الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يقرصن “الحرية2” ويشدد حصاره على غزة

 

على غرار ما حلّ بسفينة “الحرية1″، احتجزت زوارق الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، سفينة “الحرية2” وطاقمها بعد انطلاقها من ميناء غزة باتجاه ميناء ليماسول في قبرص وعلى متنها جرحى ومرضى وطلبة.
وقال منسق هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن قطاع غزة رائد أبو داير: “إن قوات الاحتلال اعتقلت ثمانية أشخاص بعد السيطرة على سفينة الحرية2 والتي تحمل طلاباً وجرحى فلسطينيين لدى محاولتها كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة”، وأوضح أن بحرية الاحتلال سيطرت على السفينة بعد تجاوزها مسافة 7 أميال بحرية، مؤكداً انقطاع الاتصال بطاقمها.
وكانت الهيئة أطلقت في أيار الماضي السفينة الأولى لكسر الحصار من ميناء غزة، وتوجهت نحو شواطئ اليونان قبل أن تعترضها زوارق الاحتلال الإسرائيلي، وتسيطر عليها.
يذكر أن سلطات الاحتلال تفرض حصاراً جائراً على قطاع غزة منذ عام 2006 يشمل مختلف المواد الغذائية والطبية ومواد البناء والوقود، ما أدى إلى معاناة شاقة لأهالي القطاع، كما أحبطت خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الإنسانية لكسر الحصار، واعتقلت المشاركين فيها.
ورداً على القرار الإسرائيلي بتشديد الحصار على قطاع غزة، دعت فصائل المقاومة المجتمع الدولي للتحرّك الفوري لمنع تشديد الحصار على غزة، معتبرةً ذلك بمثابة إعلان حرب.
يأتي ذلك بعد مصادقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إجراءات إضافية لتشديد الحصار على غزة ومنع دخول المواد والبضائع إليها.
وقالت الفصائل: “إن الإجراءات الجديدة بمنع دخول المواد والبضائع إلى غزة جريمة ضد الإنسانية”، معتبرةً أن الصمت الإقليمي والدولي على الحصار منذ أكثر من 12 عاماً شجّع كيان الاحتلال على التمادي في مخالفة حقوق الإنسان والقوانين الدولية، فيما أكدت حركة الجهاد أن تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني هو بمثابة إعلان حرب لن تكون المقاومة عاجزة أبداً عن الرد عليه، وأكدت أن سنوات الحصار الطويل ضد قطاع غزة لم تفلح أبداً في كسر صموده وزعزعة موقفه الرافض لأي محاولات للمساس بحقوقه وثوابته.
واعتبرت الحركة أن العالم كله يتحمّل مسؤولية صمته وعجزه عن لجم سياسات الإرهاب التي ينتهجها الاحتلال، وأكد البيان أن الحركة لن تتخلى عن مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي للسياسات العدوانية والرد عليها.
بدوره، قال مسؤول الدائرة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر: “إنه لمواجهة صفقة القرن يجب عقد مجلس وطني توحيدي يضم كل القوى”، فيما رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها أن إعلان حكومة العدو اتخاذ سلسلة من القرارات والإجراءات لتشديد حصارها المفروض على القطاع يعكس مدى الإجرام الصهيوني وحالة اليأس والتخبط التي أدخلت هذه العصابة نفسها وحلفاءها بها، بعدما قاوم الشعب الفلسطيني الباسل في القطاع كل المبادرات والأفكار التي حاولت الإدارة الأمريكية وأدواتها من سماسرة دوليين وعرب ومحليين تمريرها بتحويل قضيتنا من قضية تحرر وطني لقضية إنسانية تتخذ من غزة بوابة وجواز مرور لصفقة القرن التصفوية.
وحذرت الجبهة المجتمع الدولي من خطورة وتداعيات مثل هذه القرارات والإجراءات الإجرامية التي تأخذ المنطقة حتماً لمنزلقات خطيرة وتصعيد شامل، خاصة في ظل إصرار الشعب وفصائل المقاومة على التصدي وبكل حزم وقوة لهذا العدوان والابتزاز الصهيوني والأمريكي، وأكدت مواصلة مسيرات العودة كحلقة نضالية متقدمة في مواجهة جرائم الاحتلال وكل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا وحقوقنا الوطنية.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً في حملة مداهمات واعتقالات طالت عدة مناطق بالضفة الغربية.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات الظاهرية جنوب الخليل وعورتا جنوب نابلس ورنتيس غرب رام الله، ونفذت حملة تفتيش للمنازل، ومصادرة أموال، واعتقلت 11 شاباً فلسطينياً.
وأصيب شاب فلسطيني خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية كفر مالك شرق رام الله، فيما اندلعت مواجهات أخرى في بلدة تل غرب نابلس وجنين.
إلى ذلك، هدمت سلطات الاحتلال منزلين في الجهة الغربية من مدينة قلنسوة داخل الأراضي المحتلة عام 1948 بعد أن قامت بمحاصرة الحي ومنعت المواطنين من الاقتراب.
ومنذ عام 2017، هدمت السلطات الإسرائيلية 11 منزلاً ومنشأة في مدينة قلنسوة، ولا يزال شبح الهدم يهدد أكثر من 50 منزلاً.
في الأثناء، طالب مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو المنظمة الدولية بوضع نظام آل سعود والكيان الصهيوني في قمة لائحة الأنظمة القاتلة للأطفال في العالم لما يرتكبانه من جرائم شنيعة بحق أطفال فلسطين واليمن، وقال، في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد تحت عنوان “حماية الأطفال اليوم.. الوقاية من نزاعات الغد”: “إنه وفي الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني قتل الأطفال الفلسطينيين ولاسيما خلال التظاهرات السلمية التي جرت في غزة خلال الأشهر الأخيرة، فإن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لا يزال يتجاهل وضع هذا الكيان ضمن لائحة المنتهكين الرئيسيين لحقوق الأطفال في النزاعات المسلحة”، وشدد على وجوب اضطلاع الأمم المتحدة بمسؤولياتها في وقف قتل الأطفال في فلسطين واليمن وسائر مناطق العالم.
من جانبه، قال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني العميد أمير حاتمي خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع في النظام التركي نور الدين جانيكلي: “إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني يمثل دليلاً على عجز وفشل الولايات المتحدة في المنطقة”، وأضاف: “إن هذا القرار ينم عن سياسة أمريكية لا مسؤولة وترمي إلى دعم النزعة الاحتلالية التي ينتهجها الكيان الصهيوني”، موضحاً أن سير بعض الأنظمة العربية في التطبيع مع كيان الاحتلال شجّع على اتخاذ هذا القرار”.