إعادة “الحدس” بعدما سلبته الحياة

نظرت دراسة أجرتها كلية إدارة الأعمال بجامعة ليدز الأمريكية، إلى الطرق المختلفة لمحاولة العلماء قياس الحدس، ويعرّفها الدارسون على أنها معلومات تأتي إلينا من خلال “عدم التدخل الواضح في التفكير العقلاني المتعمد” أي أن العيب الرئيس في محاولة الوصول إلى قلب الحدس وكيف يستخدمه الناس هو أن معظم التدابير يتم الإبلاغ عنها ذاتياً، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها بالضرورة، ومع ذلك جاءت الدراسة كخطوة أولى لإضفاء الشرعية على الحدس بوصفه شيئاً حقيقياً يحتاج إلى طرق أفضل للدراسة.

ووجد أستاذ علم الأعصاب في جامعة نيو ساوث ويلز في مدينة سيدني الأسترالية، جويل بيرسون، طريقة جديدة لقياس كيفية استخدامنا الحدس في عملية صنع القرار، وخرج بالتالي “ما يشير إليه الناس على أنه الحدس، نستخدمه كل يوم لوصف شعور معين، لكننا لم نكن نعلم على وجه اليقين أنه موجود، ونستخدمه لاتخاذ قرارات أفضل”.

نبدأ مع تقدمنا في السن بتطوير دوافع متضاربة، نريد أن نكون أحراراً وبنفس الوقت نفضل الارتباط، فلماذا نواجه هذه المتاعب؟ لا يبدو أن هناك دليلاً ملموساً يربط فقدان الحدس مع التقدم بالسن، ولكن هناك أدلّة تشير إلى أن الاكتئاب أو القلق يمكن أن يضرّا به، وأنّ الناس المكتئبين أو القلقين يترددون كثيراً باتخاذ القرار البديهي، أي أنه يتأثر بشكل مباشر بظروف الحياة وبالتالي علينا العمل على تحسين حياتنا نفسياً أولاً ثم اجتماعياً ومعيشياً، بمعنى أن تعزيز الثقة بالنفس أهم عوامل الحفاظ على الحدس أو استرجاعه.

سامر الخيّر