وهذه الأفكار الرديئة أيضاً!.
أكرم شريم
كلنا يعرف الأمراض التي قد تصيب الإنسان ويتحول إلى المعاناة من المرض الذي أصابه ويصبح بحاجة ماسة إلى المعالجة، إلى الطبيب والدواء وربما المشفى والعملية الجراحية أيضاً. وهكذا فهي أمراض كثيرة ومتنوعة ومنتشرة في كل مكان في هذا العالم، وعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها وزارات الصحة وعلماء الطب والأدوية في كل دول العالم!. ولكن الجهود الإنسانية وفي كل مكان من العالم تراقبها وتتابع مكافحتها وبشتى الطرق العلاجية والدوائية وما قبل ذلك أحياناً من تحليل وتصوير إلى آخر قائمة الطرق العلاجية والوقائية وأقول الآن. وأنا اعتذر عن هذه الإطالة في الشرح والتي تعمدتها لكي أوضح هذا التشابه الكبير بين الأمراض الكثيرة عند الإنسان وبين الأفكار الرديئة الكثيرة أيضاً في حياتنا وفي كل مكان في هذا العالم؟!. والأهم من كل ذلك هنا إننا نراقب الأمراض عند كل البشر ونعالجها وباستمرار وبأفضل الطرق والوسائل العلاجية كما أننا نحاول أن نكتشفها قبل حدوثها ونضع كل الأسباب الضرورية والهامة لمنع حدوثها مثل أنواع التلقيح المعروفة وفي كل مكان في هذا العالم، وعند كل حاجة إليها.
والمقارنة الهامة والتي نسعى إليها هنا هي بين هذه الأمراض الكثيرة وطرق ووسائل معالجتها والوقاية منها، وتقصيرنا المطلق في معالجة الأفكار الرديئة والكثيرة أيضاً وكل طرق ووسائل معالجتها والوقاية منها!. لا تقل لي أننا نعاقب!. وإن العقاب جزاء! لأنني سأقول لك مباشرة إن العقاب ومهما كان مدروساً وهاماً، فهو ليس معالجة لهذه الأفكار الرديئة ولا يشكل وقاية حقيقية منها مثل التلقيح مثلاً!. خاصة وأنه لا توجد أماكن خاصة لعلاج الأفكار الرديئة مثل الأماكن الكثيرة والمتخصصة لمعالجة الأمراض البشرية كالعيادات والمستوصفات والمشافي، والصيدليات وكذلك الكليات العلمية المنتشرة في كل مكان في هذا العالم لتدريس كل هذه العلوم العلاجية والوقائية لكل الأمراض وفي كل مكان في هذا العالم!.
ومن يقول إن الأفكار الرديئة أقل خطراً أو ضرراً أقول له: هل هناك مرض يدمر ويهجِّر أو مرض يصنع من الإنسان كارهاً أو حاقداً و قاتلاً مدى الحياة؟! وناشراً لكل ذلك حوله وحواليه وباستمرار؟!. كلنا يعلم أننا نمنع هذه الأفكار الرديئة ونكافحها بالأقوال والنصائح، ومع ذلك فاتها تنشر أخطارها وأضرارها وتنتشر بشكل دائم ومستمر!. وهكذا تكون النصيحة اليوم لماذا لا ننشئ هذه الأماكن الضرورية للمكافحة والوقاية من الأفكار الرديئة الخطرة، ويكون عندنا العناصر المتخصصة في معالجتها، وفي الوقاية منها وبشكل علمي ومدروس وتحت إشراف رسمي وشعبي وبشكل دائم ومستمر أيضا!.