اقتصادصحيفة البعث

متاهة الاتصالات..!؟

 

 

يفاجأ المشترك الجديد ببوابة إنترنت لدى “السورية للاتصالات” بسلسلة قاتلة من الروتين لا تمت بصلة إلى تقنيات القرن الواحد والعشرين، وينتهي به المطاف بدخول متاهة لن يخرج منها إلا بمعجزة عامل “فني”..!
تبدأ المتاهة عندما يعجز المشترك تفعيل البوابة’ لأن الراوتر لا يستجيب، أو بالأحرى يرفض الإعدادات المعطاة له من قسم العقود..!
ترى هل المشكلة في الإعدادات أو في الراوتر، أو في جهل المشترك.. على حد تعبير بعض خبراء “الدعم الفني”..؟
يتوهم المشترك أن حل مشكلة التفعيل سهلة جداً، وما عليه سوى طلب المساعدة من الدعم الفني على الرقم /100/ ليكتشف بعد ساعة تقريباً “من الأخذ والرد” أنه واهم جداً، وليفاجأ بعدها أنه دخل للتو في متاهة الاتصالات القاتلة..!
نسجل لخبراء الدعم الفني حلاوة لسانهم والإيحاء للمتصل أنه سبب المشكلة وليس المقسم المختص، ولكن السؤال: هل لدى الخبراء في الدعم الفني الحل الشافي سواء على المدى السريع أم البطيء جداً لمساعدة المشترك بتفعيل بوابة الإنترنت..؟
يبدأ خبراء “الدعم الفني” بابتكار الحلول النظرية للمشكلة، والطلب من المشترك تنفيذها: حاول إدخال الإعدادات مجدداً دون أخطاء.. أعد فرمتة الراوتر وقم بتشغيله من جديد.. أعد المحاولة مع سلك هاتف بفلتر أو بالعكس.. جرب الراوتر على شبكة الجيران..!
وأخيراً يعترف خبراء الدعم الفني بالعجز، ويُجمعون على نصيحة واحدة: راجع قسم العقود..!
ويكتشف المشترك أن قسم العقود لديه جواب جاهز مسبقاً: راجع قسم التجربة..!
في قسم التجربة يؤكد الفنيون للمشترك أن البوابة المخصص بها فعالة وشغالة وينصحونه بالاتصال على الرقم /100/..!
يتصل المشترك مجدداً بخبراء الدعم الفني ليجدهم قد (كلوا وملوا وتبرموا) من اتصالاته ويطلبون منه بما يشبه الأمر والزجر: مشكلتك في قسم العقود..!
قسم العقود: راجع التجربة..!
والتجربة ترد مجدداً: اتصل بالرقم /100/..!
وهكذا يدخل المشترك الجديد في بوابة للإنترنت متاهة الاتصالات..!
والخلاصة: لا يوجد عنصر واحد في “الاتصالات” مستعد لحل المشكلة.. خلافاً لمزودي الخدمة في القطاع الخاص.. فلماذا..؟!
هل هو تواطؤ لتطفيش المشتركين.. أم هل هو لجهل تام في تقنية الاتصالات..أم هو تقاعس وتهرب من أداء المهام والواجبات..؟
اللافت جداً أن مزودي الخدمة في القطاع الخاص يقومون بإدخال الإعدادات للراوتر وتجهيزه للعمل الفوري، في حين يرفض خبراء الدعم الفني أو قسم التجربة للمشتركين “الجهلة” تقديم هذه الخدمة رفضاً قاطعاً..!
وبما أن المشكلة مستمرة ومستعصية.. يلجأ المشترك أخيراً إلى عامل فني لديه الحل السحري..!
وفعلاً.. لديه الحل..!
قبل أن يقرأ إعدادات قسم العقود يؤكد العامل الفني للمشترك: أعطوك إعدادات غير صحيحة..! يتصل بأحد (ما) في قسم الهاتف ويعطيه رقم المشترك.. ينتظر بحدود عشر دقائق لتأتي بعدها إشارة النت.. يصحح الإعدادات، ويتم بعدها تفعيل الخدمة..!
نسأل الآن مدير السورية للاتصالات ووزير الاتصالات معاً: لماذا يُعطي قسم العقود للمشتركين إعدادات غير صحيحة.. ولماذا يُعقّد قسم التجربة المشكلة بدلاً من حلها..؟!
علي عبود