الجيش يلاحق فلول “داعش” في تلول الصفا
واصلت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة أمس بإسناد من سلاحي الطيران والمدفعية ملاحقة فلول تنظيم داعش الإرهابي في منطقة تلول الصفا في بادية السويداء آخر معاقل التنظيم التكفيري موقعة خسائر بالأفراد والعتاد في صفوف الإرهابيين. في وقت بحث ممثلو الدول الضامنة لمسار أستانا في جنيف مع المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا مستجدات الأوضاع في سورية.
وفي التفاصيل، نفذ سلاحا الطيران والمدفعية رمايات مركزة ضد أوكار وتحصينات إرهابيي داعش في منطقة تلول الصفا بعمق بادية السويداء الشرقية ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.
وتزامناً مع الغارات الجوية والقصف المدفعي واصلت وحدات الجيش العاملة في المنطقة تقدمها في عمق الجرف الصخري المتاخم لتلول الصفا وسط اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش الذين يحاولون استغلال طبيعة المنطقة وتكوينها البازلتي المعقد بما يحويه من كهوف ومغاور وجحور واتخاذها أوكاراً للاختباء من ضربات الجيش الذي ينفذ عملياته وفق تكتيك مدروس يتلاءم وطبيعة المنطقة ووعورتها الأمر الذي ضيق الخناق على إرهابيي التنظيم وأوقع في صفوفهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وكانت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة حققت تقدما كبيراً في عمق الجروف الصخرية في منطقة تلول الصفا وسيطرت على مساحات جديدة خلال الأيام القليلة الماضية وسط حالة انهيار وفرار لإرهابيي داعش باتجاه العمق مترافقاً مع تعزيز الجيش انتشاره وتثبيت نقاط متقدمة في إطار العملية العسكرية المتواصلة لتطهير كامل بادية السويداء الشرقية من الإرهاب.
من جهة ثانية تسلمت مديرية التربية في حمص أمس مساعدات مقدمة من جمهورية روسيا الاتحادية تتضمن مواد متنوعة لاستخدامها في إعادة ترميم وتأهيل المدارس المتضررة من جرائم الإرهابيين قبل دحرهم من ريف حمص الشمالي. والمساعدات هي عبارة عن 20 طناً من الأخشاب اللازمة لصناعة مقاعد الدراسة والطاولات إضافة إلى كميات من الأنابيب والمواد الكهربائية.
وأشار العقيد دومن الكساندر ممثل مركز التنسيق الروسي في حميميم إلى أن تحديد نوعية هذه المساعدات جاء بعد دراسة دقيقة لواقع احتياجات إعادة تأهيل وترميم البنى التحتية المتضررة في حمص ولا سيما المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد مؤكداً أن المساعدات الروسية لسورية ستستمر في مختلف المجالات.
بدوره أوضح مدير التربية أحمد إبراهيم أنه سيتم توزيع المساعدات المقدمة على المدارس حسب الحاجة لإعادة ترميم المستلزمات المدرسية مع بدء العام الدراسي الجديد مبيناً أن المساعدات ستساهم في تحسين واقع العديد من المدارس المتضررة ما ينعكس بشكل إيجابي على العملية التعليمية.
في الأثناء بدأ ممثلو الدول الضامنة لمسار استانا روسيا وايران والنظام التركي مباحثات في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا حول مستجدات الأوضاع في سورية. وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف يمثلان الجانب الروسي في هذه المباحثات. وكانت الدول الضامنة ودي ميستورا عقدوا أول أمس لقاءات ثنائية تحضيرية مع دي ميستورا.
وأكد البيان المشترك لقمة الدول الضامنة لمسار أستانا التي عقدت في طهران يوم الجمعة الماضي الالتزام بوحدة وسيادة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الارهاب وبأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وفي بيروت، أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان أن سورية انتصرت على الإرهاب، مشيراً إلى أن البؤر الإرهابية في سورية أصبحت في نهايتها.
من جهة أخرى انتقد برلمانيون هولنديون حكومة بلادهم بشدة لتقديمها الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية. وكان التلفزيون وصحيفة تراو الهولنديان كشفا أمس عن إقدام الحكومة الهولندية على تقديم شاحنات وبزات عسكرية وتجهيزات أخرى ومعدات لعدد من التنظيمات الإرهابية في سورية بينها تنظيم صنفه القضاء الهولندي بأنه إرهابي متطرف.
وأشارت وكالة فرانس برس الى أن النواب الهولنديين طالبوا حكومة بلادهم بتقديم ايضاحات وتفسيرات على قيامها بتقديم مساعدات لـ 22 تنظيماً ارهابياً في سورية بينها تنظيم “الجبهة الشامية” الذي يحاكم الادعاء في مدينة روتردام أحد أعضائه المصنف في وثائق المحاكم الهولندية على أنه منظمة إجرامية هدفها إرهابي.
وقال النائب بالبرلمان الهولندي عن الحزب المسيحي الديمقراطي بيتر اومتزيغت: إن التقرير الإخباري الذي بثه التلفزيون وصحيفة تراو يشكل صرخة تستوجب أجوبة مطالبا الحكومة بتوضيح أسباب تقديمها الدعم للتنظيمات الارهابية المتطرفة في سورية. وقال أومتزيغت: إن الحكومة ملزمة بمهلة تنتهي اليوم لتقديم أجوبة على الأسئلة المطروحة حول هذه القضية.
من جهته أعرب النائب عن حزب /دي 66/ التقدمي الهولندي سيورد سيوردزما عن صدمته جراء تقديم حكومة بلاده الدعم للإرهابيين في سورية على الرغم من تحذير النواب مشيراً الى أن الانباء التي بثتها وسائل الإعلام الهولندية حول هذه القضية تثير الصدمة. وتأتي هذه المعلومات لتضيف المزيد من الحقائق حول المؤامرة على سورية والدعم الذي تلقته أدواتها من التنظيمات الارهابية من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تصر على وصف الارهابيين بـ”المعارضة” حيناً وبـ “المعارضة المعتدلة” حيناً آخر في مسعى لتمرير مخططاتها الجهنمية الرامية للهيمنة على المنطقة عبر تسويق مثل هذه التنظيمات وتضليل الرأي العام.