العلم الوطني يرفرف في بصرى الشام والحراك.. وأهالي القنيطرة يتظاهرون ضد الإرهاب السيطرة على بلدة المال وتل المال وجاسم بريف درعا.. واتفاق لتحرير مختطفي اشتبرق وكفريا والفوعة
على وقع التقدم السريع لقواتنا المسلحة على كل جبهات القتال في ريفي درعا والقنيطرة، تتسارع وتيرة المصالحة واتفاقات التسوية لإخراج ما تبقى من فلول إرهابية رافضة للمصالحة. فيما يواصل أهالي القرى والبلدات المحررة احتفالات الترحيب بأبطال جيشنا الذي أعاد البهجة إلى قلوبهم بعد سنوات القهر والتشريد جراء الإرهاب.
بالأمس وسعت وحدات من الجيش نطاق سيطرتها في ريف درعا الشمالي الغربي المحاذي لريف القنيطرة وأعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة المال وتل المال، فيما دخلت وحدات أخرى بلدة جاسم بعد اتفاق تسوية.
وبمشاركة الأهالي تم رفع العلم الوطني في الساحة الرئيسة بمدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي إيذاناً بإعلانها آمنة ومستقرة وخالية من الإرهاب. كما تجمع الآلاف من أبناء بلدات ريف درعا الشرقي في الساحة الرئيسية لمدينة الحراك تأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش العربي السوري وتحية له على بطولاته وتضحياته التي قدمها لتحرير بلداتهم من الإرهاب التكفيري. وفيما عاد الآلاف من أهالي بلدة النعيمة إلى منازلهم وأراضيهم التي هجرتهم منها التنظيمات الإرهابية قبل فرارها من البلدة تحت ضربات الجيش، شهدت قرى القطاعين الأوسط والجنوبي من محافظة القنيطرة مظاهرات ضد المجموعات الإرهابية طالبوا خلالها بطرد الإرهابيين ودخول الجيش العربي السوري لوضع حد للأعمال الإجرامية التي يرتكبها الإرهابيون من قتل وتخريب ونهب لممتلكاتهم وتخريب المؤسسات والمنشآت الخدمية.
بينما تواردت أنباء عن التوصل لاتفاق يقضي بتحرير كامل العدد المتبقي من مختطفي قرية اشتبرق والآلاف من أهالي بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
في السياسة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التنظيمات الإرهابية في سورية تتحمل مسؤولية سقوط ضحايا بين المدنيين، وشدد على أن أعداداً كبيرة منهم سقطوا ضحايا القصف الأمريكي على مدينة الرقة وتم محو المدينة من سطح الأرض وهي تشبه الآن مدينة ستالينغراد في أعوام الحرب الوطنية الثانية. في وقت كشف تحقيق برلماني بريطاني عن أن القوات البريطانية متورطة بقتل مدنيين في سورية والعراق، إضافة إلى التواطؤ في جرائم حرب ارتكبتها الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي التفاصيل، واصلت وحدات من قواتنا المسلحة عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الارهابية المنتشرة فيما تبقى من قرى وبلدات ريف درعا الشمالي الغربي ووسعت نطاق سيطرتها بتحرير بلدة المال وتل المال بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها.
وأوضح مراسل سانا الحربي أن وحدات الجيش نفذت رمايات مدفعية دقيقة وصليات صاروخية على أوكار الإرهابيين قبل أن تتقدم وحدات الاقتحام في محيط قرية المال التي اتخذوها منصة لاعتداءاتهم على المناطق المجاورة مشيراً إلى أن بسالة رجال الجيش وخبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها في المعارك سرعت من اندحار الإرهابيين وانكسارهم في المنطقة، وبين أن السيطرة على تل الحارة وتل المال تعطي وحدات الجيش سيطرة نارية ومنطلقاً آمناً للقوات على اتجاه ما تبقى من فلول الإرهابيين في القرى والبلدات المنتشرة على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة وبالتالي وضع المجموعات الإرهابية بين فكي كماشة وصولاً إلى انهيارها واستسلامها أو متابعة العمليات العسكرية حتى اجتثاثها.
