المقاومة خيارنا في معرض تشكيلي
أقيم في صالة المعارض بدار الأوبرا معرض تشكيلي بعنوان “المقاومة خيارنا” ضم عددا كبيرا من اللوحات لفنانين من مختلف الاتجاهات الفنية والمشارب الثقافية والمهنية، وأوضح القائمون على تنظيم المعرض أن هناك حصة للفنانين العسكريين وبعض ذوي الشهداء ولعدد من فناني المحافظات الأخرى..
وقد نجح المعرض في التنظيم والإعداد الجيد من خلال توجيه الدعوات للمشاركين، واقتصرت مشاركة البعض على المتوفر من اللوحات دون الرجوع إلى فكرة المعرض وعنوانه، بحيث أن كل ما هو جميل ينتمي للمقاومة، إذ يبدو أن هذا العنوان يكفي لمنح أي نشاط جواز المرور دون التعرض للمراجعة والنقد!.. والحق يقال إن المعرض ضم أسماء تشكيلية أثبتت جدارتها وتفوقها لكنها قليلة قياسا للعدد الكبير من المشاركين الذين ازدحمت أعمالهم في حيز ضيق من بهو الدار، وتحولت هذه الأسماء إلى حامل دعائي لأعمال متواضعة أخرى عرضت في الصالة، كان من الأجدر استبعادها للحفاظ على السوية الفنية التي تليق بعنوان المعرض، وتكون مكافئا ثقافيا حقيقيا للفعل المقاوم والعنوان المختار لهذه المناسبة – المقاومة خيارنا-.
في المعيار الفني لا بد من استبعاد التأثير المعنوي المسبق كمقولات فنان أسير وأم شهيد مع جلالة واحترام هذه المعاني العظيمة، إلا أن الأداء الفني في مرآة الوعي التشكيلي يجب أن يخضع لعملية القراءة البصرية للعمل، وتحييد مدة الإنجاز وظروفه وتأثير سيرة الشخص صاحب اللوحة التي تكتسب التعاطف، كما يستبعد أيضا تأثير الجانب الاحتفالي المعني بالكم قبل النوع. وقد اختتم المعرض باحتفال تكريمي للمشاركين قدمت فيه الدروع والهدايا التذكارية بكرم واضح، واتضح الدور البارز لمنظم هذه الاحتفالية وللرعاية من قبل اتحاد الإذاعات والتلفزة الإسلامية بالتعاون مع وزارة الثقافة وجمعية الثقلين الخيرية، وقد نالت الاحتفالية غايتها التكريمية بالشكل اللائق للفنانين والذي يعبر عن إدارة وقصدية واعية لأهمية الفن التشكيلي في الثقافة وفعل الحياة, لكن الالتزام بالقضايا الفنية والإبداعية أولا وأخيرا ومن ثم ما تشاؤون؟
أكسم طلاع