روسيا: الوضع في إدلب مقلق والمعركة مستمرة حتى القضاء على الإرهاب الجيش يتقدم على كل محاور القتال في تلول الصفا وأسلحة أمريكية و”إسرائيلية” الصنع في القنيطرة
حققت قواتنا المسلحة أمس تقدماً على كل محاور القتال في عمق البادية، وبسطت سيطرتها على مساحات جديدة من الجروف الصخرية بما فيها نقاط حاكمة على أطراف تلول الصفا بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش انتهت بمقتل العديد منهم.
وفيما عثرت الجهات المختصة على كميات كبيرة من الأسلحة والمواد الطبية من بينها صواريخ “تاو” الأمريكية وقنابل إسرائيلية الصنع من مخلفات الإرهابيين بريف القنيطرة الجنوبي، أقدمت المجموعات الإرهابية على تدمير جسر التوينة بريف حماة الشمالي لتتماهى أفعالها الإجرامية مع جرائم تحالف واشنطن وإرهابيي داعش عندما دمروا الجسور والبنى التحتية في محافظتي الرقة ودير الزور.
في السياسة، تصدّرت معركة إدلب الحراك الدبلوماسي الروسي المكثف، حيث أكدت الخارجية الروسية أن محاربة الإرهابيين في سورية، ولا سيما في محافظة إدلب، ستتواصل حتى القضاء التام عليهم، داعية الغرب إلى عدم عرقلة العملية بإطلاق إشارات متضاربة. في حين شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف على أن الوضع في إدلب يشكل مصدر قلق كبير.
وفيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو لا تثق بإشارات الولايات المتحدة وبريطانيا حول الوضع في سورية وأن أكثر ما يقلقها خطر وقوع استفزازات جديدة فيها، أكد سياسي أمريكي أن بلاده لا تتورع عن التعاون حتى مع الإرهابيين في سبيل تحقيق هدفها بالهيمنة على المنطقة واستهداف سورية. في وقت أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحاول من خلال تعليقاته وتهديداته بخصوص إدلب التصيد في الماء العكر لتحقيق مآرب سياسته الداخلية.
وفي التفاصيل، تقدمت وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة على مختلف المحاور في عمق البادية رغم الطبيعة الصعبة والقاسية والجروف شديدة الوعورة، وبسطت سيطرتها على مساحات جديدة من الجروف الصخرية بما فيها نقاط حاكمة على أطراف تلول الصفا بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش انتهت بمقتل العديد منهم.
إلى ذلك نفذ سلاحا الجو والمدفعية رمايات مركزة على نقاط محصنة لإرهابيي داعش، أسفرت عن القضاء على عدد من القناصين، فيما فر العديد منهم باتجاه الجروف الصخرية الأكثر وعورة، حيث يتم التعامل معهم بالوسائط النارية المناسبة.
ولفت مراسل “سانا” إلى حالة الانهيار المتسارعة في صفوف تنظيم داعش بعد تضييق الخناق على ما تبقى من إرهابييه ومنع أي محاولة هروب من المنطقة، مشيراً إلى أن وحدات من الجيش عززت انتشارها ونقاط تثبيتها، وواصلت إطباق الطوق على تلول الصفا بالتزامن مع إحباط محاولة تسلل إرهابيين باتجاه إحدى نقاط الجيش في المحور الغربي من التلول والقضاء عليهم.
وفي ريف القنيطرة عثرت الجهات المختصة خلال عمليات تمشيط القرى والبلدات التي تم تحريرها من الإرهاب على صواريخ “تاو” أمريكية وقنابل إسرائيلية الصنع وراجمات صواريخ ومناظير ليلية وذخيرة متنوعة وقواذف “ار بي جي” وهاون عيار 130 و80 مم، إضافة إلى كمية من المواد الطبية والأدوية من مخلفات الإرهابيين في قريتي الرفيد والبريقة بالريف الجنوبي، كما تم العثور على تجهيزات لإرهابيي ما يسمى منظمة “الخوذ البيضاء” من بينها دم اصطناعي ومواد تجميلية ومجسمات مصنوعة من البلاستيك تمثل أعضاء الجسم، تستخدم للفبركات والأكاذيب الإعلامية.
