الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا: الانتصار على الإرهاب يمهّد لرفع العقوبات عن الشعب السوري

 

 

في إطار سعيها لرفع العقوبات الغربية الظالمة عن الشعب السوري، شددت روسيا على أن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية تضر بالشعب السوري، وتعيق عملية إعادة إعمار البلاد، داعية إلى رفع هذه الإجراءات، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إنجاز الانتصار الاستراتيجي على الإرهاب في سورية يمهّد للشروع في العمل على تجاوز أحد أخطر تبعات الأزمة وهي قضية المهجّرين.
وفيما رأى السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن موسكو تعتبر المستوى الحالي من التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب غير كاف، مشيراً إلى إمكانية زيادته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده تربطها علاقات تعاون طيبة مع سورية وروسيا، مشدداً على أنها ستواصل الحفاظ على هذه العلاقات لتحقيق هدفها الواضح في مكافحة الإرهاب والتطرف، مؤكداً أن مستقبل سورية يجب أن يقرره الشعب السوري. في حين أكد برلماني سلوفاكي أن الإجراءات الأوروبية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية فاقدة للمعنى، وتتسبب بالمعاناة للمواطنين السوريين.
وفي التفاصيل، قالت زاخاروفا: إن موسكو ترحّب بأي مبادرات من قبل المجتمع الدولي تستهدف تقديم مساعدة عملية لسورية وشعبها وتحقيق تسوية تقوم على أسس القانون الدولي، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي رقم2254، وأشارت إلى أن الوضع الإنساني في جنوب سورية في تحسن مستمر تزامناً مع تحقيق الجيش العربي السوري نجاحات على الأرض، مؤكدة أن إنجاز الانتصار الاستراتيجي على الإرهاب في سورية وعودة الاستقرار إلى معظم أراضي البلاد يمهدان للشروع في العمل على تجاوز أحد أخطر تبعات الأزمة في سورية وهي قضية المهجّرين.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن عودة المهجّرين تتطلب إعادة إعمار مرافق البنية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل جديدة، إضافة إلى نزع الألغام، وهي مهام يصعب على الحكومة السورية تنفيذها وحدها، وقالت: نعتبر الجهود المشتركة من أجل إعادة المهجّرين وإعادة إعمار سورية اقتصادياً واجتماعياً عنصراً ضرورياً لتحقيق مهمة القضاء بصورة نهائية على تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية وإزالة الأسباب التي تنتج فكر الإرهاب والتطرف، وأشارت إلى أن بلادها لا تستبعد حدوث استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية في إدلب من قبل الإرهابيين واتهام الجيش العربي السوري بها.
وقالت زاخاروفا وفقاً للمعلومات المتاحة: يمكنني القول إن هناك معلومات عن وصول أعداد كبيرة من السيارات التي تقل أعضاء من جماعة “الخوذ البيضاء” إلى مدينة إدلب ومن بينهم متخصصون بالكيمياء، وأضافت: إنه تم نقل كميات كبيرة من الأسلحة الصاروخية.. لا شك أن هذه الصواريخ ستستخدم من قبل “الخوذ البيضاء” لأغراض دعائية وفبركة أخبار وتلفيقات عن أن الجيش السوري يقوم بقصف إدلب بالأسلحة الكيميائية، قائلة: لا يمكن استبعاد شيء مثل حصول استفزازات واسعة النطاق.
من جهة ثانية قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف خلال مؤتمر صحفي في موسكو: إن الأمريكيين يحاولون تجنب التعاون في مكافحة الإرهاب، وإن كل ما نقوم به في سورية هو فقط في مجال وقف التصادم لا أكثر ولا أقل، ونحن نعتقد أن هذا غير كاف للغاية، ونعتبر أن سورية هي ذاك المكان الذي يمكن أن نجد مع الأمريكيين ومع أعضاء آخرين في المجتمع الدولي مساحة كافية للتعاون والتفاعل معاً، وأشار إلى أن موسكو قدمت لواشنطن خلال القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي اقتراحات محددة ومهمة بشأن المنطقة الجنوبية من خفض التصعيد في سورية، وقد رد الجانب الأمريكي باهتمام.
وقال الدبلوماسي الروسي: إن الرئيس بوتين أشار بوضوح إلى أن هناك اتصالات مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الجنوبية من خفض التوتر، ونحن نعمل معاً، ونأمل في إيجاد الحلول المناسبة والخروج من هذا الوضع على أساس أن المنطقة الجنوبية هي جزء من الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة أن تنصب الجهود الدولية تجاه سورية على وحدة أراضيها.
