“احكيلي عن بلدي” على مسرح الأوبرا
“باسم الحضارة.. باسم الطفولة.. باسم الإنسان.. امنحونا السلام” هذه رسالة أطفال سورية التي انتصرت على الإرهاب في الفعالية التي أقامتها وزارة الإعلام على مسرح الأوبرا بحضور رسمي كبير وبحضور رجال الدين وعدد من الفنانين والإعلاميين والمثقفين، وقد ابتدأ وزير الإعلام عماد سارة كلمته بالرحمة على شهداء سورية والتحية لجيشها المغوار، ليعود إلى شهداء الإعلام الذين بلغ عددهم أربعين شمساً كما وصفهم، والذين كانوا مع أبطال الجيش العربي السوري خطوة خطوة ، وأشار بأن الأوبريت التي يقدمها أطفال موهوبون، حاول أعداء الحياة من خارج سورية استبعادهم لأنهم ضخوا حقدهم على كل شيء حتى الطعن بأطفال سورية، ونحن لم نرد عليهم بالشجب ولا الإدانة ولا بالصمت وإنما بالأوبريت الوطنية “احكيلي عن بلدي” التي يقدمها أطفال سورية، أمل المستقبل، والتي تتحدث عن سورية الأمل، سورية الغد، سورية الثقافة والحرية، تتحدث عن سوريتنا نحن، وليس سوريتهم بالقتل والتدمير ، لذلك ستبقى سورية بلد الكرامة والكبرياء بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وبعزيمة الجيش العربي السوري.
والتقت جميع الفنون بإطلاق الأوبريت من الشاشة الكبيرة التي جسدت بمتتالية سينمائية مواضع حضارة سورية المتجذرة بجغرافيتها بأكملها، تشاركت مع غناء الأطفال والمغنية سارة درويش التي اتخذت دور السارد، لتبدأ من ماري إلى أوغاريت إلى أورنينا وزنوبيا إلى أعمدة تدمر التي واجهت الإرهاب، مستعرضة من خلال التواصل الغنائي والربط بين الماضي والحاضر تاريخ سورية التي علمت العالم الكتابة والزراعة والموسيقا والفنون، على وقع موسيقا طاهر مامللي التي تبوح بحكاية سورية بتوليفتها ومستوياتها الموسيقية، مع لوحات راقصة تعبيرية قدمتها فرقة آرام للمسرح الراقص، تناغمت مع فصول الأوبريت.
الأمر اللافت هو الدمج السينمائي إذ تخلل فيلم قصير “ديكو دراما” المتتالية السينمائية، فصوّر إحدى المدن المدمرة والتي تهاوت أبنيتها ودمرت منازلها، ليخرج أحد السكان فتعترضه رصاصة القناص لتلحق به ابنته وتتفجر من دمائه المنسكبة شقائق النعمان.
ولجأ المخرج عروة العربي إلى الرمزية في نهاية الأوبريت برسم معالم المدينة الزاهية بألوانها بعد إعمارها لتقتسم صورة المدينة المهدمة الشاشة.
وشاركت فرقة آرام بلوحة تعبيرية راقصة ذات إيقاع سريع يوحي بالحبّ والفرح وإعادة الحياة بأثواب ملونة تعكس فسيفساء المجتمع السوري الملون. واتسمت الأوبريت بأنماط غنائية وموسيقية متعددة، يذكر أن أوبريت”احكيلي عن بلدي” سيناريو محمود عبد الكريم وإخراج عروة العربي بمشاركة فرقة آرام والأطفال السوريين المشاركين في “ذا فويس” الذين تناوبوا بالغناء الإفرادي والجماعي.
ملده شويكاني