إلى ذلك أفاد مراسل سانا بدخول وحدات من الجيش إلى مدينة جاسم شمال غرب مدينة درعا بنحو 45 كم بعد اتفاق تسوية وذلك إيذاناً بإعلانها آمنة ومستقرة تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إليها.
في الأثناء دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى مدينة بصرى الشام بالريف الشرقي لتعزيز الأمن والاستقرار تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليها وسط ترحيب كبير من الأهالي الذين تجمعوا في الساحات للمشاركة في رفع علم الجمهورية العربية السورية.
وعبر المشاركون من أهالي المدينة عن فرحتهم بحلول الأمن والاستقرار في عروس الجنوب ومنها إلى كل شبر من المحافظة بفضل جهود وبطولات الجيش العربي السوري داعين الى العمل لإعادة بناء الجيل على حب الوطن ومكارم الاخلاق. وأبدى المشاركون رغبتهم في عودة سورية كما كانت موحدة تحت قيادة وراية واحدة وإعادة كل الخدمات وخاصة الكهرباء التي تحل معها مشكلة نقص مياه الشرب في المدينة.
وأكد أمين فرع الحزب في درعا الرفيق حسين الرفاعي أن الحوار نجح في مدينة بصرى لتعود إلى أمنها وأمانها وحياتها حيث عادت البسمة إلى وجوه الأطفال والشباب والشيوخ والنساء بعد عودة الاستقرار إليها.
ولفت قائد شرطة المحافظة اللواء محمد رامي تقلا إلى أن قيادة الشرطة ستعيد الوحدات الشرطية إلى أنحاء المحافظة، لافتاً إلى الميزة التي تمتعت بها بصرى المتمثلة بالوعي الوطني لأبنائها الذين حافظوا على المباني والأملاك العامة والخاصة بعيداً عن الدمار والفوضى.
كما تجمع الآلاف من أبناء بلدات ريف درعا الشرقي في الساحة الرئيسية لمدينة الحراك اليوم تأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش العربي السوري وتحية له على بطولاته وتضحياته التي قدمها لتحرير بلداتهم من الإرهاب التكفيري.
وخلال التجمع رفع أبناء مدينة الحراك وبلدات الصورة وعلما وناحتة والغارية الغربية والغارية الشرقية علم الجمهورية العربية السورية فوق مجلس مدينة الحراك مرددين النشيد الوطني وهتافات تحيي الجيش العربي السوري وتضحياته التي أعادت الاستقرار والأمان إلى ريف درعا.
وأكد المشاركون في التجمع أن ثقتهم بالجيش العربي السوري لم تتزعزع يوماً وكانوا بانتظار اليوم الذي تعلن فيه بلدتهم خالية من الإرهاب للعودة إلى حضن الوطن والبدء بممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية، مشيرين إلى أهمية المصالحات المحلية بالتوازي مع الحرب ضد الإرهاب ليعود الأمن والامان إلى ريف درعا الذي حرم منه الأهالي في ظل انتشار المجموعات الإرهابية في قراهم.
إلى ذلك عاد نحو 7 آلاف شخص إلى منازلهم وأراضيهم في بلدة النعيمة شرق مدينة درعا بـ4 كم بعد أن حررها الجيش العربي السوري ووفر لهم الاستقرار والأمان وخلصهم من الإرهابيين الذين زرعوا الدمار والقتل واعتدوا على أملاكهم وكانوا سبباً في تهجير الآلاف من أهالي البلدة إلى القرى والبلدات المجاورة.
يشار إلى أن عدد سكان البلدة حسب آخر إحصائية يبلغ 10700 شخص.
