موسكو: أدلة دامغة على ضلوع كييف بإسقاط الطائرة الماليزية
كشفت وزارة الدفاع الروسية عن معطيات جديدة تُثبت بشكل قاطع تورط كييف في إسقاط طائرة “بوينغ” الماليزية في أجواء شرقي أوكرانيا عام 2014، وقال المتحدّث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف: إن “التسجيل الصوتي الذي قدّمته وزارته يُثبت تورط أوكرانيا في إسقاط الطائرة الماليزية في منطقة دونيتسك”، وأكد أن “تسجيل الحديث بين العسكريين الأوكرانيين تمّ في منطقة أوديسا خلال مناورات روبيج 2016، وتمّ نشره عبر وسائل الإعلام الأوكرانية”، مشيراً إلى أن كييف ليست متورطة في الكارثة فحسب، بل في التلاعب بالتحقيق الدولي.
وأضاف المتحدّث الروسي: إن صوت أحد المتحادثين يعود إلى العقيد غرينتشاك، المسؤول عن المجال الجوي في تلك المنطقة، بينما أكد أحد المتحاورين إمكانية تكرار كارثة الطائرة الماليزية، وقال: “إذا كان الأمر كذلك، سيكون بوينغ ماليزيا آخر”.
وكانت طائرة الركاب الماليزية بوينغ المتجهة من أمستردام إلى كوالالمبور سقطت فوق أراضي دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا في الـ 17 من تموز عام 2014، وأسفرت الكارثة عن مصرع جميع الركاب، البالغ عددهم 283 راكباً، إضافة إلى 15 شخصاً من أفراد الطاقم.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق أمس، معلومات مصنّفة “سرية للغاية”، حول الصاروخ الذي أسقط الطائرة، ومنها أن “الصاروخ الذي أسقط الطائرة صُنع في منشأة دولغوبرودني بضواحي موسكو عام 1986”.
وقال مدير إدارة الصواريخ والمدفعية في القوات المسلحة الروسية، نيقولاي بارشين: “تمّ إنتاج الصاروخ في مجمع دولوغوبروديننسك الصناعي، وكان عام التصنيع 1986، والرقم التسلسلي للصاروخ هو 8720 وتمّ تعيينه من الشركة المصنّعة”، وأضاف: “في 29 كانون الأول 1986، تمّ إرسال الصاروخ عبر السكك الحديدية إلى الوحدة العسكرية 20152. معروف تماماً أن الوحدة العسكرية استلمت الصاروخ”، ولفت إلى أن الوحدة 20152، هي اللواء الصاروخي المضاد للطائرات، الذي كان يتمركز في أوكرانيا السوفييتية، وأنه لم يغادر أراضي أوكرانيا منذ ذلك الوقت، وأوضح بارشين أن الصاروخ التابع لمنظومات “بوك” كان بين أسلحة فوج 223 للدفاع الجوي الأوكراني، الذي شاركت وحدات منه منذ عام 2014 بشكل نشط في ما يسمى “عملية مكافحة الإرهاب” في إقليم دونباس شرقي البلاد.
من جانبه، أشار كوناشينكوف إلى أن كييف نفسها أكدت مراراً أن أياً من منظومات “بوك” التابعة لها بما فيها من صواريخ، لم تقع إطلاقاً في أيدي مقاتلي دونباس، وأكد أيضاً أن الصاروخ المذكور لم يكن بين الصواريخ التي كانت متواجدة في أراضي شبه جزيرة القرم، وقت انضمامها إلى روسيا في آذار عام 2014. وقدّم كوناشينكوف أدلة موضوعية تستند إلى تحليل دقيق لتسجيل الفيديو الذي ادعت لجنة التحقيق الدولية أنه يظهر نقل صاروخ روسي إلى مقاتلي دونباس، وقال: إن هذه الأدلة تثبت أن مقطع الفيديو المذكور مزيفة، متهماً كييف بالضلوع في عملية التزوير هذه.
وأعرب كوناشينكوف عن أمله في أن تقبل لجنة التحقيق الدولية، التي اتهمت في وقت سابق روسيا بالتورّط في إسقاط الطائرة الماليزية، هذه الأدلة الجديدة التي لا تترك مجالاً للشك، وقال: “هناك فرق كبير بين الاعتماد على مقاطع فيديو مأخوذة من الانترنت، والاعتماد على الوثائق الملموسة التي قدمناها اليوم”.
وعلى خلفية ذلك، أعلن فريق التحقيق الدولي الخاص بالطائرة الماليزية التي تحطّمت في أوكرانيا عام 2014، أنه يأخذ بعين الاعتبار المعلومات التي أفصحت عنها وزارة الدفاع الروسية حول الطائرة “إم اتش 17″، ويعتزم دراستها فور حصوله عليها. وأضاف: “مجموعة التحقيق الدولية ستدرس المعلومات التي تمّ الإفصاح عنها فور تقديم روسيا للمعلومات المعنية لمجموعة التحقيق وفق الطلب المقدم في أيار عام 2018 على أساس القرار الأممي رقم 2166”.
في سياق متصل، أعلن ديوان الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس بيترو بوروشينكو قد أقرّ مقترح وزارة خارجيته، ووقّع على قرار فسخ معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون المبرمة مع روسيا.
وجاء في بيان نشر على موقع ديوان الرئاسة الأوكراني، في الانترنت: “وفقاً لقرار مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، تمّت الموافقة على اقتراح وزارة خارجية أوكرانيا، فسخ معاهدة الصداقة والتعاون والشراكة بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية للـ31 من أيار 1997”.
وستبلغ خارجية أوكرانيا الجانب الروسي قبل الـ30 من أيلول قرار كييف هذا، ليحيل بوروشينكو مشروع قانونه إلى البرلمان.
وفي وقت سابق، علّق رئيس لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة في مجلس الدوما الروسي ليونيد كلاشنيكوف بالقول: إن هذه الوثيقة لم تعد تتمتع بأية قيمة حقيقية، ولذلك لن تكون هناك أي عواقب جدية تترتب على فسخها.