ثقافةصحيفة البعث

كيمياء الروح ودورها في التوازن الأرضي

 

القلب هو سر الحياة ونحن قلب الأرض النابض بالحياة، وخلايا الأرض الحية التي تبث في الأرض تردداتها السعيدة والحزينة، ونحن الخلايا الدفاعية للأرض مثلنا مثل الكريات البيض في الجسد. في كتابها بعنوان “كيمياء الروح ودورها في التوازن الأرضي” تعرّف الكاتبة هديل حسام الدين “نظرية القلب النابض” بالقول: الأرض قلب نابض يغذي جسد الكون العظيم والأرض ترسل تردداتها في الكون بطريقة لا يستطيع الغشاء البصري أن يراها.
من هنا نحن الحلقة الأولى في سلسلة الكون ونعتبر مؤثرين ومتأثرين بما حولنا، إن انقباضات القلب وانبساطه لم تأت عن عبث وكذلك زيادة القمر ونقصانه هي إشارات علينا أن نتعلم منها كيف نرسل تردداتنا في الأرض ومن ثم ترسل الأرض تردداتها السالبة أو الموجبة ولذلك يمكن القول أن الأرض تنقل حالتها النفسية وترسلها في النطاق الجوي المحيط بها مما ينعكس سلباً أو إيجاباً على المناخ العام.
في انقباض القلب الذي يسحب الدم إلى داخل الحجيرات القلبية وفي الانبساط الذي يخرج الدم من الحجيرات القلبية، خير دليل وخير درس نتعلم منه الحلقة الأولى في كيفية إرسال الذبذبات والترددات الإنسانية بين مد وجزر، لنكون نحن أيضاً قلب الأرض النابض بالحياة، وعلى الأغلب أن حياة الأرض تعتمد على مدى قوة الترددات الانقباضية السالبة والموجبة التي نرسلها، كما أنه من ناحية نرى في زيادة القمر ونقصانه درس آخر نتعلم منه كيف يجب أن نطلب الطاقة الكونية السالبة والموجبة فالقمر نبض السماء ويبث في تردداته الموجبة والسالبة بين مد وجزر.
هناك جهل كبير والكثير من الضعف في التفاعل والتواصل بيننا وبين الأرض وكذلك المجموعة الكونية، فخلايا أجسادنا والتركيبة النفسية والاجتماعية خلال المراحل الزمنية الضاغطة التي مر بها الإنسان قد أصابها التلف أو الضرر مما أدى إلى حدوث شرخ بيننا وبين خلايا الكون المحيطة بنا فلم تعد ترددات رسائلنا الصوتية والإيمانية والعقائدية تصل بشكل صحيح إلى الله سيد وخالق كوننا العظيم.
علينا إعادة برمجة الكمبيوتر الذهني الذي تعرض للجرثمة والفيرسة نتيجة الاحتكاك بين طاقات الأفراد المختلفة وكذلك نتيجة ضغط تأثير مغناطيس الجاذبية الأرضية وتنافر طاقة البعض مع طاقة الأرض أو الترددات الهوائية، فمن خلال إعادة البرمجة الفكرية والروحية للفرد سيتمكن البرنامج البشري من إصلاح نفسه بنفسه من أجل ترميم الضرر الحاصل في جزيئات الجسد. إننا نحتاج لدورة حياة فكرية جديدة حيث ننظر فيها نحن من الأعلى لنستطيع رؤية الصورة بشكل كامل وليس بشكل جزئي فمن يسكن في الدور الأرضي لن يرى نفس ما يراه من هو في الطابق العاشر مثلاً، لذلك علينا أن ننظر إلى حل مشاكل الأرض ككل وليس كجزء، فاللوحة الأرضية لا تكون جميلة إلا برؤية كل تفصيل من تفاصيلها صغيرة كانت أم كبيرة ومن ثم إصلاح أماكن الخلل فيها.
تؤكد الكاتبة أن هناك تشابها بين الأرض والبيضة كثيراً، فإذا فرضنا أن القرص الأصفر هو الأرض وأن السائل الأبيض للبيضة هو الهواء المغذي للأرض ومن عليها، وأن القشرة الداخلية الرقيقة للبيضة هي الغلاف الجوي والقشرة الخارجية السميكة هي سقف الأرض وحصنها المنيع، والذي نطلق عليه اسم السماء لوجدنا أن في البيضة بداية حل الأسرار.
في الواقع، إن السماء أو القشرة الخارجية السميكة للبيضة الأرضية متينة ومتماسكة تحمي ما بداخلها من موجودات، ولكن عندما تتعرض القشرة الخارجية للشرخ أو التلف الجزئي أو الكلي نتيجة عوامل تفوق طاقتها فإن الغلاف الداخلي للبيضة الأرضية يتمتع بالمرونة وقابلية الشفاء الذاتي، وتعود الحياة إلى طبيعتها ولكن الأمر يحتاج إلى وقت قد يستغرق أشهراً وربما سنوات، بالتالي، وقبل أن تتم عملية الترميم أو الشفاء فإن سائل بيضة الأرض أو المادة الشفافة المغذية لقرص الأرض أي الهواء سوف تتعرض للفيروسات والميكروبات التي تخترقه وهذا يعني أن قرص الأرض سوف ينتج كائنات مشوهة وغير سليمة، وبما أن الإنسان هو منتج الأرض الأول فإننا سندرك حتماً أن هناك تشوهات مرضية فكرية وعقلية جسمية قد أصابت نسبة كبيرة من البشر في المائة عام المنصرم، وظهور أمراض غريبة لم تكن موجودة قبل ذلك.
بالإضافة لذلك فإن الإنسان الذي هو خلية الأرض، ونتيجة تسممه الفكري من ناحية وتطوره الحضاري من ناحية أخرى قد شارك في عملية تسمم القرص الأرضي والحصن المنيع الذي يحيط به والذي نطلق عليه اسم السماء من خلال إطلاقه للغازات السامة والكيمياء النووية وإحداث الاحتباس الحراري، وإحداث خلل في الضغط الجوي مما أثر سلباً على الغلاف الجوي المحيط بالأرض وتشقق السماء والتي هي القشرة الخارجية المحيطة بالبيضة الأرضية، مما ساعد الأشعة الكونية والفيروسات على الدخول إلى قلب الكمبيوتر البشري وزعزعة أمنه واستقراره.
وعليه فإن ما نطلق عليه اسم السماء والغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية يكونان قد تعرضا لنوعين من الضغوط الهائلة الأول هو الضغط الخارجي والعوامل الكونية الخارجية بسبب التغيرات على البيئة الكونية الحاضنة، ويمكن تشبيه هذا باليد الخفية التي وضعت البيضة في الخل مما جعل القشرة الكلسية المتينة للبيضة تصبح هشة وطرية ومعرضة للمرض والتلف، فإذا فرضنا أن هناك يداً كونية ضاغطة على القشرة السماوية المحيطة بقرص الأرض أدت إلى حدوث تصدعات وجروح بسيطة كانت أم بليغة، وإذا فرضنا أن السماء قادرة على شفاء وترميم نفسها من الجروح مثل الجلد المحيط بالإنسان الذي يعتبر الجلد المنيع وحصنه الحصين، وعند تعرض الجلد لجرح أو تشوه ما، فإن هذا الجلد قادر على ترميم نفسه ذاتياً ولكن الترميم يحتاج إلى وقت وعلاج حيوي، ومهما كانت سرعة الترميم وعودته لحالته السليمة، فإن هذا الوقت كاف لاختراق الفيروسات والميكروبات لهذا الحصن وإحداث أضرر جسيمة في جسم الإنسان.
جمان بركات