الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

تموزيات

سلوى عباس
تموز هو الشهر السابع من شهور السنة الميلادية حسب الأسماء السريانية المعتمدة في مشرقنا العربي وهو اسم الآلهة البابلي “دوموزي ” ومعناه ابن الحياة، وهو الإله أدونيس عند اليونان. وقد ارتبط هذا الشهر بالتراث والحكايا الشعبية والأمثال التي مازالت متداولة وبكثرة في أيامنا هذه، فمن منا لم يسمع بمثال: “في تموز تغلي المي بالكوز” كناية عن ارتفاع درجة الحرارة.
لكن لتموز معنا حكاية أخرى، حيث اجتمع فيه عدد من المناسبات الفنية والإعلامية، فبالنسبة لنا صادف في أيامه الأولى الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس صحيفتنا “البعث” هذه الصحيفة التي تضم أسرارنا، وكنوزنا، وثروتنا الحقيقية، تحمل صدى أرواحنا، وصدى كلمتنا، وصدى المداد الذي امتد لعشرات السنين من التاريخ، تاريخ الكلمة والحكاية والوجع والمعاناة، والتاريخ الإيجابي، ونحن أبناء هذا التاريخ، هذا الإرث الذي نباهي به، ولا زلنا حتى الآن ننزف من أرواحنا بما لتستمر، هذه الصحيفة أصبحت أيقونة سورية دائمة لأنها رافقت حياة المواطنين في هذا البلد لعشرات السنين، فكانت منبراً بإرثها الكبير وتاريخها الطويل، وبقاماتها التي أسست لهذا المنبر الجميل ليكون وطناً للسوريين جميعاً.
كذلك منذ أيام أي في 7/7/2018 احتفلت إذاعة “شام أف أم” بعيدها الـ11، فهي تمثل لصاحبها ومديرها مشروعاً إعلامياً بدأه بإذاعة منوعات، واستمر مع كل عام من عمر الإذاعة يكشف عن إنجاز جديد، وكانت مفاجأة العيد الأخير إطلاق قناة فضائية، فقارب بما حققه حلمه بإذاعة متطورة وعصرية وأصيلة، ولا ننسى القديرة هيام حموي ومساهمتها الكبيرة في رسم الخطوات الأولى لإذاعة حققت حضورها المميز في مجال الإعلام المسموع وأصبحت مشروعا إعلاميا مهما.
وفي 8/7/2018 احتفلت إذاعة “صوت الشباب” بعيدها السادس عشر، حيث كانت انطلاقتها في 8/7/2002 وقد بدأت إرسالها بمخاطبة جيل الشباب، لتكون رديفاً للقنوات الإذاعية الأخرى في التلفزيون السوري، وقدمت خلال السنوات الـ16 من عمرها الكثير من الموضوعات التي تتعلق بقضايا الشباب وطموحاتهم، وناقشت مستقبلهم بكل حرية وصراحة.
في الثالث والعشرين من هذا الشهر أيضاً سيحتفل التلفزيون العربي السوري بعيده الـ 58 وقد بدأ التلفزيون السوري إرساله مساء يوم 23 يوليو 1960 من قمة جبل قاسيون في دمشق بالتزامن مع التلفزيون المصري، وبدأت القناة الأرضية بث برامجها للمشاهد المحلي تحديداً، فالجدوى من وجودها هو عرض هموم وقضايا المواطن السوري.
هو الحلم السوري في ربيعه المتجدد في انتصارات سورية واحتفالاتها بإنجازاتها، واحتفالات منابرها الإعلامية والفنية والثقافية الوطنية بما قدمت من عطاءات في خضم حرب نخوضها منذ سنوات سبع كانت على مستوى رقي سورية وثقافتها وتاريخها، هذه المنابر التي ندين لها نحن العاملون فيها بالشكر أنها منحتنا الفرصة لنعبّر من خلالها عن أنفسنا وأفكارنا وانتمائنا.
ولم تقتصر مناسبات شهر تموز على المناسبات الإعلامية، بل هناك الكثير من الأحداث السياسية والثقافية ليس أولها الثورة الفرنسية عام 1789 ولازالت مستمرة حتى الآن.