اقتصادصحيفة البعث

خطوات جديدة في معرض دمشق الدولي لتفادي أخطاء الدورة السابقة تعويــــل علــــى المشــــاركــة الصينيـــة كونهـــا المـــورد الرئيســـي للمــــــواد الأوليــــة وخطـــوط الإنتـــاج

يظهر جلياً أن الاستنفار الهائل لكافة القطاعات التجارية والصناعية والاقتصادية في سورية تزامناً مع انطلاق فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ60 ليس بهدف التركيز على الجانب التسويقي أو الإعلامي للمعرض فحسب، بل يأخذ منحىً آخر وأكثر أهمية يتجلى بتمهيد الطريق وفتح منافذ واسعة لسورية للخروج من دوامة العقوبات الاقتصادية التي قيدتها طوال سنوات الحرب وشلت جميع مفاصل العمل فيها، إذ يجد المستثمرون والصناعيون ورجال الأعمال والشركات الخاصة منها والعامة، فرصةً مشجعة للتعاون مع جهات مختلفة عربية وأجنبية، ولاسيما في ظل التسهيلات غير المحدودة التي تقدمها الحكومة في مجال الاستثمار وتسهيل التصدير واستيراد المواد الأولية والاستفادة من التجارب الخارجية، فيما يعول الكثيرون على الاستفادة من أخطاء وعثرات العام الماضي لتجنب الوقوع فيها مرة ثانية وجذب عدد أكبر من رؤوس الأموال، وبناء مرتكزات متينة من الثقة للتعاون المستقبلي وتبادل الخبرات، دون إغفال أهمية التنظيم والدقة في جميع الأجنحة لتضمن الوصول لأي منتج أو مشروع وإعطاء كل ذي حقّ حقه.

استثمار كل زاوية

ويوضح عضو غرفة صناعة دمشق ورئيس القطاع الكيميائي في معرض دمشق الدولي محمد أكرم الحلاق أن مشاركة غرفة الصناعة تتركز من خلال أربعة قطاعات رئيسية، متمثلة بكل من القطاع الهندسي عبر مشاركة شركات مختصة بتطوير خطوط الإنتاج وتأمين الآلات وقطع التبديل، والقطاع الكيميائي عبر الصناعات الوطنية من منظفات وعطورات وجلديات ومواد تجميل وأدوية، فيما تتمثل مشاركة القطاع النسيجي من خلال صناعة الألبسة والأقمشة، إلى جانب مشاركة القطاع الغذائي عبر الشركات المنتجة السورية وجناح التذوق المجاني الذي لاقى إشكاليات كبيرة وانتقادات لاذعة في الدورة السابقة للمعرض نتيجة حجم الإقبال غير المتوقع، فلم يستطع الجناح تأمين كافة المتطلبات ما تسبب بتوقفه في بعض الأوقات إلى جانب الازدحام غير المقبول. إلا أن التنسيق هذا العام مختلف بحسب الحلاق حيث تم استثمار كل زاوية في المعرض بما يتناسب مع حاجة الزوار، إضافة إلى زيادة أعداد المطاعم و”الكافيهات” ونقاط التخديم لتلبية جميع المتطلبات.

تعويل

وكون المعرض يشكل فرصة استثمارية كبيرة على الصعيد المحلي والعالمي يشير الحلاق إلى أن التعويل خلال هذا العام يتركز على المشاركة الصينية الكبيرة بالتوازي مع مشاركة 48 دولة عربية وأجنبية، وذلك على اعتبار أن الصين مورد رئيسي للمواد الأولية وخطوط الإنتاج والمواد التي يتم استيرادها بأسعار رخيصة وتشكيلة منتجات كبيرة، منوهاً في الوقت ذاته إلى المشاركة الكبيرة لروسيا وإيران، واستضافة 1200 رجل أعمال من مختلف الدول لتوقيع عقود تصديرية مع الشركات الوطنية المشاركة في المعرض لكسر الحصار الاقتصادي على سورية ولاسيما في ظل التسهيلات الكبيرة المقدمة، ودراسة حلول جذرية للاستثمار وتجاوز آثار الأزمة.

وفي سياق آخر يشير عضو غرفة صناعة حلب والمسؤول عن قطاع النسيج في المعرض محمد الصباغ إلى أن مشاركة هذا القطاع لم تكن على القدر المطلوب، لأن مشكلة استيراد الأقمشة لم يتم معالجتها بعد رغم المطالبات الكثيرة، لافتاً إلا أن رغبة صناعيي حلب تصبو إلى تمثيل المدينة كقوة صناعية واقتصادية تتجسد عبر المطالبة بقوانين وتشريعات تسمح بالعمل بالطاقة الإنتاجية الكاملة كما في 2010 لإعادة جذب الصناعيين والشركات للاستثمار في هذا المجال.

مطالبات

وعطفاً على ما سبق يأمل الصباغ أن الاستفادة من الشركات العربية والأجنبية المشاركة في المعرض تتجسد من خلال استثمار ما يدعم ويساهم في إعادة تأهيل المنشآت وتطوير خطوط الإنتاج، وشراء المواد الأولية لدعم الإنتاج المحلي، وليس تصريف المنتجات الأجنبية المشابهة للمنتج السوري التي تؤثر سلباً على الاقتصاد بالمجمل. كما يشير مدير قطاع النسيج في المعرض إلى المطالبات من مختلف الصناعيين للسماح بالتصدير جوّاً بعد تقديم كافة التسهيلات للتصدير براً لعقود التصدير التي يجري توقيعها خلال المعرض بهدف تسهيل التعامل مع الشركاء الجدد.

ريم ربيع