كاميرا سانا زارت بلدة النعيمة والتقت عدداً من أهاليها العائدين إليها الذين أكدوا أنهم اليوم أفضل حالاً في ظل الأمان الذي افتقدوه لسنوات حيث بين أحد وجهاء البلدة حسين عبود أن النعيمة اليوم تحتاج إلى إعادة تأهيل بناها التحتية التي تعرضت للتخريب وخاصة شبكات الكهرباء والمياه فيما تحتاج طرقاتها إلى رفع الأنقاض وفتحها وإزالة السواتر الترابية منها، مشيراً إلى أن مخبز البلدة يحتاج إلى صيانة وترميم للإقلاع به. ولفت عبود إلى أن الجهات المعنية في محافظة درعا تعمل على الإسراع في تلبية المطالب والاحتياجات الأساسية للمواطنين لتشجيع من بقي خارج البلدة على العودة والمساهمة في إعادة إعمار ما تم تدميره على يد المجموعات الإرهابية.
وفي إطار الإجراءات العاجلة التي تتخذها محافظة درعا لتقديم المساعدة لأهالي القرى والبلدات التي تم تحريرها من الإرهاب أرسلت أمس قافلة مواد إغاثية إلى مدينة انخل بالريف الشمالي الغربي. وبين مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس وائل المفلح أن القافلة تضم 32 طناً من الدقيق و10 آلاف ليتر مازوت و5 آلاف ليتر بنزين و1100 اسطوانة غاز.
وفي السياق ذاته استهدفت قافلة مساعدات سيرتها لجنة الاغاثة بلدات الصورة وعلما والحراك وناحتة والغارية الغربية والغارية الشرقية في الريف الشمالي الشرقي للمحافظة. وأوضح الدكتور أحمد المسالمة رئيس فرع الهلال الأحمر السوري بدرعا أن القافلة تضم 1950 سلة غذائية والعدد ذاته من أكياس الطحين.
وفي ريف القنيطرة خرج أهالي قرى كوم الباشا والهجة وعين التينة وقرقس وأم غارة والقصيبة والدولية وسويسة وزبيدة ورسم علي في مظاهرات في عدد من شوارع القرى وساحاتها مرددين هتافات تطالب بخروج الإرهابيين ودخول الجيش العربي السوري لتخليص الأهالي من إرهابهم.
وبالتوازي مع مطالبة العديد من قرى ريف القنيطرة بالمصالحات المحلية يواصل الجيش العربي السوري عملياته العسكرية على أوكار الإرهابيين في القرى التي مازالت تنتشر فيها المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم جبهة النصرة وسط حالة من التخبط والانهيار في صفوف أفرادها وفرار العشرات منهم.
وفي ريف حماة واصل عناصر الهندسة في الجهات المختصة تمشيط بلدة عقرب جنوب غرب مدينة حماة بنحو 30 كم لرفع المفخخات والذخائر والأسلحة التي تركها الارهابيون قبل إخراجهم إلى شمال سورية بعد انهيارهم واستسلامهم نتيجة الانتصارات التي حققها الجيش في المنطقة حيث عثروا بالتعاون مع الأهالي على مستودع للتنظيمات الإرهابية يحوي اسلحة وذخائر متنوعة. ويحتوي المستودع أسلحة متنوعة من مخلفات الإرهابيين من بينها قنابل “إسرائيلية” الصنع وبنادق حربية ورشاشات بي كي سي ومسدسات حربية وأجهزة اتصال لاسلكي وذخيرة وقذائف هاون وبندقية قناصة.
من جهة ثانية تواردت أنباء عن التوصل لاتفاق يقضي بتحرير كامل العدد المتبقي من مختطفي قرية اشتبرق والآلاف من أهالي بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
ويأتي ذلك بعد مرور أكثر من شهرين على تحرير 42 مختطفاً من قرية اشتبرق وخمس حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة في إطار تنفيذ اتفاق يقضي بتحرير مختطفي اشتبرق والمحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة.
