دراساتصحيفة البعث

الولايات المتحدة متواطئة في قتل أطفال اليمن

 

ترجمة: علاء العطار
عن موقع “كمن دريمز” 10/8/2018
في التاسع من آب الجاري، قصفت غارة جوية سعودية، تدعمها الولايات المتحدة، حافلة تُقلّ تلاميذ في صعدة، وهي مدينة تقع شمال اليمن. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الطلاب كانوا في رحلة ترفيهية، ووفقاً لوزارة الصحة اليمنية، أسفرت الغارة عن مقتل ما لا يقلّ عن ثلاثة وأربعين طفلاً.
وتبعاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن ما لا يقلّ عن تسعة وعشرين من القتلى كانوا أطفالاً دون سن الخامسة عشرة، وجُرح ثمانية وأربعون شخصاً، من بينهم ثلاثون طفلاً.
وبثّت قناة “سي إن إن” لقطات مروّعة ومفجعة لأطفالٍ نجوا من الغارة وهم يعالجون في غرفة الطوارئ، أحد الأطفال مغطّى بالدم وتملأ جسده حروق شديدة، حاملاً حقيبته المدرسية الزرقاء التي قدمتها “اليونيسيف”.
وتعليقاً على هذه المأساة، أكدت مراسلة “سي إن إن”، أنها شاهدت مقطع فيديو لم يتمّ بثه، وكان أسوأ مما عرضته قناة “سي إن إن”، ثم أشارت إلى أن الظروف قد تتفاقم لأن ميناء الحُديدة اليمني الحيوي، وهو الميناء الوحيد الذي يعمل حالياً في اليمن، تعرّض لهجمات لعدة أسابيع من الغارات الجوية التي شنّها التحالف السعودي، ووصفت ميناء الحُديدة بأنه “شريان الحياة الوحيد الذي تتدفق منه الإمدادات إلى اليمن”.
وقالت في ختام تقريرها: “هذا الصراع تدعمه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.. إنهما تدعمان الأنشطة التي تقودها السعودية في اليمن اليوم دعماً تاماً”.
باعت شركات أمريكية مثل “رايثيون” و”جنرال دايناميكس” و”بوينغ” و”لَكْهيد مارتن” أسلحة بمليارات الدولارات إلى السعودية والإمارات ودول أخرى في التحالف الذي يهاجم اليمن بقيادةٍ سعودية- إماراتية.
كما يمدّ الجيش الأمريكي الطائرات الحربية السعودية والإماراتية بالوقود جواً، وتساعد الولايات المتحدة قوى التحالف السعودي على انتقاء أهدافها.
وقال عيسى بلومي، وهو أستاذ مشارك في جامعة ستوكهولم ومؤلف كتاب “تدمير اليمن”: تقع على عاتق الولايات المتحدة “كامل المسؤولية” عن هجمات التحالف السعودي.
باحثاً عن طريقة مفيدة لوصف الدعم الأمريكي للعملية السعودية الإماراتية في اليمن، قدّم الصحافي صامويل أوكفورد مؤخراً هذه المقارنة: “إن شُنّت غارة جوية وقتلت شخصاً ما، فالولايات المتحدة هي من قدم الطائرة وقطع غيارها وخدمة إصلاحها ومدافعها وذخيرتها، وعلينا ألا ننسى الوقود”.
وجاءت غارة 9 آب الحالي ضد الأطفال والمدنيين الآخرين في أعقاب قائمة مأساوية وقذرة من الهجمات السعودية- الإماراتية التي تسبّبت بمجازر وكوارث شديدة في اليمن، وفي 12 حزيران الماضي، أبلغت منظمة “أطباء بلا حدود” عن غارة جوية دمّرت مركزاً لها شُيّد حديثاً في مدينة عبس لعلاج الكوليرا، وبُني تحسباً لتفشي هذا الوباء في اليمن للمرة الثالثة.
وسقط عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح في هجوم وقع في 3 آب الجاري بالقرب من مدخل مستشفى الثورة على ميناء الحُديدة، ويعتقد محلّلون تفحصوا الذخائر المستخدمة في الهجوم أن أعمال القتل والتدمير نجمت عن إطلاق قوات الإمارات المتمركزة بالقرب من مطار الحُديدة قذائف الهاون على المنطقة.
لماذا قاد السعوديون والإماراتيون تحالفاً يهاجم اليمن، وهو أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، منذ آذار 2015؟!.
يعتقد الأستاذ عيسى بلومي أن الهدف من ذلك هو إخضاع اليمنيين والسيطرة على مواردهم، بما في ذلك احتياطيات النفط والغاز الطبيعي والمعادن والموقع الاستراتيجي. ويشير بلومي إلى أن الحرب على اليمن تكلف السعودية 200 مليون دولار في اليوم الواحد، بيد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي علّق بأن إطالة الحرب تصبّ في مصلحة السعودية، يعتقد، على ما يبدو، أن الحرب تستحق هذه التكلفة، بالنظر إلى المكاسب المستقبلية المحتملة.
ويبدو أن الأرباح التجارية تحفّز أيضاً شركات الأسلحة الأمريكية التي تواصل الاستفادة من مبيعات الأسلحة إلى التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
إن الولايات المتحدة متورطة بعمق في المجازر المروّعة في اليمن، ومن مسؤوليتنا كمواطنين أن نفعل ما بوسعنا للمطالبة بوضع حدّ لهذا التواطؤ.