الاحتلال يقرصن مجدداً سفن كسر الحصار عن غزة
في خرق فاضح للقانون الدولي، اعتدت سلطات الاحتلال، أمس، على سفن كسر الحصار المتجهة نحو قطاع غزة، وقامت بالاستيلاء عليها، وقالت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار: “إن المتضامنين، وهم 36 ناشطاً من 15 دولة، على متن السفن، جاؤوا بطريقة قانونية، ووصولهم شواطئ غزة حق كفله القانون الدولي”، لافتة الى أن الاحتلال الاسرائيلي يمارس قرصنة بحرية بحقهم.
كما حذّرت اللجنة من الاعتداء على النشطاء الدوليين، وطالبت بتدخل دولي لضمان سلامتهم، وأعلن أدهم أبو سلمية، المتحدّث باسم هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن غزة، انقطاع الاتصال مع سفينة “عودة”، ضمن أسطول الحرية الخامس، والتي كانت تبعد مسافة 50 ميلاً بحرياً عن شواطئ قطاع غزة.
واستنكر جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، اعتراض قوات الاحتلال لسفن كسر الحصار عن غزة في المياه الدولية، ووجّه رسالة للمتضامنين قال فيها: “رسالتكم وصلت وأنتم وصلتم بهذه الروح، وهذا التعاطف، وهذا التضامن العالي، رغم أن الاحتلال منع وصول سفنكم”.
وكانت السفن قد انطلقت تحت شعار “الحق في مستقبل عادل لفلسطين” من ميناء العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وأبحرت في المحيط الأطلسي، ومن ثم عبرت البحر المتوسط في رحلة استغرقت شهرين، توقّفت خلالها في العديد من الموانئ الأوروبية، حيث تقام الفعاليات التضامنية مع قطاع غزة ومسيرات العودة الكبرى.
وبالتوازي، افتتحت في العاصمة اللبنانية بيروت أعمال المنتدى الدولي الرابع من أجل العدالة لفلسطين بحضور 500 مشارك من القارات الخمس.
ويناقش المنتدى من خلال أربع جلسات أوراق العمل التي قدمها خبراء وباحثون حول محاور “صفقة القرن” وقانون “القومية اليهودية” وقضية الأسرى والمعتقلين وسبل دعمهم والمقاطعة ومناهضة التطبيع ومسيرات العودة الكبرى وسبل دعمها.
وأشار رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا في كلمة له عبر الفيديو من القدس المحتلة إلى أن هذا المنتدى يهدف بشكل أساسي للتذكير بما يتعرّض له الفلسطينيون من اعتداءات وانتهاكات ومحاولة سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلب حقوقهم التاريخية، فالقدس المحتلة تتعرّض لحملة إسرائيلية غير مسبوقة تهدف لطمس معالمها واقتلاعها من الهوية العربية الفلسطينية، مؤكداً أنه لن تتمكن أي قوة غاشمة في العالم من اقتلاع مدينة القدس من هويتنا وثقافتنا، وستبقى عاصمة لفلسطين، وأوضح أن الأعداء أوجدوا مؤامرة “الربيع العربي” لحرف أنظار العرب وإبعادهم عن القضية الأولى فلسطين، لكن هذه القضية ستبقى قضية شعب يناضل في سبيل الحرية بوجه طغيان المحتل، وسيبقى الفلسطينيون متمسكين بحقوقهم وثوابتهم الوطنية مهما كان حجم التآمر عليهم ومهما خطط المتآمرون لتصفية قضيتهم، لافتاً إلى أن “صفقة القرن” الأمريكية لن تمر ولن يفرط الفلسطينيون بذرة تراب من المسجد الأقصى المبارك.
من جهته، حذّر خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري من أن المسجد المبارك في خطر محدق والاحتلال يفتعل الأحداث ليبرر وضع يده عليه، مشدداً على أن الفلسطينيين مستمرون بالتصدي لكل محاولات المساس بحرمة الأقصى ولن يفرطوا بذرة تراب منه، ولفت إلى أن قانون القومية العنصري يؤكد عنصرية الاحتلال، ويهمّش الفلسطينيين، ويضيّع حق تقرير المصير، مضيفاً: “إن وحدة الصف العربي تمنح الفلسطينيين قوة أكبر في دفاعهم عن المقدسات”.
وحذّر منسق مؤتمر الأحزاب العربية والإسلامية خالد السفياني من خطورة “صفقة القرن”، مشيراً إلى أن قيام كيان الاحتلال الصهيوني بالإعلان عن يهوديته هو ضمن مخططاته لتصفية الوجود الفلسطيني في فلسطين، مؤكداً على أهمية دور ونضال الشعب الفلسطيني في إفشال هذه المخططات، فيما أكد رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور أن فلسطين لا تزال حية رغم محاولات تصفيتها، مشيراً إلى أن المنتدى ترجمة لفكرة فلسطين تجمعنا لأنه يضم ممثلين عن جميع أحرار الأمة العربية والعالم، ودعا إلى طرح الأفكار الفاعلة خلال المنتدى ليصار إلى تبنيها والعمل على ترجمتها، متمنياً ألا يتحول إلى مجرد منبر خطابي.
من ناحيته، لفت الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين إلى أن ممارسات العدو الصهيوني الإجرامية جعلته خارج الإجماع البشري، داعياً الأنظمة العربية التي تهرول خلف هذا العدو إلى وقف جميع أشكال التطبيع معه.