وارتكب تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحت زعامته في 26 نيسان عام 2015 مجزرة في قرية اشتبرق حيث قتل الارهابيون ما يقارب مئتي مدني واختطفوا العشرات بينهم عائلات بكامل أفرادها في حين نزح المئات من أهالي القرية باتجاه المناطق الآمنة عبر الجرارات الزراعية وسيراً على الأقدام.
وفي سياق آخر أفادت مصادر أهلية بسقوط طائرة حربية مجهولة قرب قرية المشوح جنوب الشدادي بنحو 5 كم في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة . وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً لحطام طائرة حربية يظهر فيها الجزء الأمامي من الطائرة وهو منفصل تماماً عن باقي أجزائها.
سياسياً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التنظيمات الإرهابية في سورية هي من تتحمل مسؤولية سقوط ضحايا بين المدنيين. وقال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية رداً على سؤال بشأن مزاعم (قصف القوات الروسية لحلب والغوطة): تعرفون أنه عندما تستمر الحرب يعتبر وقوع ضحايا أمراً لا يمكن استبعاده وسيكون هنا دائماً سؤال حول من المسؤول عن ذلك.. أعتقد أن الجماعات الإرهابية التي تقوم بزعزعة الاستقرار في البلاد وخاصة تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المنظمات الإرهابية هي المسؤولة عن ذلك.
وشدد بوتين على أن أعداداً كبيرة من المدنيين سقطوا ضحايا القصف الأمريكي اليومي والشديد على مدينة الرقة وتم محو المدينة من سطح الأرض وهي تشبه الآن مدينة ستالينغراد في أعوام الحرب الوطنية الثانية.. وقد ناقشت مع ترامب العملية الإنسانية وأعتقد أننا سنحقق تقدماً، وأضاف: لا بد من البحث في كل الحقائق وعدم اجتزاء قطعة واحدة من صورة شاملة ونسيان قطع أخرى، مشيراً إلى أنه من المؤسف عدم معرفة ما الذي يحدث في سورية وقال: ليس هناك شيء جيد في سقوط الضحايا وأكرر أن مسؤولية ذلك يتحملها أولئك الذين اعتبروا المدنيين لأسباب ذات طبيعة إرهابية رهائن لهم، معرباً عن أمله بتحقيق تقدم في التعاون مع واشنطن بشأن تسوية الأزمة في سورية.
ولفت إلى أن موسكو وواشنطن اتفقتا على ضرورة القضاء على الخطر الإرهابي وعلى أهمية تعاون البلدين بهذا الخصوص مشدداً على أنه في حال وضع الإرهابيون أيديهم على أسلحة دمار شامل فإن ذلك ستكون له عواقب وتداعيات مدمرة على العالم وقوات البلدين ومشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات من البلدين تتعاون بالفعل في هذا المجال.
إلى ذلك ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن تحقيقاً لمدة عامين أجرته مجموعة برلمانية معنية كشف عن أن عدد العمليات التي سهلتها بريطانيا في العراق وسورية واليمن وباكستان والصومال يزداد دون أي تدقيق علني إضافة إلى قيامها بضرباتها الخاصة ومشاركتها الفعلية، موضحاً أن وزارة الدفاع البريطانية تساعد في العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاء آخرون والتي تنتهك القانونين الوطني والدولي على السواء. ونقل التحقيق عن قادة عسكريين قولهم إن الطائرات دون طيار أصبحت جزءاً طبيعياً من أعمال جمع المعلومات الاستخبارية والقيام بضربات عسكرية دقيقة وأن استخدامها سيزداد بشكل مستمر. ولفت التحقيق إلى أن هناك قلقاً متزايداً من أن بريطانيا تدعم على الأرجح برنامجاً للطائرات دون طيار حيث ترتكب الولايات المتحدة أعمالاً غير قانونية من خلال استخدامها ما يعد انتهاكا للقانون الدولي.