مخطط إسرائيلي لإقامة أكثر من 4800 وحدة استيطانية في الضفة والقدس
ضمن المشاريع التوسعية الهادفة لتهويد الأراضي الفلسطينية وطمس الهوية العربية الفلسطينية، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مخطط جديد لسلطات الاحتلال الإسرائيلي لإقامة 150 وحدة استيطانية جديدة في حي بيت حنينا بالقدس المحتلة، مشيرةً إلى أن مجموعة من المستوطنين استولت على عقارات للمقدسيين تحت حماية قوات الاحتلال.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التخطيط للتوسع الاستيطاني في الحي.
كما أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط جديد لإقامة 4700 وحدة استيطانية على أراضي الفلسطينيين في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم بالضفة الغربية، وعلى مساحة 841 دونماً.
ورداً على المخطط قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان: “إن المخططات الاستيطانية الجديدة في دولة فلسطين المحتلة تشكّل تحدياً كبيراً لمصداقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة”، وأكدت أن عدم محاسبة كيان الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي والإنساني التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بات يشكل ركيزة أساسية لهذا الكيان للتمادي في سرقة الأرض الفلسطينية وتهويدها.
إلى ذلك، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ليس قابلاً للمساومة، محذّراً من خطورة المخططات الأمريكية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وقال: “إن وقف واشنطن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “أونروا”، وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة في القدس المحتلة، وتصاعد عمليات الاستيطان فيها، وإقرار ما يسمى قانون “القومية العنصري” تؤشّر على النية الحقيقية لسلطات الاحتلال بممارسة التطهير العرقي مرة أخرى بحق الشعب الفلسطيني وسلبه حقوقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه المحتلة بالتنسيق مع واشنطن.
وشدّد البرغوثي على أنه لم يعد هناك مجال للتراخي أو التأجيل في توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة هذه المؤامرة وما يسمى “صفقة القرن” الأمريكية، التي تطبّق فعلياً على الأرض، داعياً المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجهها.
وكانت الإدارة الأمريكية وضمن انحيازها الفاضح لكيان الاحتلال وضغوطها على الفلسطينيين أعلنت يوم الجمعة الماضي وقفها تمويل وكالة الأونروا، بينما تواصل سلطات الاحتلال العمل على تهويد مدينة القدس المحتلة وطمس هويتها العربية الإسلامية مستخدمةً شتى الوسائل وخاصة تكثيف عمليات الاستيطان على أراضي الفلسطينيين.
وشهد قطاع غزة والضفة الغربية مظاهرات حاشدة للفلسطينيين تنديداً بقرار ترامب وقف تمويل “أونروا”، وشدد المشاركون في المظاهرات على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين من الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة، داعين المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وتوفير الحماية للأونروا ومواصلة دعمها.
ميدانياً، اعتقلت قوات الاحتلال 27 فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وتصدّت مجموعة من الشبان الفلسطينيين لقوات الاحتلال عقب تنفيذها عمليات اقتحام في مدن نابلس وكفر عقب وحي المطار شمال القدس المحتلة.
وبالتوازي، كشف مدير مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى طارق أبو شلوف أن 1100 أسير فلسطيني يعانون من الأمراض المزمنة بسبب ممارسات الاحتلال اللاإنسانية بحقهم، وسياسة الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج اللازم لهم، وأضاف: “إن هناك 25 أسيراً مصابين بمرض السرطان يصارعون الموت بسبب عدم تلقيهم العلاج المناسب، وإن 40 أسيراً هم من ذوي الحالات الخاصة، وأغلبهم يعاني من بتر في الأطراف، ويرقد في مستشفى يتبع لسجن الرملة، ويفتقر لمقومات العلاج والمتابعة الصحية”، وأكد أن السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين تعد انتهاكاً لكل الأعراف والقيم الدولية، وباتت تمثل خطراً على حياة العشرات منهم، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين من عمليات القتل الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال مع ضرورة توفير العلاج لهم.
ويقبع في سجون الاحتلال نحو 6500 أسير فلسطيني، بينهم 57 أسيرة فلسطينية و300 طفل، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي والعزل الانفرادي.
في الأثناء، أعلن الرئيس الكولومبي الجديد إيفان دوكي أن القرار بشأن الاعتراف بفلسطين كدولة حرة مستقلة وذات سيادة لا يخضع للمراجعة، وأوضح أن بلاده ستستمر في تنفيذ قرار الإدارة السابقة حول الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.
وأعلن رئيس كولومبيا السابق خوان مانويل سانتوس في الثالث من آب الماضي وقبل أيام من انتهاء ولايته عن اعتراف بلاده رسمياً بفلسطين كدولة مستقلة، وذلك في رسالة وجهها إلى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.
يذكر أن 137 دولة في العالم تعترف بفلسطين دولة مستقلة.