العلاج بالموسيقى يخفض التوتر ويحسن المزاج
حمص- البعث
أقامت مديرية الثقافة بحمص بالتعاون مع الملتقى الثقافي اليسوعي أمسية مميزة لعازف العود السوري الفنان جوان قرجولي مدير عام دار الأسد للثقافة والفنون حضره محافظ حمص طلال البرازي وجمهور كبير من محبي الموسيقى في باحة دير الآباء اليسوعيين بحمص القديمة، حيث ألقى محاضرة عن العلاج بالموسيقى رأى فيها انه علاج صحي مبني على التفاعل مع الموسيقا من اجل تحقيق أهداف معينة في صحة الشخص المقابل ولكن يجب أن يكون هذا الشخص مؤهلا لذلك وموافقا على برنامج العلاج بالموسيقا، وهو عبارة عن عملية يقوم خلالها المختص بالعلاج الموسيقي باستخدام الموسيقى بكل جوانبها لتحسين الحالة النفسية والبدنية للمريض، وهو أحد العلاجات المساندة للعلاجات الطبية الأخرى، وبصورة أساسية المعالِجون بالموسيقى يساعدون المرضى لتحسين صحتهم في عدة مجالات مثل العمل المعرفي، مهاراتهم الحركية، والعاطفية، والمهارات الاجتماعية، ونوعية الحياة، عبر استخدام المجالات الموسيقية مثل حرية الارتجال أو الغناء أو الاستماع وذلك لتحقيق أهداف العلاج.
وعن آلية عمل العلاج رأى قرجولي أن الموسيقا من وسائل التنفيس عن المشكلات التي يعاني منها الفرد، حيث تسمح بإطلاق الخيال وبالتالي تصريف ما ينبعث في النفس من خواطر وإلهامات تقلل من التوتر النفسي لدى الشخص السامع للموسيقا أو المؤدي لها على السواء، حيث يؤكد فيبر على فاعلية الموسيقا في تخفيض حدة التوتر وتغيير مزاج الفرد خصوصاً بالنسبة للروتين اليومي الذي يتعرض له المرء، كما يؤكد على أن الموسيقا تساعد في توجيه السلوك واتخاذ القرار عند الإنسان بشكل أفضل، وذلك من خلال التأثير المباشر على الدماغ الذي يستجيب بدوره للذبذبات الصوتية كمثير خارجي ويتأثر بها تبعاً لنوع الموسيقا المسموعة، لذلك فإنّ من المهم جداً انتقاء موسيقا محددة تناسب حالة المريض النفسية، ويؤكد فيبر على أنه تم في عيادة الأسنان إجراء تجربة بحيث يسمح للمريض باختيار الموسيقا التي يرغب في سماعها، وقد تم تسجيل نتائج ملفتة للنظر في التخفيف من حدة الألم عند المريض، بالرغم من أن البعض اختار موسيقا “الروك” ليتم سماعها أثناء عملية المعالجة والتي أفضت إلى نتائج أفضل، ويوضح الطبيب النفسي البريطاني فيليب هيغوس، والذي يستخدم الموسيقا كأداة للاتصال غير اللفظي أنه بالبحث عن إطار عمل نظري للعلاج النفسي التقليدي ينشأ هناك على الأقل وضعان متناسبان، الأول تَبرُز فيه أهمية الاتصال اللفظي أينما كان مناسباً أو ممكناً حيث يكون هذا النموذج أحياناً فعالاً، أما الوضع الثاني فيؤكد على أهمية الموسيقا كوسيلة علاجية، ولذلك يكون من غير المفضل وغير الممكن أحياناً أن نترجم ما حدث أثناء استخدام الموسيقا، مع التأكيد على محدودية إطار العمل بالموسيقا كعلاج. وهذا يدل على أن الموسيقا تخاطب الحواس وتتفاعل بطريقة خاصة مع خبرات الشخص الذي يخضع للعلاج، فتحرك لدية اللاشعور لينطلق الأخير بشكل أكثر حرية مما يساعد في عملية العلاج النفسي.
أما أنواع العلاج التي أوردها قرجولي في محاضرته فهي:
نفسي ويشمل: التوتر –القلق-الأرق-الاكتئاب-الهلع- عصبي ويشمل: القصور في عمل الدماغ-الصرع-ضعف التركيز عند الطلاب-الزهايمر- وقائي للام الحامل: للحفاظ على هدوء الجنين (من بداية الحمل حتى الأسبوع 23) يلي ذلك موسيقا للجنين والأم معا ويتفرع منه قسم تعليمي خاص بالجنين.
وقد أغنى الفنان قرجولي الأمسية بعزف رائع على العود حيث قدم روائع المعزوفات التي أبدعها خلال مسيرته الموسيقية الطويلة أسعد فيها جمهور حمص الذواق.