
واستقالة ديفيز تلتها أيضاً، بحسب وسائل إعلام بريطانية، استقالة وزيرَي الدولة لشؤون بريكست ستيف بايكر وسويلا برايفرمان.
يذكر أن ديفيز عيّن في منصبه في تموز 2016، وكان قد هدد مراراً بالاستقالة بسبب خلافات مع ماي.
وقال النائب المحافظ بيتر بون: “إن ديفيز فعل الصواب من خلال الاستقالة”، معتبراً أن مقترحات ماي حول بريكست غير مقبولة.
وتعليقاً على الاستقالات، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استقالة جونسون دليلاً على وجود أزمة حكومية في المملكة المتحدة.
وكتبت زاخاروفا في صفحتها على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي: “هل تتذكرون أننا تحدثنا حول أن هذه المكيدة القذرة والمعقدة ستنتهي بشكل سيئ بالنسبة لحكومة تيريزا ماي؟ تفضلوا”، مضيفة: إن جونسون “لم يرغب بالبقاء على متن قارب غارق”.
وأعربت عن رأيها بأن “مواصلة نشر الأكاذيب حول “يد الكرملين” و”العدوان على بريطانيا” و”نوفيتشوك” وكأس العالم 2018 وغيرها أصبحت أمراً خطيراً”، وذكرت أن السلطات البريطانية ستضطر لتحمّل المسؤولية عن وفاة المواطنة البريطانية في إيمزبري، وخلصت إلى القول: إن “الكثير في داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) تغطيه الغيوم، إلا أمراً واحداً، ألا وهو ظهور بوادر أزمة حكومية بوضوح أكثر فأكثر”.
وانتقد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين بشدة حكومة ماي وخطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، داعياً أعضاءها إلى الاتفاق مع بعضهم أو الاستقالة، وأشار، في كلمة ألقاها خلال جلسة في البرلمان حول خطة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي التي قدمتها حكومة ماي الجمعة الماضي، إلى أن الحكومة وقعت في أزمة سببها انقسام واضح بين الوزراء بشأن شروط بريكست، خاصة بعد استقالة وزيري شؤون الانسحاب، ديفيد دافيس، والخارجية بوريس جونسون.
وشدد كوربين على أن حكومة ماي غير قادرة على ضمان مصالح بريطانيا خلال المفاوضات بخصوص بريكست مع الاتحاد الأوروبي، وتساءل: “كيف يمكننا التعويل على أنها (ماي) ستتفق مع 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، إذا لم تتمكن من التوصل إلى توافق داخل حكومتها”؟.
واتهم كوربين رئيسة الوزراء بأنها “غرقت في مشاكل حكومتها، ونسيت احتياجات الاقتصاد، وتجاوزت في مفاوضات الخروج الخطوط الحمراء واحداً تلو الآخر والتي حددتها هي نفسها”، واعتبر أن برنامج الانسحاب المقدّم الذي طال انتظاره يفتقر إلى العديد من البنود المطلوبة للحفاظ على مختلف المعايير الوطنية على مستوى عال بعد الخروج حال تطبيقه، مشدداً على أن هذا البرنامج “ليس خطة مفصلة حول كيفية حفاظ بريطانيا على الوظائف والازدهار، بل هو عبارة عن ممارسة بيروقراطية فقط”. وأضاف مخاطبا ماي: “إنكم لا تملكون خطة حول كيفية حماية القطاع الصناعي أو معالجة مسألة الحدود في ايرلندا الشمالية”، ودعا الحكومة إلى التوحد حول فكرة بريكست من أجل إيجاد حلول للعيوب في استراتيجية الانسحاب في أسرع وقت، مضيفاً: “وإذا كانت الحكومة غير قادرة على ذلك، فعليها إفساح المجال لمن يستطيع فعل ما يجب فعله”.