نظام أردوغان يقمع انتفاضة مطار اسطنبول ويعتقل قادة الحراك
اعتقلت سلطات النظام التركي 24 عاملاً لمشاركتهم في مظاهرة تطالب بتحسين ظروف العمل فى مطار اسطنبول الجديد، وقال اتحاد “إنسات ايس” لعمال البناء بتركيا: “قادة من الاتحاد كانوا من بين المعتقلين”، لافتاً إلى أن سلطات نظام رجب طيب أردوغان منعت العديد من أعضاء الاتحاد من مغادرة البلاد.
وكانت وزارة العمل التركية أعلنت فى شباط الماضي مصرع 27 عاملاً في المطار منذ البدء بإنشائه عام 2015 لأسباب عدة، أهمها الحوادث ومشكلات صحية.
والمطار أحد أهم المشروعات في طفرة بناء بدأت قبل 15 عاماً. وتصل السعة المبدئية المقرّرة للمطار إلى 90 مليون مسافر سنوياً، مما يجعله أحد أكبر المطارات في العالم.
وقال حاكم مدينة اسطنبول: إن أكثر من 400 شخص تمّ اعتقالهم في البداية بسبب المشاركة في الاحتجاجات.
واستؤنف العمل في المطار يوم الاثنين وسط وجود أمني مكثّف، وذلك حسبما أفادت نقابتان عماليتان.
وقالت مصادر: إن 43 شخصاً في المجمل من هؤلاء المعتقلين أُرسلوا إلى محكمة في اسطنبول لتصدر حكماً بشأنهم، وإن المحكمة أفرجت عن 19 منهم سيخضعون لرقابة قضائية، وأضافت: “إن من اعتقلوا رسمياً وتقرّر حبسهم، وعددهم 24، يواجهون اتهامات مؤقّتة، مثل: مقاومة الشرطة والإضرار بممتلكات عامة ومخالفة القانون الذي يحكم الاحتجاجات”، حسب زعمها. وكان العمال يشكون منذ وقت طويل من الطعام والمساكن ومعايير السلامة في موقع البناء، وهي ظروف شبهتها نقابات عمالية بمعسكر اعتقال.
وبدأت الاحتجاجات يوم الجمعة بعد إصابة 17 عاملاً في حادث تعرّضت له حافلة مخصصة لتوصيلهم إلى الموقع.
كما يشكو العمال أيضاً من سوء نوعية الطعام المقدّم لهم، وانتشار حشرات الفراش في مهاجعهم، وتأخر دفع رواتبهم. كما أظهرت صور نشروها عبر الإنترنت شقوقاً في الأسقف والجدران في أماكن المبيت.
بالتوازي، أكدت مجلة نيوزويك الأميركية أن تركيا أصبحت في ظل نظام أردوغان أكبر سجن في العالم للصحفيين، وقالت: إن عدد السجناء من الصحفيين في تركيا تجاوز الـ 150 منذ محاولة الانقلاب التي جرت في تموز من عام 2016 حيث وجّهت إليهم اتهامات ملفقة بارتكاب جرائم على صلة بالإرهاب بسبب مقالات كتبوها وشاركوها على وسائل التواصل الاجتماعي أو آراء عبروا عنها”.
وأشارت المجلة إلى أن نظام أردوغان حكم على العديد من الكتاب والصحفيين، مثل الروائي والصحفي التركي أحمد ألتان، بالسجن مدى الحياة لمجرد انتقادهم لسياساته، لافتة إلى أن أكثر ما يثير الدهشة هو حقيقة أن ثلث الصحفيين المسجونين في العالم يقبعون في السجون التركية، وأوضحت أنه تمّ إغلاق أكثر من 180 وسيلة إعلامية، وفقد ما يقدر بنحو 2500 من الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام وظائفهم، ولذلك فمن غير المفاجئ أن مؤشر “وورد بريس فريدوم” لحرية الصحافة هذا العام وضع تركيا بالمرتبة 157 من بين 180 دولة.
وتابعت المجلة: إن كاتي بيري مقرّرة الشؤون التركية في البرلمان الأوروبي حذّرت الاسبوع الماضي من أن وضع صحيفة “جمهورييت” تحت إدارة جديدة يعد ضربة قاضية لما تبقى من حرية الصحافة في تركيا، حيث استقال العديد من الصحفيين أو تمّ فصلهم بعد مداهمات واعتقالات وسجن طال صحفييها، لتصبح بذلك آخر صحيفة مستقلة تقع تحت سيطرة القوميين المنحازين لأردوغان، وأضافت: إن الأوضاع بلغت درجة كبيرة من السوء بحيث يتمّ تداول طرفة في تركيا تدور حول سجين يذهب إلى مكتبة السجن لاستعارة كتاب فيرد أمين المكتبة: “أنا آسف ليس لدينا هذا الكتاب ولكن لدينا مؤلفه”.
وانتهج نظام أردوغان سياسات قمعية بحق معارضيه وخصومه متذرّعاً بمحاولة الانقلاب ونفذ بحجتها حملة اعتقالات وإقالات واسعة طالت أكثر من 220 ألف تركي في جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، إضافة إلى قمع حرية الصحافة وإغلاق العديد من الصحف ووسائل الإعلام والمواقع الالكترونية، وصولاً إلى فرض حالة الطوارئ فى البلاد.