السيناتور الأمريكي بلاك من حلب: الجيش السوري يخوض حرب الحضارة ضد الهمجية
حلب-معن غادري:
زار السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك، أمس، مدينة حلب، واطلع على الدمار الذي خلفه الإرهاب في المدينة، وعلى الجهود المبذولة من الدولة السورية لإعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية فيها، كما اطلع على الأوضاع في عدد من النقاط العسكرية المتقدمة التابعة للجيش العربي السوري على خطوط التماس مع إرهابيي جبهة النصرة بأطراف مناطق الليرمون وحلب الجديدة، كما زار قلعة حلب واطلع على أعمال ترميم الجامع الأموي وكنيسة الأربعين شهيداً للأرمن الأرثوذكس والمحال التجارية، وشاهد آثار الدمار التي لحقت بالكنيسة الإنجيلية العربية، وزار عدداً من المتاجر التي عادت للعمل بعد أن ساد الأمان في حلب القديمة، والتقى عدداً من الأسر التي عانت جراء الإرهاب وتلك التي عادت للمدينة بعد تحريرها.
وعقب الجولة، أكد السيناتور بلاك، في تصريح للصحفيين، أن الجيش العربي السوري وحلفاءه تمكّنوا من دحر الإرهاب عن معظم أراضي سورية، ولم يتبق سوى أولئك الإرهابيين في إدلب الذين يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية لهم، ولفت إلى أن الجيش العربي السوري يسعى إلى حماية المدنيين عبر فتح معابر آمنة لإخراجهم من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، وأضاف: إن الإرهابيين عملوا على تدمير كل الأوابد الحضارية في سورية، والتي حافظ عليها السوريون خلال آلاف من سنوات العيش المشترك لكل طوائفهم وأديانهم وأعراقهم، وهؤلاء وقفوا معاً ودافعوا ببسالة ضد الحرب التي فرضت عليهم وضد الإرهابيين الذين تسببوا بدمار الكنائس والجوامع والمدارس وقتل المدنيين وافتتحوا أسواقاً للنخاسة وبيع النساء، مشدداً على أن الجيش السوري يخوض اليوم حرب الحضارة ضد الهمجية، وأن سورية ستنهض بجهود أبنائها. كما التقى بلاك مدير أوقاف حلب الدكتور رامي عبيد والقس إبراهيم نصير رئيس الكنيسة الإنجيلية العربية ومطران الأرمن الأرثوذكس شاهان سركيسيان، والذين أكدوا أن السوريين عاشوا حياتهم، مسلمين ومسيحيين، بتناغم تام، وأن هذه الحرب فرضت عليهم فرضاً، معربين عن سعادتهم لقدوم السيناتور الأمريكي إلى حلب ليكون شاهداً على الحقائق وينقلها إلى بلاده.
وكان بلاك، والذي يزور سورية لأيام, أعرب خلال لقائه محافظ حلب حسين دياب عن أمله بأن يسجّل التاريخ الأعمال البطولية العظيمة للشعب والجيش العربي السوري وقيادتهما في معركة حلب ودحر الإرهاب عنها، لافتاً إلى أهمية عودة المهجرين إلى بلادهم لضمان وجود الموارد البشرية الكافية لإعادة الإعمار، وأضاف: إنه في الولايات المتحدة من يقاتل بالكلمات إلى جانب سورية بهدف اطلاع الرأي العام الأمريكي على حقيقة ما يجري فيها، معتبراً أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بالحرب في سورية لكن البعض في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مازالوا يرغبون في إطالة أمدها.
بدوره لفت دياب إلى أن حلب انتصرت بفضل صمود أهلها ووقوفهم إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري، مشيراً إلى استمرار عمليات الإعمار وتأهيل البنى التحتية للمدينة لضمان عودة عجلة الإنتاج للعمل وتحسن الاقتصاد، وأكد عودة ما يزيد على ألف مهجر إلى حلب وهناك آخرون يعودون يومياً، بينما تستعيد الحياة نشاطها بشكل تدريجي مع عودة بعض الصناعات في المدينة للإنتاج، معرباً عن أمله بأن تعي الدول الغربية الأضرار التي تتسبب بها الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها على الشعب العربي السوري.