المجموعات الإرهابية تدمّر جسراً في ريف حماة
من جهة ثانية أقدمت المجموعات الإرهابية صباح أمس على تدمير جسر التوينة الواقع غرب قلعة المضيق بحدود 2 كم بريف حماة الشمالي بعد أن قامت بزرع كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار في أماكن متفرقة من جسم الجسر، ويعتبر جسر التوينة ثالث جسر يتم تدميره من قبل المجموعات الإرهابية بعد جسري الشريعة وبيت الراس في سهل الغاب.
وكان إرهابيو جبهة النصرة والحزب التركستاني دمروا الجمعة الماضي جسرين في بلدتي الشريعة وبيت الراس اللذين يعدان من أهم وأضخم الجسور في ريف حماة الشمالي الغربي، ويربطان بين بلدتي الشريعة وبيت الراس والقرى والبلدات المجاورة.
ويأتي تدمير التنظيمات الإرهابية للجسرين كمحاكاة لجرائم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتنظيم داعش الإرهابي، حيث عمدا خلال العام الماضي إلى تدمير جميع الجسور على نهر الفرات بذريعة منع وحدات الجيش العربي السوري من التقدم في عملياتها ضد الإرهاب.
زاخاروفا: لا سلام مع الإرهابيين
سياسياً، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تعليقاً على غارات القوات الجوية الفضائية الروسية على مواقع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب: إن موسكو ستتصرف بالأسلوب نفسه في المستقبل أيضاً، وأضافت زاخاروفا في تعليق نشر على موقع الخارجية الروسية: بالأمس أصاب الطيران الروسي أهدافاً في إدلب تعود مباشرة إلى من يقوم بتنظيم وتنفيذ هجمات الطائرات دون طيار ضد قاعدة حميميم الجوية الروسية، وتابعت: كل التعليقات صدرت عبر وزارة الدفاع الروسية، والجانب الروسي سيتصرف بهذا الأسلوب مستقبلاً أيضاً، وشددت على وجوب إزالة التهديد الشامل في شمال غرب سورية، موضحة أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام مع الإرهابيين.
من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريح للصحفيين حول إدلب أن الغرب يدرك جيداً أنه من المستحيل عدم تحرير محافظة إدلب من الإرهاب، وقال: هم يدركون تماماً أنه من دون حل هذه المشكلة فإن عملية تسوية الوضع في سورية لن تمضي، مشيراً إلى أن الاتصالات مع الأمريكيين حول سورية والوضع في إدلب مستمرة.
بيسكوف: الوضع في إدلب مثار قلق
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف قد أكد في وقت سابق بأنه لا يزال الوضع في إدلب مثار قلق وعدم ارتياح، وهو بالطبع على جدول أعمال جميع الاتصالات التي يقوم بها الجانب الروسي على مختلف المستويات مع الزملاء المهتمين.
وكان بيسكوف أكد أول أمس أن إدلب تحولت إلى بؤرة للإرهاب، حيث استقرت هناك الكثير من المجموعات الإرهابية، وهذا يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع عموماً، ويقوض محاولات الانتقال إلى مسار التسوية السياسية والدبلوماسية في سورية.
بيتش: نصر سورية على الإرهاب اقترب
في الأثناء قال عضو اللجنة الخارجية في التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو مارتين بيتش في تصريح له لموقع “بروستييوفسكا برافدا” التشيكي تعليقاً على التهديدات الغربية الجديدة لسورية: إن الغرب لا يناسبه التوجه القائم لحل الأزمة في سورية، ولذلك يحاول تخريب الجهود الرامية لذلك خدمة لمصالحه، مشدداً على أن نصر سورية على الإرهاب أصبح قريباً جداً، وبالتالي فإن أي استفزازات جديدة تقوم بها الدول الغربية لن تنال من إرادة الجيش السوري وحلفائه.
