“الناتو”: لا نسعى إلى عزل روسيا
مرة أخرى يقرّ حلف شمال الأطلسي “ناتو” بأنه مضطر للاعتراف بروسيا ندّاً قوياً، مع أنه يقف عند حدودها الغربية، فقد أكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن الحلف يؤيد الحوار مع روسيا، ولا يسعى إلى عزلها، وقال في حديث لموقع أكسيوس الأميركي: إننا “لم نحاول أبداً عزل روسيا، ونؤمن فعلاً بالحوار معها”، موضحاً أن “وجود بلدان تحمل آراء مختلفة حول كيفية تعاملها مع التحديات الدولية جزء من طبيعة سلوك حلف شمال الأطلسي”.
ولفت ستولتنبرغ إلى أن الحلف يعزّز دفاعاته ضد الهجمات السيبرانية من أي جهة، لافتاً إلى إمكانية تطبيق المادة الخامسة من ميثاق الحلف في حال حصول هذه الهجمات من أي طرف.
يشار إلى أن المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي تنص على أن الهجوم على أحد أعضائه يعدّ هجوماً على الحلف بأسره.
بالتوازي، باشرت طواقم الطائرات الحربية الروسية والصينية، التي شاركت في مناورات “الشرق- 2018″، بالإقلاع بطائراتها من المطارات التي استخدمتها في المناورات، باتجاه مرابض الطائرات في قواعدها، وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن الطائرات الحربية الروسية، نفذت خلال مناورات “الشرق-2018″، مهامها وفق الخطط الموضوعة. وحصلت أطقم الطائرات المشاركة، على الخبرات العملية اللازمة في مجال نقل الأفراد والمعدات إلى النقاط المحددة، وكذلك نقل قوات الإنزال الجوي، وتوفير التغطية الجوية للقوات البرية، وتنفيذ عمليات القصف، وإطلاق الصواريخ، واعتراض الأهداف الجوية، وتدمير الأهداف البرية والبحرية، وتنفيذ الدوريات الجوية، ومهام أخرى كثيرة.
وتعتبر مناورات “الشرق-2018″، التي شاركت فيها الصين ومنغوليا، من أضخم المناورات التي نفذها الجيش الروسي منذ عقود، إذ بدأت في 11 أيلول، واستمرت حتى 17 منه، وشارك فيها حوالي 300 ألف عسكري، و36 ألف دبابة ومدرعة، وأكثر من ألف مروحية وطائرة مسيّرة.
في الأثناء، كذّبت السفارة الروسية في لندن وسائل الإعلام البريطانية التي تزعم تورط أحد موظفي السفارة وطبيبها بتسميم العميل البريطاني السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبوري البريطانية.
واعتبرت السفارة أن هذه التهم من محض خيال أصحابها في الإعلام البريطاني، ولا تستحق التعليق عليها.
وزعمت صحيفة “صاندي ميرور”، نقلاً عن مصدر حكومي بريطاني، أن الاستخبارات البريطانية “تبحث عن شخصين آخرين هما طبيب السفارة وساعيها، يشتبه بتقديمها المساعدة لألكسندر بتروف، وروسلان بوشيروف” اللذين تتهمهما لندن بتسميم سكريبال.
كما نقلت الصحيفة البريطانية عن مصدرها أن “طبيب السفارة تابع عن بعد سير تنفيذ العملية في سولزبيري، وكان عليه فحص منفذيها والتحقق من سلامتهما”، وأن بتروف وبوشيروف التقيا شخصين آخرين بعد مغادرتهما للفندق في لندن، قبل توجههما إلى منزل سكريبال في سالزبوري”.
وتتهم لندن روسيا بالوقوف وراء الاعتداء على سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية.
وعثر على سيرغي ويوليا سكريبال مغمى عليهما قرب منزلهما في سالزبوري في آذار الماضي، بعد تأثرهما بمادة سامة قالت السلطات البريطانية: إنها مادة “نوفيتشوك” المشلة للأعصاب، وزعمت أنها أنتجت في الاتحاد السوفييتي السابق.
وبثت قناة “آر. تي” الفضائية الروسية مقابلة أجرتها رئيسة تحريرها مارغاريتا سيمونيان، مع الروسيين ألكسندر بيتروف وروسلان بوشيروف، اللذين تشتبه لندن بتسميمهما سكريبال وابنته، أكدا فيها أنه لا صلة لهما من قريب أو بعيد بسكريبال وما يحيط به، وأنهما زارا سولزبيري في إطار نشاطهما التجاري ولغرض السياحة.