“العفو الدولية”: هجمات التحالف السعودي ترقى إلى جرائم حرب
أعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن أسفها من أنّ التحقيق في الخسائر الفادحة التي تلحقها الحرب في اليمن بالمدنيين أصبح حدثاً اعتيادياً للباحثين في مجال حقوق الإنسان، مشددة على وجوب أن تكون مجزرة صعدة الأخيرة “حدثاً مفصلياً”، فيما أعلن رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي، أمس، انتهاء هدنة العمليات العسكرية البحرية الأُحادية الجانب، وإذ رأى أن الهدنة أوصلت صوت الشعب اليمني الرافض للعدوان والداعي إلى السلام، أشار إلى أن عدم قبول دول تحالف العدوان السعودي وحلفائها الهدنة يؤكد أنها صانِعةُ إرهاب وتاجرةُ حروب.
وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت عن هدنة لإيقاف العمليات العسكرية البحرية بدأت من 31 تموز الماضي.
ميدانياً، أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صاروخاً باليستياً من نوع “بدر1” على معسكر قوات الواجب السعودي بنجران، فيما سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبية على عدد من المواقع العسكرية السعودية غرب موقع السديس.
وفي وقت سابق قُتل عدد من مرتزقة العدوان السعودي وأصيب آخرون بعد إفشال محاولة تسلل لهم على مواقع للجيش واللجان الشعبية في جيزان، فيما قال العميد الركن شرف لقمان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية: إن اقتحام الجيش واللجان للمواقع السعودية الحدودية في جيزان ونجران وعسير مستمرة ولن تتوقّف إلا بعد استكمال المهام المناطة بهذه الوحدات.
وأفاد مصدر عسكري بمقتل عشرين من قوات النظام السعودي ومرتزقته خلال محاولتهم الفاشلة لاحتلال مديرية الدريهمي في الساحل الغربي، مشيراً إلى أن وحدات الجيش واللجان الشعبية دمّرت أيضاً خمس آليات لقوات النظام السعودي ومرتزقته بالساحل الغربي، 4 منها في محيط مدينة الدريهمي، والخامسة في مثلث مقبنة جنوب حيس، كذلك دمّرت آليتين عسكريتين لقوات الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي جنوب ساحل ميدي في حجّة.
في غضون ذلك، شنّت طائرات تحالف العدوان السعودي 15 غارة على مديرية باقم الحدودية في صعدة، كما أغارت على مديرية المصلوب في الجوف، كما شنت 10 غارات جوية على مديريتي حرض وحيران بحجة، وغارتين جويتين على منطقة محلي بمديرية نِهْم شمال شرق صنعاء، وقال مصدر محلي: إن الغارتين الجويتين استهدفتا منزل مواطن بمنطقة مَحْلي بالمديرية.
وبالتوازي، أعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن أسفها من أنّ التحقيق في الخسائر الفادحة التي تلحقها الحرب في اليمن بالمدنيين أصبح حدثاً اعتيادياً للباحثين في مجال حقوق الإنسان، مشددة على وجوب أن تكون مجزرة صعدة الأخيرة “حدثاً مفصلياً”، وأكدت أنها وثقت مع آخرين عشرات الغارات الجوية غير القانونية للتحالف بقيادة السعودية، التي قتلت مئات المدنيين في اليمن.
وأشارت المنظمة، في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، إلى أنه “أظهرنا كيف يصعّب حصار التحالف من وصول المعونات الإنسانية الحيوية إلى البلاد”، وتطرّقت إلى الغارة الجوية التي استهدفت حافلة مليئة بالأطفال الأسبوع الماضي في صعدة، و”التي أسفرت عن مقتل 21 شخصاً على الأقل جراء قصف قوات التحالف”، وتابعت سائلةً: “كيف كانت ردة فعل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتان باعتا أسلحة بالمليارات للسعودية منذ بدء الحرب في آذار 2015، على الحادث؟، هل علّقتا مبيعاتهما من الأسلحة للتحالف؟! كلا”.
كما رأت أنه يجب وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية فوراً، وقالت: إنه “على حكومة المملكة المتحدة التصريح علناً بأن استمرار جرائم الحرب هذه يتطلب تجديد وتعزيز ولاية “فريق الخبراء البارزين” في اليمن – المسؤول عن التحقيق في الانتهاكات في البلاد – ضمن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أيلول”.
وختمت المنظمة تقريرها بسؤال: “إذا كان موت العديد من الأطفال في يوم واحد لا يثير الضمير، فما الذي سيثيره؟”.
وعلّق الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية، يوسف الحاضري، على التقرير بالقول: “أميركا والتحالف السعودي قتلوا في جريمة ضحيان 43 طفلاً، وليس كما تنشره تقاريركم بأنهم 21 طفلاً”، وأضاف: “نأمل من هيومن رايتس ووتش التدقيق في الأرقام بما ينعكس على مصداقيتها وحياديتها”.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية: إنه “بعد مقتل 40 طفلاً بضربات جوية بصعدة أصبحت الحاجة إلى تعزيز ولاية فريق الخبراء البارزين الأممي في اليمن للتحقيق أشد من أي وقت”، وأشارت إلى استشهاد 5 آلاف طفل يمني، مضيفة: “التحالف السعودي الإماراتي شنّ عدداً غير مسبوق من الضربات الجوية العشوائية والمتفاوتة على المدنيين والأهداف المدنية”.
وفي هذا الإطار، ذكرت بأن التحالف السعودي الإماراتي استهدف منازل ومدارس ومستشفيات وأسواقاً ومساجد، وأن كثيراً من هذه الهجمات قد ترقى إلى جرائم حرب.
كما حمّلت المنظمة القوات الإماراتية “والقوات العميلة لها المسؤولية عن حالات التعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري في المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وذكرت أيضاً أن التحالف السعودي “عرقل وصول السلع المنقذة للحياة وقيّد حركة آلاف المدنيين الذين يحتاجون إلى علاج خارج البلاد لعدم توفره في اليمن”.
كما قالت المنظمة: إن 55 منظمة دولية ويمنية تطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتجديد آلية فريق الخبراء البارزين المعني باليمن، ولفتت إلى أن المنظمات شددت على ضرورة تحسين آلية الإبلاغ التي يعتمدها فريق الخبراء المعني باليمن وتشديد اللهجة بشأن المساءلة واعتبار ذلك أولوية في الدورة القادمة لمجلس حقوق الإنسان.
إلى ذلك، أكد عضو مجلس الشيوخ التشيكي فاتسلاف لاسكا أن نظام بني سعود الذي يتبنى مواقف متطرفة يمثل خطراً جدياً على دول أوروبا نظراً لدعمه إرهابيي تنظيم “القاعدة” واستخدامه لهم في الخارج، وحذر خلال جلسة للمجلس جرى خلالها مناقشة التصديق على الاتفاقية الخاصة بخدمات الطيران المدني بين تشيكيا والسعودية من أن نظام بني سعود بعيد كل البعد عن الديمقراطية، وهو يمتلك الرغبة والإمكانيات لتصدير مواقفه غير الديمقراطية إلى الدول الأوروبية وهو عدو لأوروبا.
وكان رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها وصف بدوره نظام آل سعود بأنه نظام متطرف ينتمي إلى القرون الوسطى، ويقوم بترهيب مواطنيه، ويمول التنظيمات الإرهابية، ويمارس حرب إبادة في اليمن.