صحيفة البعثمحليات

مأزق زهرة النيل ما زال يطارد المعنيين ..ومحاولة مكافحتها مكانك راوح

حماة – محمد فرحة

أقيم مؤخراً في لبنان ورشة عمل مشتركة بين الجانبين السوري واللبناني  حول كيفية التخلص من زهرة النيل، وتأثيرها السلبي الكبير على المسطحات المائية التي تكون فيها، ليخرج مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف بالقول: حضرنا للبنان لنستمع لآلية جديدة للتخلص من زهرة النيل، وإذ بنا نقدم لهم ما لم يكن قد  سمعوا به، أفدنا أكثر مما استفدنا.

وأضاف أوفى بأن القاسم المشترك بين الجانبين السوري واللبناني لجهة وجود زهر النيل هو النهر الكبير الجنوبي، الذي تمتد على طول مجراه كما سمعنا زهرة النيل التي تمتص كل زهرة يومياً ما يقدر بلترين من المياه، وتلحق الأذى بالمسطحات المائية، وقد تمت مكافحتها هنا في سورية ميكانيكياً عدة مرات، لكن ما إن تترك زهرة واحدة حتى تعود مجدداًَ بشكل كبير وسريع نظراً لسرعة النمو والتحول عندها.

وقال مدير الإنتاج النباتي في الهيئة العامة لتطوير الغاب المهندس وفيق زروف: لقد تمت مكافحتها ميكانيكياً في مطلع الألفية الحالية عدة مرات لكن دون جدوى في كثير من الأحيان، فكان لابد من البحث عن طرق أخرى أكثر نجاعة، وهي المكافحة بالأعداء الحيوية، وكان هذا في مطلع عام 2011 حيت تم إطلاق 1000 حشرة من الخنفساء التي تشكل زهرة النيل عائلاً مهماً لها.

وماذا كانت النتيجة بعد كل ذلك؟ يجيب زروف:  بعد أربع سنوات قمنا بالكشف عن وجود الحشرة العدو الحيوي للزهرة فلاحظنا انتشاراً كبيراً لها في بحيرة سد محردة حيث تم إطلاقها هناك في تلك الفترة.

وزاد مدير الإنتاج النباتي في هيئة تطوير الغاب قائلاً:  كما لوحظ تقزم للزهرة بشكل ملحوظ بسبب وجود الأعداء الحيوية، في الوقت الذي كان سابقاً يبلغ ارتفاع الزهرة بحدود المترين في البحيرة أي  سد محردة؛ ما يدل على الدور الذي يمكن أن تلعبه  خنفساء الزهرة.

وأوضح زروف بأنه في عام 2017 تم تعبئة بحيرة سد محردة وخروج المياه من مفيضه لتتدفق معها زهرة النيل وتملأ طول مجرى نهر العاصي وصولاً إلى أطراف سهل الغاب الشمالي مجدداً وكأنما لم نفعل شيئاً.

وماذا عن توصيات ورشة العمل السورية اللبنانية المشتركة؟

يجيب زروف: لقد قدمنا للجانب اللبناني كل هذه المعطيات التي لم تكن حاضرة عندهم، فضلاً عن أنه تم التأكيد على المكافحة الميكانيكية في مجرى الأنهار وأقنية الري الضيقة، في حين تم التركيز على المكافحة الحيوية في المسطحات المائية الواسعة من خلال إطلاق خنفساء الزهرة التي تتغذى على أعضاء التكاثر في النبات وبراعم النمو لديه موقفة زحفه ونموه.

وختم مدير الإنتاج النباتي في هيئة تطوير الغاب حديثه بالقول: إن وزارة الزراعة تعمل على إنشاء مخبر خاصا لإكثار الأعداء الحيوية لزهرة النيل في طرطوس، وتقدم له الدعم المادي الكبير لتطويره، لكن الظروف الراهنة حالياً في البلد خربت كل شيء، وأعادتنا إلى نقطة الصفر.