الصفحة الاولىصحيفة البعث

التطهير العرقي يتصاعد.. الاحتلال يحاول عزل القدس عن محيطها

 

في إطار مخططاتها لإغلاق الباب نهائياً أمام أي تواصل فلسطيني بين القدس المحتلة وجنوب الضفة الغربية المحتلة، أصدرت سلطات الاحتلال، أمس، قراراً بإخلاء وهدم قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، على أن يتم البدء بتنفيذه بعد أسبوع.

وتعد الخان الأحمر من بين 45 قرية تخطط سلطات الاحتلال لهدمها والاستيلاء عليها لإقامة مزيد من المستوطنات، ما يهدد بتشريد أكثر من 5 آلاف فلسطيني، وعزل مدينة القدس عن محيطها، وتقسيم الضفة الغربية.

ورداً على القرار، أعلن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف بدء اعتصام مفتوح في قرية الخان الأحمر في محاولة لمنع سلطات الاحتلال من هدمها، ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى التواجد في القرية، والوقوف في وجه كل المخططات الرامية للاستيلاء على الأرض، وتشريد الفلسطينيين، وتهجيرهم.

إلى ذلك، أكد المتحدّث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود أن عزم سلطات الاحتلال هدم القرية وتهجير أهلها وأد للقوانين الدولية وعدوان على مبادئ حقوق الإنسان، وشدّد على أن سياسات الاستيطان الإسرائيلية، ومنها هدم قرية الخان الأحمر وبيوت الفلسطينيين في القدس المحتلة، تشكّل ترجمة حرفية للتطهير العرقي.

وطالب المحمود المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي الكارثي على الشعب الفلسطيني، ومنع سلطات الاحتلال من تفتيت الإجماع الدولي على إرساء أسس السلام والأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مخطط الاحتلال هدم القرية، مشيرةً إلى أنه استمرار لجرائم التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، وطالبت المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته حيال هذه الانتهاكات الخطيرة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، لافتةً إلى أن أي تقاعس أمام هذا التصعيد الإسرائيلي يضع المجتمع الدولي في مصاف المهادن لسلطات الاحتلال، ودعت محكمة الجنايات الدولية إلى فتح تحقيق رسمي في الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” كقوة احتلال بحق الشعب الفلسطيني والتي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

من جهتها، اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات مخطط سلطات الاحتلال لهدم القرية إصراراً واضحاً على تهويد الأرض الفلسطينية وتهجير أهلها، مشيرةً إلى ضرورة مواصلة أبناء الشعب الفلسطيني الرباط في الخان الأحمر والتصدي لسلطات الاحتلال.

كما أكدت منظمة التحرير الفلسطينية أن مخطط سلطات الاحتلال لهدم القرية جريمة حرب وانتهاك لكل القوانين والمواثيق الدولية، محذّرةً سلطات الاحتلال من أي مساس بالقرية وتهجير سكانها، وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد التميمي: “إن سعي سلطات الاحتلال لهدم القرية تحدٍّ صارخ لكل العالم وانتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان”، ودعا الشعب الفلسطيني إلى الوقوف صفاً واحداً لمنع سلطات الاحتلال من هدم القرية، والمجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لوقف هذه التوجهات الخطيرة لسلطات الاحتلال.

وأكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن مخطط سلطات الاحتلال لهدم القرية جريمة حرب تأتي في إطار سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن المخطط موجه ضد 46 تجمعاً سكانياً فلسطينياً بهدف تهويدها، وشدّد على أن المقاومة الشعبية الفلسطينية ستتصدّى لهذه الجريمة، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على سلطات الاحتلال التي تنتهك كل القوانين الدولية والإنسانية.

وكانت الخارجية الفلسطينية أدانت التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي والتهام الأراضي الفلسطينية والانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال، داعيةً المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته تجاه أكبر عملية تطهير عرقي في التاريخ، وبيّنت أن عمليات الاستيطان تخالف القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتحديداً القرار رقم 2334 لعام 2016 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان ما يستدعي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحديداً تحمّل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يتعرّض لأكبر عملية تطهير عرقي وطرد وإلغاء في التاريخ الحديث.

وأشارت الخارجية إلى أن مخطط سلطات الاحتلال يهدف لإقامة 75 وحدة استيطانية جديدة في بيت حنينا بالقدس المحتلة و4700 وحدة استيطانية جديدة في قرية الولجة بالضفة الغربية، موضحةً أن صمت المجتمع الدولي واكتفاء بعض الدول ببيانات الإدانة الإعلامية للاستيطان يشجع سلطات الاحتلال على الإسراع في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية في أرض دولة فلسطين دون إعطاء أي اهتمام للشرعية الدولية وقراراتها.

في سياق آخر، أكدت لجنة دعم المقاومة في فلسطين أن القرار الأمريكي القاضي بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” هو إسقاط لحق العودة للاجئين الفلسطينيين، داعيةً المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة لتأكيد هذا الحق كونه حقاً مقرراً من الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

ميدانياً، جدّدت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال بغزارة صوب المنازل خلال اقتحامها بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية بالضفة الغربية. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة عشر فلسطينياً خلال عمليات دهم وتفتيش في مناطق الضفة الغربية بينهم ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة من مدينة الخليل.

كما أطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار صوب مراكب الصيادين في بحر مدينة رفح جنوب قطاع غزة.