الصفحة الاولىصحيفة البعث

المركزية الأمريكية تبدأ بالأفول على وقــــع عقوبـــــات ترامــــب

 

ارتفع مؤشرا بورصة موسكو، أمس، على خطا المؤشرات الأوروبية، رغم دخول العقوبات الأمريكية على روسيا حيز التنفيذ، فيما انحازت برلين وباريس لموسكو، الأمر الذي يدل على أن المركزية الأمريكية بدأت بالأفول، في وقت أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن العقوبات الأمريكية الجديدة لن تدفع روسيا إلى التخلي عن مواقفها وسياساتها الثابتة، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات تعيق التعاون الثنائي والحوار بين البلدين، وقالت في بيان: “لا يمكن للعقوبات أن تجبر روسيا على الابتعاد عن نهجها القائم على الدفاع الثابت عن مصالحها الوطنية”، مضيفة: “إن واشنطن تزيد عبر هذه الخطوات من تعقيد إمكانية الحوار بشأن القضايا الثنائية والمتعددة بين الجانبين الروسي والأمريكي”. ودخلت العقوبات التى أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية ضد روسيا بحجة الاستخدام المزعوم لسلاح كيميائي في قضية الضابط الروسي السابق سيرغي سكريبال بمدينة سالزبوري البريطانية حيز التنفيذ صباح أمس، وهي تشمل فرض حظر على توريد الأسلحة أو البضائع ذات الاستخدام المزدوج “العسكري والمدني” من الولايات المتحدة إلى المؤسسات والشركات الحكومية الروسية، ومنع إقراضها من قبل الولايات المتحدة.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن روسيا ستتخذ قراراً حول الرد على العقوبات الأمريكية الجديدة اعتماداً على مصالحها.
وقال بيسكوف، رداً على سؤال صحفي حول جاهزية الردود الجوابية على العقوبات الأمريكية الجديدة، “يجب علينا حالياً أن نتريث ونفهم ما هو جوهر هذه الإجراءات والقيود الجديدة، وما هي الإجراءات التي ينبغي علينا اتخاذها لمصلحة روسيا الاتحادية”؟، وأضاف: “أكرر مرة أخرى كان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن أكثر من مرة أنه سيعمل في ضوء الخطوات غير الودية المماثلة وفق مصالح بلادنا وبشكل أفضل”.
وفي السياق نفسه، أكد نائب رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف أن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا “لن تؤثر على قطاعي المال والدفاع”، مشيراً إلى أن بلاده تعد رداً مناسباً على الإجراءات الأمريكية، وأوضح جباروف “أن العقوبات الامريكية تحظر تمويل مشاريع مرتبطة بروسيا، لكن لا أحد يستخدم مثل هذه القروض فيما يخص القطاعين الدفاعي والمالي، وبالتالي لن تكون هذه التدابير قادرة على إلحاق الضرر بصناعتنا الدفاعية أو بالقطاع المالي”. كما اعتبرت موسكو أن الوضع الحالي للعلاقات الروسية الأمريكية تجسيد لأسوأ سيناريوهات الحرب الباردة، مشددة على أن العقوبات الجديدة للولايات المتحدة ضد روسيا غير مجدية ولا آفاق لها، وقالت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة، في بيان نشرته على حسابها الرسمي في موقع “فيسبوك”: “أصدرت الولايات المتحدة حزمة جديدة من عقوباتها غير الشرعية المفروضة على روسيا، ويتشكّل انطباع بأن النخبة السياسية المحلية تعاني من الميل المرضي إلى تدمير الأسس الجوهرية للعلاقات الثنائية التي يعتمد عليها الأمن العالمي”.
وأضافت: “إن القرارات تتخذ دون سعي لكشف الحقيقة ومع إهمال دعواتنا إلى الحوار بغياب أي أدلة واقعية على ما يسمى بمسؤولية روسيا، والاتهامات العبثية المنسوبة إلى بلادنا يجري الترويج لها على يد أبرز وسائل الإعلام الأمريكية”.
وأشارت إلى أن “النخب السياسية لا تلاحظ أن كل نوبة جديدة لحمى العقوبات الأمريكية تجعل الولايات المتحدة أقرب من نقطة اللاعودة في حل القرارات الدولية الحيوية، من بينها مكافحة الإرهاب المشتركة وخطر وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي كيانات غير حكومية”، وشددت على أن من الواضح أن ما يجري هو “تجسيد لأسوأ السيناريوهات للحرب الباردة والتي كان يجب أن يتخلص منها العالم للأبد منذ 30 عاماً”، وأكدت أن روسيا “ترفض الخطوات غير الودية التي تتخذها واشنطن”، مشددة: “إنها لن تؤثر بأي صورة على عزمنا اتباع النهج المستقل في العلاقات الدولية”.
بالتوازي، أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف المواطنين الروس يتابعون باهتمام السياسة الخارجية لروسيا ويعتبرونها ناجحة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن استطلاع أعده مركز أبحاث الرأي العام الروسي أن “56 بالمئة من المستطلعين يتابعون السياسة الخارجية لروسيا و43 بالمئة غير مهتمين بهذا الموضوع فيما يعتبر أكثر من نصف الأشخاص الذين شملهم المسح أن السياسة الخارجية لروسيا ناجحة”.
ووفقاً للاستطلاع يعتبر 19 بالمئة من الروس أن مساعدة سورية هو النجاح الرئيسي في السياسة الخارجية للبلاد بينما يعتبر 10 بالمئة النجاح في تحسين العلاقات مع الدول الأجنبية و9 بالمئة يعتقدون أن انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا هو أهم إنجازات السياسة الخارجية.
كما أظهر الاستطلاع زيادة الاهتمام بالسياسة الخارجية في أغلب الأحيان عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة بنسبة 68 بالمئة وأولئك الذين أنهوا التعليم الجامعي بنسبة 67 بالمئة بينما لا يبدي 60 بالمئة من الشباب الذين يتراوح متوسط أعمارهم بين 18 و30 سنه اهتماماً بهذا الموضوع.
يشار إلى أن هذا الاستطلاع أجري يومي الـ 18 والـ 19 من آب الجاري في 104 مناطق سكنية في 53 مقاطعة روسية.