صحيفة البعثمحليات

بعد إهمال مزمن.. بلدية طرطوس تنفض الغبار عن شاطئ الكرنك للسباحة والسياحة المجانية

 

طرطوس- لؤي تفاحة

بعد مضي أكثر من عقد من الزمن تخلّلته فترة إشغاله كمركز مؤقت للوافدين، شمّرت بلدية طرطوس مؤخراً عن ساعديها للعمل على عودة شاطئ الكرنك الجميل والنظيف للعمل والاستثمار، كشاطئ مفتوح ومجاني للمواطنين الراغبين بقضاء أوقات السباحة والسياحة فوق رمال كانت لعقود خالية موئلاً لكل الباحثين عن التقاط فرصة للاستجمام والسباحة، حيث يحتل هذا الموقع في ذاكرة مواطني المحافظة وغيرهم من أبناء القطر مساحة واسعة من الذكريات الجميلة، وكثيرون ما زالت شاليهات الكرنك ومطعمه ذو السمعة الحسنة واللقمة الطيبة وما كان يقدمه من مازوات ومشروبات بيرة الشرق وغيرها وسهرات السمر تعشعش في ذاكرتهم.

واليوم تعمل البلدية لعودة الحياة إلى هذا الموقع من خلال القيام بحملة إعادة تأهيل وترميم وصيانة، وأيضاً إحداث خيم ودورات للمياه وممرات للمشاة وتجهيزها بما تحتاجه ويقدّم خدمات شبه مجانية بالمطلق. وخلال جولة لــ”البعث” برفقة المهندس حامد حسين مدير الخدمات والصيانة في مجلس المدينة تمّ استطلاع المكان السياحي ورصد حركة وانطباعات المواطنين الهاربين من أجواء الرطوبة والشمس، وقضاء أوقات تستمر حتى ما بعد غروب الشمس خلف بحره اللازوردي ورماله الذهبية. وأشار حسين في معرض ردّه على جملة من الاستفسارات والأسئلة وكذلك مطالب المصطافين إلى  خطة البلدية للقيام بتجهيز الشاطئ بالكامل بعد أن قامت البلدية بوضعه بالاستثمار المجاني للمواطنين، ومنها تعزيل وتنظيف المكان وتنفيذ الأدواش والحمامات وتجهيز ملاعب للسلة والطائرة، ولاحقاً تنفيذ ملعب لكرة القدم بعد قيامها برش أرضية الملعب بمبيدات الأعشاب والعمل على زرعه بالعشب المناسب ووضعه لممارسة لعبة القدم للهواة. كما أشار مدير الخدمات والصيانة إلى أن المجلس ومنذ فترة قصيرة جداً وإمكانيات محدودة للغاية قام بفتح بئر بعمق لا يتعدى خمسة أمتار للحصول على مصدر مياه دائم وحلو، كما قام بتأمين الشاطئ وتسويره وكذلك رصيف للسيارات ومدخل خاص للمواطنين، حيث يُقدّر عددهم اليومي بحدود 300 شخص، في حين يصل العدد أيام العطل إلى أكثر من ألف زائر، وتعمل البلدية على تأمين كافة الخدمات وهي مجانية أو شبه مجانية، كما قامت بتأمين عدد من المنقذين الدائمين والمدربين طيلة أوقات السباحة وتجهيز أبراج لمراقبة الشاطئ والموجودين في البحر، إضافة للعمل على تجهيزهم ببعض الوسائل المطلوبة الأخرى. ولفت حسين إلى أنه سيتمّ لاحقاً تجهيز الشاطئ بمنقل لأعمال شوي اللحومات وشبه مطعم يقدم خدماته البسيطة للمواطن.

في كل الأحوال رغم تأخر البلدية في هذه الخطوة لظروف تتعلق بإشغال الموقع طيلة الفترة السابقة من قبل الوافدين، وفي ظل ما يتعرض له المواطن من نصب لدى دخوله بعض المواقع المجاورة والتي قام البعض بوضع يده على أملاك البلدية، دون أن يقوم بدفع ما يترتب عليه مقابل إشغاله لعدة أمتار على شاطئ البحر، وبالرغم من مطالبة البلدية بتحديد وفرض رسوم إشغال تمّ تحديدها بخمس ليرات للمتر غير المبني، و15 ليرة للمتر المبني، ومع ذلك توجد ممانعة ورفض لدفع الرسوم، وما زال الموضوع معلقاً لدى أصحاب القرار!!.