أخبارصحيفة البعث

اتفاق “تاريخي” بين طوكيو وبروكسل لمواجهة “حمائية ترامب”

في رد مباشر على الخطوات الأمريكية أحادية الجانب ضد حلفائها الغربيين واليابان، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في طوكيو أن اتفاق التبادل الحر الموقّع بين الاتحاد الأوروبي واليابان هو “رسالة واضحة ضد الحمائية”، في إشارة إلى نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي فرض مؤخراً رسوماً جمركية مشددة على واردات الصلب والألمنيوم ومنتجات مختلفة.

وقال توسك، خلال مؤتمر صحافي أمس بعد توقيع الاتفاق: إننا نوجّه رسالة واضحة، ونقف صفاً موحّداً بوجه الحمائية، فيما قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وبجانبه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: “إننا نظهر أننا أقوى وأفضل موقعاً حين نعمل معاً”.

وكان قادة الاتحاد الأوروبي وصلوا أمس إلى طوكيو، لتوقيع اتفاق تبادل حر يعرف باتفاق “جيفتا”، وصف بأنه “تاريخي”، وهو بمثابة بادرة لمواجهة الحمائية، التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأتى توسك ويونكر إلى اليابان قادمين من الصين، حيث شاركا في القمة الأوروبية الصينية العشرين بالهدف ذاته، وهو رصّ الصفوف في مواجهة ترامب. وأعلن يونكر خلال لقاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ أن “التعددية تتعرض لهجوم غير مسبوق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية”، وذكر أنه “لم يفت الأوان لتجنب النزاع والفوضى”.

وكان من المقرر بالأساس عقد القمة الأوروبية اليابانية الأسبوع الماضي في بروكسل، لكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اضطر إلى إلغاء رحلته بسبب الفيضانات التي اجتاحت غرب البلاد، وأسفرت عن مقتل أكثر من 220 شخصاً.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس سكيناس: إن الاتفاق مع اليابان، الذي يأتي توقيعه بعد محادثات بدأت قبل خمس سنوات، هو اتفاق “تاريخي” و”أهم اتفاق فاوض عليه الاتحاد الأوروبي حتى الآن”.

وكان الاتحاد الأوروبي قد اتخذ إجراءات في أيار من العام الجاري، للتصدي العقوبات الأميركية على إيران وحماية الشركات الأوروبية من تأثيراتها.

ويأتي الاتفاق التجاري الطموح، الذي أوجد أكبر منطقة اقتصادية مفتوحة في العالم، في ظل مخاوف من أن حرباً تجارية بين الولايات المتحدة والصين ستقلص دور التجارة الحرة في النظام الاقتصادي العالمي.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني: “هناك مخاوف متزايدة بشأن الحمائية التجارية، لكنني أريد أن تقود اليابان والاتحاد الأوروبي العالم عبر رفع راية التجارة الحرة”.

والاتفاق التجاري بين اليابان والاتحاد الأوروبي مؤشر على تغير العلاقات العالمية في وقت يبعد فيه ترامب الولايات المتحدة عن الحلفاء القدامى مثل الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي وكندا.

ويلغي الاتفاق رسوماً جمركية يفرضها الاتحاد الأوروبي بنسبة 10% على السيارات اليابانية وأخرى بنسبة 3% على معظم قطع غيار السيارات. كما سيلغي رسوماً جمركية تفرضها اليابان نسبتها نحو 30% أو أكثر على معظم الأجبان، التي ينتجها الاتحاد الأوروبي ورسوماً بنسبة 15% على النبيذ، ويسمح بالمشاركة في العطاءات العامة الكبيرة في اليابان.