وفد قيادة الحزب يواصل مباحثاته في هافانا روسيف: انتصار سورية على الإرهاب قيمة استراتيجية للعالم
عبّرت الرئيسة السابقة للبرازيل ديلما روسيف عن تقديرها الكبير لتضحيات الجيش العربي السوري الباسل في محاربة الإرهاب، المدعوم من الخارج، مستنكرة وقوف دول أعضاء في منظمة الأمم المتحدة وذات سيادة في جبهة واحدة مع الإرهابيين، وتقديم المساعدة لهم في حفر الأنفاق، وتزويدهم بمختلف الأسلحة في سبيل النيل من سورية.
وخلال لقائها وفد قيادة الحزب، والذي يشارك في منتدى ساو باولو للأحزاب والقوى اليسارية والتقدمية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الذي يعقد في العاصمة الكوبية هافانا، أكدت روسيف أن حكومتها وحكومة الرئيس السابق لولا دا سيلفا أدانتا المخطط العدواني التآمري الذي تتعرض له سورية منذ أكثر من 7 سنوات، والذي كان يستهدف تدمير بلد عريق ومقاوم، وهذا ما فشلوا في تحقيقه.
وأضافت روسيف: “لمن الغباء السياسي، أن أصحاب هذه المؤامرة ، ظنّوا أنه ومن خلال دعمهم لـ “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى، سيقدرون على تدمير سورية، ومن خلالها محور المقاومة الذي تقوده”، وأردفت قائلة: “إننا متأكدون من أنكم ستكونون قادرين على إعادة إعمار بلدكم وتأمين الموارد المادية والمالية اللازمة لذلك”، مؤكّدة “أن سورية بلد خير وغني”، معربة عن ثقتها بأن سورية ستعمل على إعادة الذين أُجبروا على مغادرتها.
وحول الوضع في البرازيل، أوضحت السيدة روسيف أن البرازيل يمر في مرحلة حساسة، ويواجه حرباً قذرة من نوع آخر، حرباً ناعمة، لجؤوا فيها لأساليب الترهيب والترغيب، واستخدام المال السياسي القذر والقضاة الفاسدون، مشددة: “إنكم في سورية في المرحلة الأخيرة من الحرب التي تواجهونها ونحن في بداية الحرب، وكلنا ثقة بأننا سننتصر فيها، كما انتصرتم في حربكم”، وختمت حديثها بالقول: “إن انتصار سورية يمثّل قيمة استراتيجية للعالم المحب للسلام، ويجب على أعداء السلام أن يفهموا أنه ليس بمقدورهم دائماً أن يحققوا ما يشاؤون، لقد استطعتم بصمودكم المحافظة على سيادة واستقلال بلدكم وعلى مصالح شعبكم”.
بدوره قدّم الرفيق د. محسن بلال، عضو القيادة القطرية رئيس مكتب التعليم العالي، عرضاً مفصلاً عن آخر التطورات الميدانية والسياسية في القطر، وخاصة ما يتعلق منها بالإنجازات والانتصارات التي يحققها أبطال قواتنا المسلحة في المنطقة الجنوبية، مؤكداً في هذا الصدد أن الجيش العربي السوري سيواصل تصديه البطولي للعصابات المسلحة وملاحقتها أينما كانت حتى اجتثاثها من كامل أراضي الجمهورية العربية السورية، وبيّن الدور التخريبي والداعم للإرهاب الذي قامت به بعض الدول الإقليمية والعربية، ولاسيما “السعودية، قطر وتركيا”، التي قدّمت كل أشكال الدعم اللوجستي والمالي للإرهاب في سورية بتوجيه مباشر من الولايات المتحدة الامريكية، وكانوا بذلك يستهدفون تدمير سورية وتقسيمها، وهذا ما فشلوا به بفضل صمود وتضحيات جيشنا الباسل وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد، الذي واجه هذه المؤامرة القذرة بكل شجاعة واقتدار، وأضاف: “نأمل رؤيتكم قريباً في سورية لمشاركتنا احتفالنا بالنصر النهائي على الإرهاب، هذا النصر الذي سنهديه لأصدقائنا الأوفياء ولكل حركات التحرّر والتقدّم والشرفاء في العالم”.
