إدانات واسعة لمحاولة اغتيال مادورو.. وواشنطن في دائرة الاتهام سورية تدعو إلى احترام سيادة فنزويلا
أدانت سورية بأشد العبارات محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والتي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: “إن الجمهورية العربية السورية، إذ تعرب عن تضامنها مع فنزويلا الصديقة وقيادتها، فإنها تجدد الدعوة إلى احترام سيادة البلاد وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهي واثقة بقدرة الحكومة الفنزويلية على معالجة القضايا الداخلية في إطار مؤسسات الدولة واحترام الدستور”.
وكان مادورو نجا من محاولة اغتيال خلال إلقائه خطاباً في احتفال عسكري، بينما أصيب سبعة من حراسه.
وفي وقت سابق، أعلن مادورو أن محاولة الاغتيال مرتبطة بكولومبيا وولاية فلوريدا الأمريكية، حيث يقيم عدد من المخططين والمموّلين للهجوم، وقال: “لقد حاولوا اغتيالي، وكل المؤشّرات تدل على مؤامرة يمينية مرتبطة بكولومبيا وولاية فلوريدا”، مضيفاً: “سنسأل هؤلاء المسؤولين الذين يعيشون في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة- بما أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العديد من منظمي محاولة الاغتيال يعيشون في فلوريدا”.
ودعا مادورو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “محاربة تلك الجماعات الإرهابية”.
إلى ذلك، أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أن “الولايات المتحدة تتابع الموقف باهتمام بعد أن سمعت بالتقارير الواردة من فنزويلا”، فيما نفت كولومبيا أي صلة لها بمحاولة اغتيال مادورو، وقال مصدر حكومي في بوغوتا: إن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس “كان يحتفل بتعميد حفيدته ولا يفكر بأي شيء وخاصة إسقاط حكومات أجنبية”، على حد قوله.
وفي هذه الأثناء تبنت مجموعة غير معروفة أطلقت على نفسها اسم “الحركة الوطنية لجنود يرتدون قمصاناً” محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي، وقالت، على شبكات التواصل الاجتماعي: إنها خططت لإطلاق طائرتين بلا طيار لتنفيذ الهجوم، لكن قناصة أسقطوهما.
وفي هذا السياق، أوضح وزير الإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز أن طائرات بلا طيار محمّلة بمتفجرات انفجرت قرب حفل عسكري وسط كراكاس، حيث كان مادورو يلقي كلمة عن الاقتصاد الفنزويلي عندما اختفى الصوت فجأة وانقطع الإرسال التلفزيوني.
وكان مادورو، الذي يسير على خطا الرئيس الراحل أوغو تشافيز بتمسّكه بمسيرة الثورة البوليفارية، فاز في أيار الماضي بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، بعد تقدّمه بفارق كبير عن منافسه الرئيسي هنري فالكون.
وفي تعليق على أحداث السبت، قال الخبير في شؤون أمريكا اللاتينية بالمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، دميتري بوريخ: “إن الاتهام الذي وجهه مادورو للسلطات في بوغوتا وللرئيس سانتوس شخصياً قد يكون له أساس، خاصة أن بوغوتا تؤوي الكثير من معارضي الرئيس الفنزويلي”، واعتبر أن محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي يمكن أن تكون قد نفذت على يد “خصوم مادورو الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن ضمان وصول مرشّحهم إلى السلطة في البلاد عبر طرق سياسية”.
وأضاف الخبير: “اتهام مادورو للسلطات الكولومبية له أساس على الأرجح، لا سيما أن كولومبيا تمثّل في الفترة الحالية حليفاً ثابتاً وموثوقاً به بالنسبة للولايات المتحدة، كما أصبحت منذ بعض الوقت حليفاً أساسياً للناتو في المنطقة، وتستضيف على أراضيها تدريبات عسكرية تشمل القوات الخاصة (التابعة للحلف)”، وتابع موضحاً: “برأيي تتحوّل كولومبيا بشكل تدريجي إلى مركز للقوى المناهضة لفنزويلا ومادورو وموطئ قدم لمعارضيه، على غرار ولايتي فلوريدا وميامي الأمريكيتين، اللتين كانتا منذ وقت معين مركزين للجهات المناهضة لكوبا وزعيمها فيديل كاسترو”.
وفي ردود الفعل، أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة محاولة الاغتيال، مؤكدة أنها عمل إرهابي هدفه زعزعة استقرار الوضع في فنزويلا، وقالت في بيان: “نعتبر استخدام الأساليب الإرهابية كأدوات في الصراع السياسي أمراً غير مقبول قطعياً”، مضيفة: “من الواضح أن مثل هذه العمليات تهدف إلى زعزعة استقرار الأوضاع في البلاد عقب جلسة الحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحّد المنعقدة مؤخراً، والتي حددت الخطوات الأولى لإنعاش الاقتصاد القومي للبلاد”.
وأكدت الخارجية الروسية “ضرورة أن تجري تسوية الخلافات السياسية حصراً عبر الطرق السلمية والديمقراطية”، وأعربت عن تضامنها مع الشعب الفنزويلي، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين جراء هذه العملية الإرهابية.
من جهته ندد الرئيس البوليفي إيفو موراليس بمحاولة الاغتيال، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تقف وراءها، وقال في تغريدة على موقع تويتر: “ندين بشدة العدوان الجديد والهجوم الجبان على الشعب البوليفاري والرئيس مادورو”، لافتاً إلى أن محاولة الاغتيال جاءت بعد “فشل مخططات واشنطن وحلفائها ضد الرئيس الفنزويلي”.
كما نددت كوبا بمحاولة الاغتيال، وقالت الخارجية الكوبية في بيان: إن “الجنرال العام السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي راؤول كاسترو روز والرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل يدينان بشدة محاولة اغتيال مادورو، ويعربان عن تضامنهما ودعمهما اللامحدود له وللشعب البوليفاري العظيم”.
إلى ذلك أدان رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا محاولة الاغتيال، وقال في بيان: “لقد علمنا عن الهجوم الإرهابي على رئيس فنزويلا الذي نفذته قوى اليمين الخفية المليئة بالكراهية والخاسرة في كل مكان والعازمة على مواصلة تخريب أمريكا الجنوبية”.
كما أدانت إيران بشدة محاولة الاغتيال، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريح له: “إننا نعتبر هذه العملية تحرّكاً في مسار زعزعة الأمن والاستقرار في فنزويلا وخدمة لمصالح أعداء حكومتها وشعبها، ونحن ندين ذلك بشدة”.