من جهتها اعتبرت الصحفية تيريزا سبينتسيروفا أن خوف الولايات المتحدة على مصير التنظيمات الإرهابية في إدلب هو السبب وراء التصريحات الأمريكية عن المخاوف على مصير المدنيين فيها، وأشارت في مقال لها بصحيفة ليتيرارني نوفيني إلى أنه عندما يتم القضاء على الإرهابيين في إدلب فإن القضية التي ستكون محط اهتمام الجميع هي الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية في شمال شرق سورية.
وفي طهران، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن أوضاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل أميركا ليست جيدة، وهو للأسف يريد مرة أخرى التعويض عن ذلك بتنفيذ ضربة ضد الشعب السوري، وأضاف: إن على ترامب أن يقف جانباً، ويسمح لمن يحاربون الإرهاب والتطرف بشكل حقيقي في سورية بمواصلة عملهم، وكذلك السماح للمشاركين في مسار إعادة الاستقرار إلى سورية عبر عملية أستانا التي أثبتت أنها المسار الوحيد الذي نجح لحد الآن في الحد من التوتر في استكمال عملهم.
من جهة ثانية اعتبر محمد إيراني، مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية، أن القمة الثلاثية الإيرانية الروسية التركية المزمع عقدها في طهران يوم غد “الجمعة” حول سورية امتداد لقمة سوتشي في روسيا، وأوضح أن القمة تهدف إلى زيادة التنسيق بين إيران وروسيا وتركيا لمتابعة العملية السياسية في سورية والأوضاع الميدانية في إدلب.
الناشف: انتصار مدوي
بدوره أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف فشل الحرب الكونية الإرهابية التي استهدفت سورية في تحقيق أهدافها، لافتاً إلى أن سورية سجلت انتصاراً مدوياً على نحو مئة دولة وعشرات التنظيمات الإرهابية المتعددة الجنسيات، وقال: إن صمود سورية شعباً وجيشاً وقيادة في مواجهة المؤامرة الكونية الإرهابية عليها يعود إلى الإرادة السياسية الصلبة للقيادة في سورية والتفاف الشعب حولها وبطولات وتضحيات الجيش العربي السوري.
وأضاف الناشف: معركة تحرير إدلب من الإرهاب ستكون حاسمة على كل المستويات، لافتاً إلى أننا سنشهد تصعيداً كبيراً من قبل العدو الصهيوني وكل الدول المشاركة في الحرب على سورية، وهو تصعيد لن يثني سورية وحلفاءها عن مواصلة المعركة حتى القضاء على الإرهاب.
قيادي مصري: سورية منارة المنطقة
وفي القاهرة، أكد القيادي الناصري المصري، رئيس مركز المليون لحقوق الإنسان هاني الجزيري، أن سورية أثبتت بصمودها ودفاعها عن التراب والكرامة أنها منارة كبرى في المنطقة تمثل بحضارتها سداً منيعاً في مواجهة كل الأعداء، وقال الجزيري في تصريح لمراسل “سانا” بالقاهرة: إن تصدي سورية للمؤامرة الكونية عليها محل فخر وإجلال لكل مصري وعربي، مضيفاً: كل وطني غيور على وطنه يحمل ثقة كبرى في القيادة السورية والجيش العربي السوري الذي يعتبره الشارع المصري جزءاً من جيشه الوطني، مجدداً التأكيد على رفض التدخل الأجنبي وأي محاولة للمساس بالسيادة السورية.
واستنكر الجزيري الادعاءات التي تروج لأكذوبة استخدام سورية للأسلحة الكيميائية، وقال: لا يمكن أن يصدّق أحد تلك الأكاذيب، فلا يمكن لمنتصر أن يستخدم أسلحة محرمة وهو في قمة انتصاره، والجميع يعلم أن تلك الحجج الواهية التي يسوقها الغرب المتآمر ما هي إلّا مسرحيات هزلية، مشدداً على ضرورة عودة العلاقات المصرية السورية إلى طبيعتها، لافتاً إلى الروابط والتاريخ والقواسم المشتركة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.