18 فناناً مسحوا عن جدرانه بصمات وسواد الإرهاب الرئيـــس الأســـد والسيـــدة أسمــــاء يزوران أحـــد أنفـــاق المـــوت في جوبــــر
زار السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد أحد أنفاق الموت التي حفرها الإرهابيون في حي جوبر، والذي حوّله 18 فناناً سورياً إلى مكان للفن والإبداع بعد تنفيذهم عشرات المنحوتات على جدرانه.
وأثنى الرئيس الأسد والسيدة أسماء على مبادرة وجهود فناني فريق “آرام”، الذين أضاؤوا ظلام النفق، ومسحوا عن جدرانه بصمات وسواد الإرهاب، التي حملها لسنوات، بلوحات نحتية فنية تجسّد تضحيات رجال الجيش العربي السوري والجندي المجهول وتاريخ سورية القديم والحديث.
وأكد الرئيس الأسد أن الدمار والظلام والموت هي ثقافتهم التي حاربناها.. والبناء والنور والحياة والفن هي ثقافتنا.. وكل منحوتة على هذه الجدران تذكّرنا بأبطال الجيش العربي السوري الذين ضحوا واستبسلوا لنحرر هذا التراب المقدس المجبول بدماء شهدائنا وجرحانا.
النفق الذي حفره الإرهابيون تحت مدرسة الخنساء للتعليم الأساسي، والتي دمّرها المرتزقة، حوّلته مجموعة من الفنانين السوريين إلى معرض فني يضم 20 لوحة منحوتة على جدرانه، استمر العمل فيها لمدة 25 يوماً على مساحة تصل إلى 80 متراً مربعاً، وعلى عمق تسعة أمتار تحت الأرض.
وضمت المجموعة 18 فناناً سورياً، نحتوا على جدران النفق منحوتات متنوعة تعكس انتصارات الجيش العربي السوري، وقيم الشهادة والسلام، وتآلف المجتمع السوري، وحضارة سورية وتاريخها، محولين النفق إلى صالة عرض فنية تضيء بالفكر والقيم لتمحو ظلامية الفكر الذي سيطر عليه برهة من الزمن.
وفي وقت سابق، وفي تصريحات لسانا، يقول الفنان أنس قطرميز مدير فريق “آرام”: تم اختيار مجموعة من الفنانين ينتمون لمختلف مناطق سورية، ويجمعهم حبهم للفن وامتلاكهم طاقات مبدعة، فنفّذوا هذه اللوحة بروح الفريق الواحد، فيما وصف الفنان المقاتل مهند معلا، الذي كان أول من صنع منحوتات في أنفاق حي جوبر، هذا العمل بأنه تحويل المكان من صناعة للموت إلى صياغة للحياة، لنثبت للعالم أن سورية مهما تألّمت ستبقى واقفة.
وقالت الفنانة أريج الحسين: جئنا لنعكس نظرة الفنانين لمشاهد الدمار في الحرب، وحاولنا أن نتعامل مع نوعية التراب لتخدمنا والتأقلم معها مستحضرين رموزاً مختلفة من واقع الأحداث، فيما رأت الفنانة أمنة النعسان أن اللافت في فكرة العمل تحويل هذا النفق من مكان لتهديد الآخرين واستهداف حضارتهم إلى مكان يقدّم صور الجمال والمحبة، مشيرة إلى عدد من الرموز التي جسّدها المشاركون، منها الجندي الذي يرفع العلم، وزميله الذي يتصدى بجسده لقذيفة الهاون، والأم التي تحتضن طفلها وشعرها الممتد وعليه أزاهير وورود وحمام وحروف كلمة وطن.