رياضةصحيفة البعث

كلام في اتحادات الألعاب لا جديد يذكر بل القديم يعاد.. والوجوه الشابة لم تستفد من التغيير!

مع تأكيدنا على احترام كل القوانين والتعليمات الصادرة التي تحكم وتنظم عضوية اتحادات الألعاب، إلا أن بعض جوانب عملية التغيير التي طالت بعض اتحادات الألعاب خلال الأيام الماضية لم تكن مفهومة، لا من حيث التوقيت ولا الأشخاص!.

وإذا كانت التبريرات بأن قرار تغيير رئيس الاتحاد الفلاني لأسباب تنظيمية مقبولة، فكيف يمكن تسويق فكرة تغيير رئيس اتحاد آخر رغم نجاحه؟!.

ويبقى السؤال الأبرز الذي يجب أن تكون الإجابة عنه واضحة: ما هو المعيار لاختيار رؤساء وأعضاء الاتحادات؟ ولماذا كان الاختيار على عجل رغم أن قيادة لعبة معينة بحاجة لدراسة متأنية، وليس لقرارات مستعجلة؟!.

الكلام كثير، وبعضه من الأفضل ألا يقال، لكن التمني يبقى قائماً بأن تصيب رياح المحاسبة كل من أساء في الفترة الماضية مهما كان اسمه.

توقيت غريب

كل التصريحات التي سبقت المشاركة في دورة المتوسط كانت تصب بأنها محطة لمعرفة الواقع، وستكون هناك بعد المشاركة في الدورة الآسيوية  إجراءات بحق الاتحادات التي لم تنجح في تحقيق النتائج المرجوة في الدورتين، لكن مع عودة البعثة من اسبانيا، ومع بعض المستجدات التي حدثت أثناء الدورة، والتصرفات اللامسؤولة التي حصلت ممن يفترض أن يكونوا القدوة الحسنة، تغير كل الكلام؟!.

وبسرعة قياسية استقر القرار على تغيير اتحادات مجتهدة، وكأن القصد كان تحويل الأنظار نحو الاتحادات، وإبعادها عن أصحاب المسؤولية الفعلية.

وأكثر ما يلفت في موضوع التوقيت أن التغيير كان يجب أن يشمل اتحادات أوغلت في الفشل، وأعطيت فرصاً كثيرة لتصحيح الواقع، ولكن دون جدوى، حتى إن البعض أعفي من المشاركة الآسيوية حتى لا تزداد الأمور سوءاً بالنسبة له!.

أسباب غير مفهومة

وإذا كنا قد فهمنا أن مبررات تغيير بعض الاتحادات كانت لأسباب تنظيمية، فإن قرار تغيير اتحاد الملاكمة مثلاً لم يكن مفهوماً، أو قابلاً للتبرير، فاتحاد يسير بخطا واثقة، وكان لاعبوه بيضة القبان بميدالياتهم المنوعة في المتوسط، ولا يعاني من مشاكل كبيرة بين أعضائه، تم تعديله، فيما استمر البعض في اتحادات أخرى كونه يمتلك الحظوة والقدرات على بيع الكلام المعسول!.

وبالأساس كان الأفضل وضع مقاييس واضحة، وأسس للتغيير أو التعديل، وليس ترك الأمر لرؤية البعض!.

وللتذكير فقط فإن اتحاد كرة الطاولة مثلاً تم تغييره قبل أشهر قليلة، والأمر ذاته ينطبق على المصارعة، ومعظم الذي جاؤوا قبل أشهر رحلوا في التغيير الجديد، ما يدل على أن الاختيار بالأساس لم يكن مدروساً!.

تبريرات وكلام

النقطة الأبرز في موضوع التغييرات كانت الأسماء التي تم اختيارها لشغل المناصب في الاتحادات، فعوضاً عن البحث عن دماء شابة، وفكر متجدد، تمت العودة لأسماء عفا عليها الزمن، وبعضها كان بعيداً عن أجواء الرياضة، وتمت إعادته وفق تفاهمات معروفة؟!.

ومن أسوأ الحجج في هذا السياق كان الكلام عن قلة الكوادر في بعض الألعاب، وانحصار الخيارات بعدد معين، لذلك كان الأجدى البحث عن وجوه جديدة لقيادة الاتحادات في الفترة المتبقية من عمر الدورة الانتخابية علّها تكتسب الخبرة اللازمة لسد الفراغ.

وبالحديث عن الأسماء التي تم اختيارها نجد البعض منها قد تجاوزته الأحداث، حتى إن أحدهم خرج من أجواء لعبته بعد تعرّضه لعقوبة لأسباب انضباطية!.

مستقبل مجهول

التغييرات الأخيرة، (اتحاد الملاكمة مثالاً)، ستجعل مستقبل العمل في الاتحادات معلّقاً بمزاجية البعض وأفكاره غير المفهومة، فإذا حققت اللعبة نتائج خارجية سيطال اتحادها التغيير، وإذا حافظت على اللعبة سيطالها التغيير، وحتى إذا كان الاتحاد مثالياً سيطاله التغيير، كون الشرط الرئيسي للاستمرار هو امتلاك القدرة على سوق الأعذار، (العمل على الفئات العمرية وبناء القواعد)، واختلاق المشاريع الخلبية، وأن تكون العلاقة الشخصية جيدة مع أصحاب القرار.

رؤية منقوصة

ما يجري في رياضتنا لا يخرج عن سياق غياب الرؤية والتخطيط، والاعتماد على الصدف والطفرات، فالمشكلة ليست في الأشخاص فحسب، بل في طريقة العمل المتبعة التي تغلب عليها النظرة الضيقة والشللية، فمجال العمل ليس مفتوحاً للجميع، ومن نال الثقة ليس الأفضل، والكلام عن خطط مستقبلية هو ضرب من الخيال!.

أمام كل ذلك فإن امتحان الدورة الآسيوية قريب، وسنرى نتائج عمل البعض، وعندها سننتظر هل يكون التغيير هو الحل، أم ستعطى المزيد من الفرص لأناس لم تنجح سوى في الكلام، وبيع الأمل والأحلام؟!.

مؤيد البش