رياضةصحيفة البعث

فكر بلا احتراف

 

مع تحديد اتحاد كرة القدم لقواعد الانتقالات والعقود للموسم المقبل، تعيش أنديتنا لهاثاً غير مسبوق في محاولة لكسب رضى لاعبين جدد قبل خوض مباريات الدوري نهاية الشهر القادم، لكن الناظر لحال التعاقدات التي جرت وتجري يدرك مدى غياب الفكر الاحترافي لدى لاعبينا، وسيطرة النظرة المادية على اختياراتهم، فعند سؤالك أي لاعب في دورينا عن النادي الذي سيمثّله في الموسم الجديد، تجد التبرير الافتراضي القائم على مقولة العرض الأفضل لتأمين المستقبل، وكأن المال هو كل شيء، وتطوير المستوى، وتحقيق الألقاب، والطموح الكروي لا وجود لها في قاموس لاعبينا.
طبعاً مشكلة الاحتراف التي تعاني منها كرتنا بسيطرة ثقافة الأخذ دون العطاء تحدثنا عنها كثيراً، لكن ما قام به بعض اللاعبين تجاه أندية عريقة من تصرفات يجب الوقوف عندها، فكم لاعباً حتى الآن وقع مع أكثر من ناد في الوقت ذاته، وكم لاعباً وقع لناد محلي، ثم فجأة سافر ليحترف خارجياً، وكم لاعباً أثار عواصف على وسائل التواصل الاجتماعي ليرفع قيمته السوقية؟!.
طبعاً إلقاء اللوم على اللاعبين وحدهم سيكون أمراً مجحفاً لأنهم جزء فقط من منظومة رياضية لا تعرف من الاحتراف سوى اسمه، فالأندية حتى الآن لا تعرف كيف تحفظ حقوقها، ولا كيف تضمن عدم وقوعها في فخ اللاعبين التجار الذين يركضون وراء الأموال ومن يدفع أكثر!.
ولعل اللجنة الجديدة التي أوجدها اتحاد اللعبة مؤخراً لحل النزاعات بين الأندية واللاعبين ستكون أمام عمل كبير في الفترة المقبلة، في ضوء ما نسمع عن تلاعب يجري من اللاعبين، وثغرات قانونية ينفذون منها لتوقيع عقود مع أكثر من ناد بحثاً عن العرض الرابح مالياً.
أخيراً ما قيل عن لاعبي دورينا ينطبق أيضاً على بعض لاعبي منتخبنا الوطني الذين تاهوا في بحر الاحتراف، وباتوا ضيوفاً دائمين على تجارب أندية المنطقة، بعيداً عن الاستقرار الذي يجب أن ينعم به اللاعب المحترف ولو لفترة بسيطة!.
مؤيد البش