روسيا 2018.. الحظ يتوّج فرنسا بطلاً لكأس العالم
أسدل الستار على فعاليات النسخة الـ21 من بطولة كأس العالم روسيا 2018، أمس، بتتويج المنتخب الفرنسي بلقب البطولة، عقب فوزه في المباراة النهائية على نظيره الكرواتي (4-2).
وتمّ قص شريط مباريات البطولة التي شهدت مشاركة 32 منتخباً، في الـ14 من الشهر الماضي، وبعد شهر و63 مباراة، وصلت بطولة كأس العالم روسيا 2018 إلى محطتها الأخيرة، وتمكّن مئات الآلاف من الأجانب من رؤية روسيا بشكلها الحقيقي، ويجمع المراقبون على أن المونديال كان ناجحاً ومتميّزاً.
وشهد حفل ختام المونديال الروسي، الذي أقيم قبل بداية المباراة النهائية بنصف ساعة، مشاركة العديد من النجوم، من أبرزهم، الممثل الأمريكي الشهير ويل سميث، والفنان نيكى جام”، اللذين شاركا في غناء الأغنية الرسمية الخاصة بمونديال روسيا، كما ظهر في الحفل كذلك النجم البرازيلي المعتزل رونالدينيو.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال حضوره الحفل الذي أُقيم في مسرح البولشوي وسط موسكو، عن ارتياح بلاده لمساهمة مونديال 2018 في تدمير خرافات وصور نمطية سلبية عن روسيا.
واعترف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” جياني انفانتينو، أثناء مراسيم تسليم مشيخة قطر الشارة الرمزية لتنظيم مونديال 2022، أنه وقع في حب روسيا.
وقدّم رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، السلوفيني ألكسندر تشيفرين، التهنئة لكل من “الفيفا” وروسيا على التنظيم الرائع للمونديال، وقال: “هذا المونديال كبير للغاية، وكنت أعلم أنه سينجح تنظيمياً، ولكن تفاجأت من حالة الود التي رأيتها بين الجماهير وعدم وقوع أية أحداث عنف فيما بينهم، لذا يجب أن نهنّئ الفيفا وروسيا على ذلك الأمر، حتى أن رجال الشرطة كانوا يبتسمون في وجه الجماهير، ويرحّبون بهم في البلاد”.
وهنأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بإقامة “إحدى أفضل” بطولات كأس العالم لكرة القدم في التاريخ، وقال، في تغريدة نشرها أمس: “تهانينا لفرنسا، التي لعبت كرة قدم رائعة، وفازت في كأس العالم 2018، كما نهنئ الرئيس بوتين وروسيا لإقامة بطولة كأس العالم العظيمة حقاً والتي كانت من الأفضل في التاريخ!”.
وقبل أن تهدأ ملاعب مونديال روسيا، تحدّث المراقبون، عن الحصاد الوفير للكرملين، على صعيد تغيير النظرة النمطية المتسمة بالعداء لروسيا، شعباً ودولة وقيادة، ويضيفون: منذ الساعات الأولى لوصول أفواج المشجعين انقلبت الصورة للضد تماماً، فقد وجد المحتقنون، بفيروس الكراهية، استقبالاً سهلاً، ووجدوا في الروس البسطاء أهلاً، وتمتعوا برخص الأسعار والخدمات.
ويؤكدون: على مدى شهر المونديال، تهاوت مثل البالونات الجوفاء، الصور النمطية عن روسيا، واكتشف زهاء مليون ونصف مليون مشجّع، ومعهم مئات ملايين المشاهدين تابعوا المونديال عبر عالم الاتصالات السحري، أن الشعب الروسي لا يسعى لاحتلال “العالم الحر” مثلما روّج الإعلام الغربي!.
