خبراتها المحلية أدارت العملية الإنتاجية بنجاح شركات وطنية بامتياز.. آثرت البقاء في سورية أمام المغريات الخارجية
دمشق- محمد زكريا
على الرغم من تلقيها لكثير من العروض للعمل في الخارج وما تحتويه تلك العروض من مغريات مادية كبيرة يسيل لها لعاب البعض، فضلت بعض الشركات الوطنية البقاء في الوطن والعمل فيه رغم قوة الظروف القاهرة التي مرت بها سورية خلال السنوات الماضية، وذلك إيماناً منها بالحالة الوطنية، وقناعتها بقوة أركان الاقتصاد السوري الوطني بمختلف أشكاله، ولعل اللافت في الموضوع هو أن هذه الشركات لم تتأثر بخروج اليد العاملة الأجنبية منها، إذ استطاعت أن تعتمد على الكوادر الوطنية العاملة لديها بعد أن تم زجهم في دورات تدريبية متخصصة.
رفض للعروض
وهذا ما ينطبق على شركة أساس المتخصصة في قطاع النفط والغاز، والتي أطلقت شعارا ضمن مشاركتها في معرض دمشق الدولي بدورته الستين حمل عنوان “اقتصاد الإعمار وإعادة إعمار الاقتصاد السوري” ، وبحسب المدير العام للشركة المهندسة ثناء الباشا فإن إدارة الشركة تواصلت مع العديد من رجال الأعمال الأجانب لا سيما الروس والصينيين والهنود على هامش فعاليات المعرض وتم الاتفاق على تبادل الخبرات في مجال قطاع النفط والغاز، إلى جانب رعاية إحداث دورات تدريبية للعاملين في هذا القطاع، وإقامة ورش عمل خلال الفترة القادمة، وذلك بهدف إغناء القواعد العاملة في الشركة، موضحة أن الشركة رفضت الخروج من السوق المحلية رغم الإغراءات وسعت بشكل مستمر إلى المحافظة على التزاماتها مع عملائها على الرغم من توقف أغلب الشركات في قطاع النفط والغاز، مشيرة إلى أن المشاركة في المعرض أتاحت الفرصة لعرض أعمال الشركة خلال الفترة الماضية والمتمثلة بإعادة تأهيل معمل بئر حيان والمحطات التابعة له وذلك بعد أن طالته يد الإرهاب ودمرت 80% منه إضافة إلى إنجاز الشركة إعادة تأهيل محطة الشاعر النفطية بنسبة 100% وعودة إنتاج حقول حيان وإيبلا إلى الحد الأعظمي بفترات قياسية انعكست نتائجها في تحسن الواقع الكهربائي، ونوهت الباشا إلى أن الشركة ابتعدت عن الأضواء خلال الفترة الماضية لاعتبارات تتعلق بالعقوبات ولتكون المشاركة في المعرض هي بوابة الظهور الأولى للشركة بعد فترة من الابتعاد دامت أكثر من ثماني سنوات.
ولعل الإيجابي في عمل الشركة هو قدرتها بالتغلب على الحصار والعقوبات من خلال علاقاتها القوية مع بعض أصحاب الشركات في أوروبا وأمريكا، والتي استطاعت من خلال ذلك أن تؤمن العديد من المواد النوعية من داخل أوروبا وأمريكا. والمميز في مشاركة الشركة بالمعرض بحسب رأي الباشا هو قيامها بأعمال كانت حكرا على شركات عالمية من دراسات هندسية وفنية كان أعقدها دراسة مخاطر التشغيل بما يسمى hazop وأعمال تحكم وكهرباء وبرمجة.
احتكاك مباشر
بدوره مدير عام الشركة العربية للكهرباء والاتصالات المهندس محمد برهان البخاري أكد أن الغاية من المشاركة في المعرض هو تبادل الخبرات مع رجال الأعمال العرب والأجانب إذ تم عدة لقاءات مع رجال أعمال من العراق ولبنان وروسيا والصين والهند، وتم التباحث في قضايا تتعلق بتبادل الخبرات بين الأطراف وإمكانية تطوير أعمال الشركات المتخصصة في هذا الجانب من خلال وضع برامج تقنية تنفيذية يتم الاعتماد عليها خلال الفترات القادمة، موضحاً سعي الشركة من خلال مشاركتها في المعرض إلى إيجاد فرص استثمارية مجدية يتم من خلالها التأكيد على قدرة الشركة على مواصلة أعمالها ومواكبة التطورات التي تطرأ على بعض أعمال الشركات من خلال الاحتكاك المباشر بالجانب العملي للتقنيات الخاصة بالكهرباء والاتصالات لاسيما وأن الشركة تعمل على تأمين مواقع يتم من خلالها تغذية التغطية الخليوية “مكالمات – انترنت”، وتأتي المشاركة في المعرض بحسب البخاري للتعريف بالمنتجات الخاصة بالشركة والتي هي عبارة عن عربات محمولة أو متنقلة تؤمن التغطية الخليوية لأي تجمع سكاني في سورية، مبيناً أن الشركة أنجزت العربات المتنقلة التي تعمل بالطاقة الشمسية لاسيما وأن هذه التكنولوجيا غير متوفرة في منطقة الشرق الأوسط، مع الإشارة إلى أن ذلك تم إنجازه بأيدي وطنية بامتياز بدءاً من حالة التصميم الهندسي مروراً بمرحلة التصنيع وصولا إلى مرحلتي التركيب والتجريب. ولم يخف البخاري وقوف الحكومة على مشكلات الشركات الصناعية خلال الفترات الماضية وذلك بتأمين الطاقة الكهربائية ومادة المازوت.
مواكبة التكنولوجيا
من جانبه بين مدير عام شركة دلتا لأنظمة الحماية المهندس ميسر شعار أن التخصص الفني لشركته يحتاج إلى تبادل الخبرات مع رجال الأعمال الزائرة للمعرض وقد تم في هذا الجانب عدة لقاءات مع رجال أعمال من لبنان والعراق والهند وباكستان وروسيا وتم عرض عمل الشركة المتمثل بإنتاج بوابات الفتح ضمن المحركات المخفية والظاهرة إلى جانب بوابات السحب وبوابات الكراج، موضحاً أنه رغم الظروف القاهرة التي مرت بها البلاد إلا أن الشركة واكبت التكنولوجيا السريعة لأنظمة الحماية.