“فتح الأبواب”
وفق المعطيات والمخرجات الأكاديمية تشكل الممارسة العملية والانتقال من حالة التعلم إلى حالة التعليم شرطاً أساسياً في عملية إنجاح مشروع ربط الجامعة بالمجتمع وعنصراً مهماً في عملية التنمية الذهنية والمعرفية وتطوير القدرات والمهارات واكتساب الخبرة والكفاءة المبكرة لدى الطلاب بمختلف اختصاصاتهم تمهيداً لدخولهم سوق العمل وإحداث الفارق أو التغيير الإيجابي المطلوب في نمطيات وآليات العمل، وبما يمكنهم من التعاطي الواثق مع المتغيرات والمتبدلات التي تفرضها الأحداث والظروف في مختلف جوانب ومرافق الحياة العامة والخاصة.
ولعل نجاح الشراكة بين غرفة صناعة حلب وجامعة حلب في هذا المجال وعلى الرغم من عدم نضوجها بما يكفي ويلبي احتياجات سوق العمل، إلا أنها خطوة مهمة على الطريق الصحيحة وانطلاقة واثقة نحو توطيد وتعزيز شعار ربط الجامعة بالمجتمع وتدعيم روائز الاستقرار المجتمعي من خلال توفير فرص عمل للخريجين وتقوية دعائم العملية التنموية والإنتاجية خاصة خلال هذه المرحلة الراهنة والمستقبلية والتي تستدعي جهوداً استثنائية لاستكمال وإنجاز مشروع إعادة الإعمار والبناء.
ونعتقد أن هذه التجربة تشكل مكوناً ومرتكزاً اقتصادياً متكاملاً؛ فهي تجمع كل عناصر إنجاح آليات العمل النظري والتطبيقي، وبالتالي لا بد من توطين هذه الثقافة راهناً ومستقبلاً كرافع وحامل وحاضن للعملية التنموية والإنتاجية، ومدخلاً لحلحلة مجمل ما تعانية مؤسساتنا في القطاعين العام والخاص بمختلف اختصاصاتهم من مشكلات وصعوبات ومعوقات، واللحاق ما أمكن بركب التطور العلمي والمعرفي وفي مختلف المجالات قبل أن يفوتنا القطار.
ومن المؤكد أن سياسة فتح الأبواب أمام الشباب والطلاب واستثمار وتوظيف طاقاتهم وحماستهم يجعلهم أكثر قدرة على الإبداع والابتكار وهو أكثر ما نحتاج إليه في هذه المرحلة تحديداً في ضوء إفرازات وتداعيات الحرب الإرهابية، لنكون أقوى وأشد عزيمة في مواجهة تحديات المستقبل والاستجابة السريعة والناجعة للمتغيرات والتعامل مع المشكلات والأزمات الطارئة بجرأة العارف والمتعلم والمتمكن، وفتح آفاق رحبة تركز على رؤى وخطط وبرامج وأفكار قابلة للتطبيق ترسم مستقبلاً أفضل وأحلى للأجيال القادمة.
بالعموم دعونا نعترف أن هذا الملف على قدر كبير من الأهمية وهو متفرع المهام والاختصاصات ولا تقتصر رعايته ودعمه على جهة دون أخرى، وبالتالي لا بد من تعاون وثيق وتشاركية فاعلة ومؤثرة بين العام والخاص للوصول إلى نتائج حقيقية وملموسة تنعكس إيجاباً على مستقبل طلابنا وشبابنا ومجتمعنا.
معن الغادري