ولفت إلى أنه سيكون من الصعب على ترامب تنفيذ الاتفاقيات التي توصل إليها مع بوتين، قائلاً: ترامب لن يستطيع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بسبب المقاومة الشديدة من قبل المؤسسة السياسية ووسائل الإعلام الأمريكية، وسنحاول مساعدة زملائنا الأمريكيين على الأقل قدر ما نستطيع.
وفي طهران أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حوار مع قناة يورونيوز، نشرت مقتطفات منه أمس: لقد حافظنا على حسن التنسيق والعلاقات الجيدة مع روسيا والحكومة السورية، وسنواصل القيام بذلك، فالهدف العام للأطراف الثلاثة هو محاربة الإرهاب والتطرف، وأعتقد أنه لو لم تكن مقاومة سورية وشعبها موجودة لما حققنا النجاحات الأخيرة على صعيد عزل وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
وحول اللقاء الأخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في فنلندا وتأكيدهما على نوع من التقارب تجاه ما يحدث في سورية، شدد ظريف على أن مستقبل سورية يجب أن يقرره الشعب السوري، وقال: أعتقد أن الشعب السوري أظهر مثابرة كبيرة في مواجهة الضغوط الشديدة والعمليات الإرهابية وغزو المتطرفين على مدى سبع سنوات، وبالطبع أظهرت كل من إيران وروسيا دعمهما لهذا الشعب، ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي يريد أن يحصل على امتيازات من وراء دعم أمريكا وحلفائها لتنظيم داعش الإرهابي طيلة الفترة السابقة، موضحاً أن العثور على أسلحة أمريكية بيد إرهابيي داعش والمجموعات المتطرفة الأخرى موثق حتى من مصادر غربية، وبالتالي ينبغي التركيز على حقيقة، مفادها أن الذين جابهوا الإرهاب هم سورية وحلفاؤها.
في الأثناء، أكد رئيس حزب الشعب سلوفاكيا لنا النائب في البرلمان السلوفاكي ماريان كوتليبا في حديث أدلى به لموقع أوراق برلمانية الالكتروني السلوفاكي إلى أنه أمضى ستة أيام في شهر أيار الماضي في سورية ضمن وفد برلماني أوروبي، وشاهد بأم عينه حجم المعاناة نتيجة هذه الإجراءات في بعض المشافي التي زارها في دمشق، حيث ينقصها الأدوية والأجهزة الطبية التي لا تستطيع الحصول عليها بسبب الإجراءات الأوروبية، ولفت إلى أن الوفد أجرى خلال الزيارة الكثير من اللقاءات العفوية مع المواطنين السوريين، حيث لمس الروح الوطنية والاعتزاز السائد لديهم وتأييدهم الواضح لمواقف السيد الرئيس بشار الأسد.
وشدد على أن الاتهامات التي وجهت لسورية حول استخدامها أسلحة كيميائية حتى من قبل منظمات غير حكومية تشبه تماماً الأكاذيب التي روجت عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل قبل غزوه، الأمر الذي تبيّن كذبه لاحقاً.
من جهة ثانية انتقد كوتليبا تقديم سلوفاكيا العام الماضي 4 ملايين يورو للنظام التركي في إطار المبلغ الذي دفعه الاتحاد له، موضحاً أن هذه الأموال استخدمها هذا النظام في تسليح وتدريب المجموعات الإرهابية.
وفي القاهرة أكد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المصري حسن ترك أن الانتصارات الميدانية التي حققتها سورية طيلة السنوات الماضية على الإرهاب، أكدت قدرتها على الصمود والانتصار في مواجهة مرتزقة وجماعات مدعومة من أجهزة استخبارات دولية، وقال ترك في تصريح خاص لمراسل سانا بالقاهرة: إن سورية استطاعت أن تعبر الأزمة وتنتصر على المؤامرة الكونية ضدها بصمود وتماسك الشعب والتفافه حول قيادته وإيمانه بقدرة جيشه الباسل، لافتاً إلى أن سورية قوة عسكرية كبرى لا يستهان بها إقليمياً ودولياً.
وأضاف ترك: إن الجيش السوري يحقق تقدماً ملحوظاً في عملياته العسكرية ضد التنظيمات التكفيرية المدعومة خارجياً وخاصة في الجنوب، وهو الأمر الذي يخشاه الكيان الصهيوني، ويدفعه لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي السورية داعمة للمجموعات الإرهابية، وبيّن أن استمرار القول بأن تلك المجموعات المدعومة صهيونياً هي “معارضة” هو تكذيب للحقائق التي أدركها الجميع اليوم، مؤكداً أنها جماعات عميلة تنفذ مخططات معادية للدولة السورية.