وبالعودة إلى المباراة النهائية، توّج المنتخب الفرنسي بلقب مونديال روسيا 2018، عقب فوزه على نظيره الكرواتي في المباراة النهائية، بأربعة أهداف مقابل هدفين، ويمكن القول: إن الحظ لعب دوره مع الفرنسيين في الشوط الأول، وبدأ ذلك منذ الدقيقة 18 عندما حصل “الديوك” على ركلة حرة نفّذها أنطوان غريزمان، لكن ماريو ماندزوكيتش تابعها برأسه بالخطأ في مرمى منتخب بلاده.
وهذا الهدف المباغت لم يُحبط عزيمة الكروات الذين تمكنوا من معادلة النتيجة في الدقيقة 28، لكن من خلال مجهودهم الشخصي بعدما حصلوا على ركلة حرة نفّذها لوكا مودريتش لتصل الكرة إلى إيفان بيريسيتش بعد سلسلة من الألعاب الرأسية، فسدّدها قوية في الشباك.
لكن مجدداً عاد الفرنسيون ليستفيدوا من خطأ كرواتي وهذه المرة من لمسة يد داخل منطقة الجزاء بعد ركلة حرة احتُسبت على بيريسيتش نفسه ليلجأ الحكم إلى تقنية الفيديو، ويحتسب ركلة جزاء بعد أن شاهد الحالة مراراً على الشاشة، وتقدّم غريزمان لتسديد الكرة، وسجّل منها هدف التقدّم لفرنسا 2-1 في الدقيقة 38.
وبدأ الكروات الشوط الثاني بقوة، وكادوا أن يدركوا التعادل سريعاً منذ الدقيقة الأولى بعد تسديدة قوية من أنتي ريبيتش إلا أن الحارس هوغو لوريس أبعدها إلى ركنية.
وبينما كان الكروات يسعون لتعديل النتيجة قام “الديوك” بهجمة في الدقيقة 59 لتصل الكرة إلى بول بوغبا الذي سدّدها إلا أنها اصطدت بالدفاع، وعادت إليه ليسدّدها مجدّداً في الشباك مانحاً التقدّم لفرنسا 3-1.
ولم تمض سوى 6 دقائق حتى أضاف مبابي الهدف الرابع بتسديدة من خارج منطقة الجزاء.
وفي الدقيقة 69 ارتكب لوريس خطأ فادحاً في تشتيت الكرة ليُتابعها ماندزوكيتش في الشباك في الدقيقة 69 مانحاً كرواتيا بعض الآمال لمعادلة النتيجة.
لكن “الديوك” تمكنوا من الحفاظ على النتيجة في الدقائق التالية حتى أطلَق الحكم صافرته ليُعلن إحراز منتخب فرنسا لقب المونديال للمرة الثانية في تاريخه بعد 1998 ويُعادل بذلك الأرجنتين والأوروغواي.
في المقابل، اكتفى الكروات بالمركز الثاني، وهو الأفضل لهم في تاريخهم في المونديال بعد أداء مميز في البطولة.
ودخل المدرب الفرنسي ديدييه ديشامب- والذي سبق له أن توّج بطلاً لكأس العالم كلاعب في مونديال 1998- التاريخ من أوسع أبوابه كأصغر مدرب سناً يحصد كأس العالم، منذ فرانز بيكنباور في 1990، ويصبح بذلك ثالث مدرب في تاريخ المونديال يفوز بالكأس كلاعب ومدرب بعد كل من البرازيلي زاغالو والألماني بيكنباور.
هذا واختير النجم الكرواتي لوكا مودريتش، 32 عاماً، كأفضل لاعب في البطولة، فيما توّج نجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، 19 عاماً، بجائزة أفضل لاعب صاعد، بعد رفع رصيده من الأهداف إلى 4، وأصبح في وصافة قائمة هدافي البطولة، خلف المهاجم الانجليزي هاري كين، الذي توّج بجائزة هداف النسخة الـ21 لكأس العالم، بتسجيله ستة أهداف.
البعث- وكالات