الإرهاب يرتد إلى داعميه.. ويضرب البرلمان البريطاني
أصيب عدد من المارة بجروح، أمس، جراء اصطدام سيارة بحواجز أمنية أمام مجلس العموم البريطاني “البرلمان”، وأعلنت الشرطة البريطانية أنها تتعامل مع الحادث كعمل إرهابي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه لم يتم العثور على أي أسلحة في مكان الحادث، فيما قال رئيس دائرة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة لندن، نيل باسو: “إن قوات الأمن لم تحدد هوية المشتبه به”، وأضاف: “إن أولويتنا الآن هي تحديد هوية المشتبه به رسمياً ومعرفة أسباب هذا العمل، إذا كان ذلك ممكناً. إنه حالياً لا يتعاون معنا”.
وتشهد الدول الغربية حالة من الذعر والاستنفار الأمني في ظل تصاعد العمليات الإرهابية، التي تشكل ارتداداً طبيعياً للإرهاب الذي دعمته هذه الدول على مدى السنوات الماضية في سورية والمنطقة إلى أراضيها.
وتابع رئيس دائرة مكافحة الإرهاب: “على أساس المعلومات المتوفرة لدينا حالياً نعتقد أن المخابرات البريطانية ودائرة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة لا تعرف شيئاً عن هذا الشخص”، كما أكد أن الشرطة تنطلق من أن هذا الحادث تم تنفيذه عمداً، مشيراً إلى أن أسلوب ومكان وقوعه يدل على أنه عمل إرهابي.
وبيّنت الشرطة أنها تتعامل مع الحادث على أنه ذو صلة بالإرهاب، وأن السائق البالغ من العمر عشرين عاماً كان وحيداً في السيارة، التي ما زالت قيد التفتيش، إلا أنه لم يتم العثور على أسلحة حتى الآن.
هذا وكتبت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، على صفحتها في تويتر: “إن أفكاري مع المصابين في حادث وستمنستر، وأشكر خدمة الإسعاف لردها السريع والشجاع”.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فدان عملية الدهس في لندن، داعياً لمعاقبة المهاجم، وكتب على صفحته في تويتر: “وقع هناك هجوم إرهابي جديد في لندن. إن هؤلاء الحيوانات مجنونون، ويجب معاملتهم بكل قوة وشدة”.
وفي وقت سابق، أفادت شرطة سكوتلاند يارد في وقت سابق باعتقال رجل من دون تحديد هويته، بعد أن صدم بسيارته حاجزاً بالقرب من مجلس العموم (البرلمان) في العاصمة لندن، وأدى إلى إصابة شخصين، وكتبت شرطة لندن على صفحتها في تويتر: “تم اعتقال سائق السيارة من قبل عناصر الشرطة في مكان الحادث، وأصيب عدد من المارة بجروح، ولا تزال الشرطة تعمل في مكان الحادث، وسنقدّم المزيد من المعلومات عندما تتوفر لدينا”.
وقالت مصادر طبية: إن إصابات المارة طفيفة لا تهدد حياة أي منهم، فيما أكدت وكالات أن الشرطة البريطانية عززت تواجدها أمام مبنى البرلمان، وأغلقت محطة أنفاق مترو “وستمنستر”، كما تقوم وحدة محاربة الإرهاب بالتحقيق في ملابسات “محاولة اقتحام مقر مجلس العموم البريطاني”.
وقتل خمسة أشخاص، وأصيب خمسون آخرون العام الماضي في شارع وستمنستر عندما أقدم شخص على دهس عدد من المارة على الجسر العابر لنهر التايمز وسط لندن قبل أن يترجل من سيارته، ويطعن حتى الموت شرطياً أمام مبنى مجلس العموم.
وبالتوازي، أعلنت الشرطة السويدية أن مجموعة من المخربين أحرقت أكثر من 80 سيارة بمدينة غوتنبرغ غرب البلاد، وقال المتحدّث باسم الشرطة السويدية هانز ليبنز: “لم نشهد في السابق إحراق هذا الكم من السيارات”، مشيراً إلى أنها اعتقلت شخصين يشتبه بتورطهما في الاعتداءات، وحددت هويات أشخاص عدة مرتبطين بهذه العمليات، التي يعتقد أنه تم تنظيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأثار العمل التخريبي الذي سبق موعد الانتخابات العامة المقررة في أيلول المقبل غضب السياسيين الذين يحضّرون لحملاتهم الانتخابية.
ويعتبر إحراق السيارات أمراً شائعاً في السويد، حيث تشهد ضواحي العاصمة استوكهولم هذا النوع من الجرائم بشكل شبه يومي، وتم العام الماضي إحراق 1457 سيارة بشكل متعمّد في مختلف أنحاء البلاد.