وأشار الرفيق بلال الى “أننا في سورية نكنُّ كل التقدير والاحترام للسيدة روسيف ولتاريخها الطويل والمشرّف، ونثمن أيضاً مواقف ونهج الرئيس السابق لولا دا سيلفا، الذي يتعرّض لمؤامرة سياسية مستمرة حتى الآن والتي تهدف لمنعه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
من جهته أشاد الرفيق ياسر الشوفي عضو القيادة القطرية للحزب، رئيس مكتب التربية والطلائع، بمواقف السيدة روسيف ودعمها لحركات التحرر في العالم، مؤكداً أن تلك المواقف تمثّل قيمة مضافة للحركات والقوى المحبة للسلام، وهذا لم يأت من فراغ بل من مسيرة نضالية طويلة للسيدة روسيف.
وأشار الرفيق الشوفي الى حجم الأموال الهائلة التي دفعتها الأنظمة العربية الرجعية في محاولة منها للنيل من سورية و تدميرها، وهذا ما فشلوا فيه بفضل صمود شعبنا وتضحيات جيشنا وحكمة قيادتنا.
كما التقى وفد قيادة الحزب مع السيد خوسيه رامون بالاغير عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، رئيس دائرة العلاقات الدولية في اللجنة، حيث نقل تحيات الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد للسكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي السيد راؤول كاسترو وأطيب تمنيات سيادته للشعب الكوبي الصديق بدوام التقدّم والازدهار.
وعرض الوفد آخر التطوّرات الميدانية والسياسية في سورية، وأشاد بجدول أعمال المنتدى وبمستوى الحضور اللافت وبالمواضيع التي نُوقشت خلاله.
من جهته عبّر بالاغير عن سروره بمشاركة وفد قيادة الحزب في أعمال المنتدى وبمداخلاته القيّمة التي قدّمها خلال جلسات المنتدى، والتي أعطت صورة واضحة وهامة وضرورية للمشاركين عن آخر التطورات الميدانية والسياسية في سورية، وجدد مواقف كوبا الداعمة لسورية في كافة المجالات، مثمناً تضحيات الجيش العربي السوري وشجاعة وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد.
وقدّم السيد بالاغير لوفد قيادة الحزب عرضاً مفصلاً عن الخطوات التي تجري حالياً في كوبا، والتي تهدف لصياغة دستور جديد للبلاد يراعي مصالح الشعب, مؤكداً أن كوبا لن تقبل أبداً التفاوض على سيادتها واستقلالها وقرارها الوطني، ولن تساوم على مصالح شعبها”.
هذا وشارك وفد قيادة الحزب في الجلسة الصباحية للمنتدى، بمداخلة للرفيق د. بلال عرض خلالها للحرب الإعلامية الإرهابية القذرة التي شنتها المئات من وسائل الإعلام المختلفة منذ الأيام الأولى للأزمة، منوّهاً أن الإعلام السوري بخبراته وبمساعدة وسائل الإعلام الصديقة استطاع مواجهة هذه الحملة الإعلامية الشرسة ومنعها من تحقيق أهدافها، وشدد على أهمية مثل هذه اللقاءات والمنتديات، مؤكداً ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق ببين كافة الأحزاب والقوى اليسارية في العالم لمواجهة مخططات الامبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وأدواتها العميلة.
حضر لقاءات الوفد السوري السفير السوري في كوبا الدكتور ادريس ميا والرفيق ماهر الكردي أمين سر مكتب التعليم العالي القطري.
وكان منتدى ساو باولو للأحزاب والقوى اليسارية والتقدمية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي انطلق الاثنين الماضي بمشاركة وفد قيادة الحزب، وأكدت السكرتيرة العامة للمنتدى، مونيكا فالينتي، ضرورة التضامن والتنسيق بين الأحزاب والقوى اليسارية والتقدمية في العالم في مواجهة التحديات والتهديدات المستمرة والمتمثلة بالامبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فيما أشار رامون بالاغير إلى أهمية انعقاد المنتدى في هذا التوقيت نظراً للتهديدات التي توجهها الولايات المتحدة ضد الحكومات التقدمية في مسعى لإيجاد حكومات عميلة تسهل لها فرض سيطرتها وهيمنتها في العالم.