ثقافةصحيفة البعث

“عجائب العقل الباطن”.. والقوة الخفية التي تحكم حياتنا

خلال دورة حياتنا، نمر بعدد من الصعوبات وتتفاوت مستويات حياتنا بين الصعود والهبوط، فالحياة هي في الواقع كالمنحنى البياني، وفي ظل هذا التفاوت نحتاج كثيراً إلى الثقة لنتجاوز المشاكل والأشياء الكثيرة التي تعلق في ذاكرتنا وسلوكنا، وتأتي أهمية كتاب “قوة العقل الباطن” في حياة أي شخص بأنه الشيء الذي سيسمح بالثقة في هدفك مهما كان حتى عندما تستنزف عقلياً وعاطفياً. ود. جوزيف ميرفي أكاديمي بارز في علم النفس يدعو القارئ إلى استغلال القوة الرهيبة التي يمتلكها العقل الباطن الموجود لدى كل شخص والذي من خلاله ستحدث المعجزات كما سماها الكاتب.
الفكرة التي يحتويها الكتاب تدعو إلى التفاؤل ومحاولة رؤية الجانب الإيجابي للأمور، ويسلط ميرفي الضوء على قوى قد تكون خفية لا نراها بالعين المجردة إلا أنها تملك قوة جبارة في تغيير سلوكياتنا ومصائرنا وبالتالي حياتنا.
يتبع د. ميرفي في طرح نظرياته طريقة علمية وملهمة مستعيناً بأمثلة من الحياة، يستعرض طرقاً عدة لإطلاق العنان للقوى العقلية المدهشة من أجل بناء الثقة بالنفس، وتكوين علاقات اجتماعية منسجمة، وأيضاً تحقيق النجاح المهني والتغلب على الخوف الطبيعي والمرضي، وكذلك العادات السيئة، بل وتحسين عمليات الشفاء الجسدية، وتحسين الحالة العامة وزيادة السعادة.
يطرح المؤلف تساؤلات عديدة تراود أذهاننا باستمرار، لماذا يوجد إنسان سعيد وآخر حزين، ولماذا يوجد إنسان فرح وثري، وآخر بائس وفقير؟ ولماذا يشفى إنسان من مرض عضال وآخر لا يشفى منه؟ ولماذا يحقق إنسان نجاحاً باهراً بينما يفشل آخر فشلاً ذريعاً؟ وغيرها الكثير من إشارات الاستفهام مؤكداً بأن لها إجابة وهي ما دفعه إلى تأليف هذا الكتاب، والذي يشرح من خلاله أن القوة التي يمتلكها العقل الباطن لفعل المعجزات تشفي من المرض ويعلم كيفية الاستفادة من القوة الداخلية ليخرج الإنسان من باب سجن الخوف إلى باب الحرية.
هذا العقل الباطن الذي يشبهه بغرفة مظلمة كبيرة، وهو المكان السري الذي تتطور فيه حياتك الخارجية ومن أجل أن يتغير عالمك لا بد أن يتغير عقلك من الداخل إلى الخارج، فإذا ملئت غرفتك المظلمة بحقائق عظيمة فإن صورك سوف تعكس تلك الحقائق.
الكتاب عبارة عن توجيهات تخاطب العقل الباطن مباشرة وبذكاء الكاتب ودهائه استطاع أن ينحي العقل الواعي جانباً، ويسرد أهم الأسس والقواعد التي يجب على المرء اتخاذها منهجاً حياتياً كي يصل ذروة التألق والنجاح منها:
– العقل الباطن لديه الحل لجميع المشاكل إذا طرحت عليه قبل النوم هذه العبارة “أريد الاستيقاظ في الساعة السادسة صباحاً، فإنه سوف يوقظك في هذا الوقت تماماً”.
– لا يستخدم الإنسان مطلقاً عبارات مثل “لا أستطيع شراء هذا”، ” لا أستطيع أن أفعل ذلك” بل أن يردد بدلاً عنها بإيجابية مثبتة “أنا أستطيع عمل كل الأشياء من خلال قوة عقلي الباطن”.
– قانون الحياة هو قانون الاعتقاد والإيمان، والمعتقد هو فكرة في عقلك، حدد معنى الإيمان أو الاعتقاد وما تفكر فيه سيبرز للوجود.
– أنت تمتلك سلطة الاختيار، عليك أن تختار الصحة والسعادة
– عقلك الواعي بمثابة “حارس البوابة” وظيفته الرئيسية حماية عقلك الباطن من الانطباعات المضللة، اختر الاعتقاد بأن شيئاً طيباً يمكن أن يحدث، ويحدث الآن.
– راقب ما تقول، عليك أن تنتبه لكل كلمة حتى لو كانت تافهة، لا تقل أبداً بأنني سأفشل، أنني سأفقد وظيفتي أو غيرها من هذه العبارات، لأن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي بل إنه يشرع فوراً في تحقيقه.
– إن الأفكار النبيلة والعظيمة التي تعتاد التفكير فيها تصبح أفعالاً عظيمة.
هذا الكتاب بمثابة دفعة قوية جداً للأمام نحو النجاح والاستمرار في معترك الحياة بقوة وثبات أكبر وبإرادة وعزيمة لا تنثني تستمد رحيقها من نبع قابع في أعماق أعماقنا هو العقل الباطن، فهو بمثابة روحٍ تفيض أملاً وتتقد ذكاء تمنحنا ما نريد دون مقابل فقط كي نستمر.
عُلا أحمد