الصفحة الاولىصحيفة البعث

مسيرة كبرى لـموظفي الأونروا في غزة تنديداً بقرارات ترامب

 

في إطار المحاولات المستمرة لتهويد الحرم القدسي وطمس هويته العربية الفلسطينية، اقتحم عشرات المستوطنين مجدداً المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة تحت حماية قوات الاحتلال ونفذوا جولات استفزازية في باحاته. وأوضح مسؤول العلاقات العامة والاعلام في دائرة الأوقاف الإٍسلامية فراس الدبس أن 40 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى خلال نصف ساعة عبر باب المغاربة، بحراسة ضابط قام قبل عدة أيام بإدخال زجاجة خمر إلى المسجد الأقصى.

وانتشرت قوات الاحتلال الخاصة والشرطة في ساحات “الأقصى” قبل فتح باب المغاربة واقتحامات المستوطنين للمسجد، كما تواجدت عناصر الشرطة على أبواب الأقصى وحرّرت هويات المصلين قبل السماح لهم بالدخول.

ومنعت شرطة الاحتلال رئيسة شعبة الحارسات في المسجد الأقصى زينات أبو صبيح من دخول المسجد وسلمتها استدعاء للتحقيق معها اليوم الخميس في مركز شرطة القشلة.

وكان آلاف المستوطنين اقتحموا الأقصى المبارك، الثلاثاء، ونفذوا طقوساً استفزازية في باحة حائط البراق الجدار الغربي للمسجد، بينما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية وطواقم لجنة الإعمار الموجودين على أحد أبواب المسجد.

وينفّذ المستوطنون اقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.

كما أصيب عشرات الطلاب الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام والمدمع الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال اعتدائها عليهم جنوب مدينة الخليل.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتدت على الطلاب بالقرب من مدرسة النهضة الأساسية للبنين ومحيط مدرسة طارق بن زياد الثانوية جنوب الخليل ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.

يذكر أن طلاب المدارس جنوب الخليل يعانون وبشكل يومي من اعتداءات قوات الاحتلال واستفزازات المستوطنين الإسرائيليين والتفتيش الدائم على الحواجز العسكرية والاعتقال والاحتجاز ما يربك ويعطل العملية التعليمية.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجعله شريكاً كاملاً فيها.

وأدانت الخارجية في بيان لها سياسة القتل والقمع الوحشي التي ترتكبها سلطات الاحتلال والمستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وشدّدت الخارجية على أن هذا الوضع معيب ومرفوض جملة وتفصيلاً، محذرةً من مخاطر لامبالاة المجتمع الدولي تجاه التصعيد الإسرائيلي الخطير الهادف إلى تفجير الأوضاع في فلسطين من خلال ارتكاب أكبر جريمة تطهير عرقي في العصر الحديث.

يأتي ذلك فيما أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال على مسيرتين شرق مخيم البريج وشرق دير البلح بقطاع غزة مطالبتين برفع حصار الاحتلال الجائر عن القطاع.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام على المسيرتين السلميتين اللتين طالبتا برفع الحصار الجائر المفروض على القطاع ونددتا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

في الأثناء، يستعد 13 ألف موظف يعملون في وكالة الأمم المتحدة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” للتظاهر للمرة الأولى احتجاجاً على فصل عدد منهم من قبل الوكالة، وقال الاتحاد العام للموظفين في الوكالة: “إن إدارة الوكالة تحاول التنصّل من التفاهمات التي توصلت إليها مع الاتحاد بشأن قرار فصل 1000 من موظفي برنامج الطوارئ والصحة النفسية”.

وأشارت نائب رئيس اتحاد الموظفين الطبيبة آمال البطش إلى أن إدارة “أونروا” لم تلتزم أيّاً من الاتفاقات والجهود التي توصل إليها اتحاد الموظفين معها، وأن قرار الفصل في حقّ الموظفين لا يزال قائماً، الأمر الذي سيجعل مصير هؤلاء مجهولاً في ظل انعدام أيّ أفق لاستمرار عملهم مع بداية العام المقبل.

وتعتبر هذه المسيرة خطوة أولى احتجاجية قد تكون الأكبر على مستوى التحركات الفلسطينية للتعبير عن رفضهم بشأن قرار الولايات المتحدة وقف المساعدات والتمويل الذي تقدمه لـ”الأونروا”.

وينحصر هدف الفعالية التي أطلقها اتحاد الموظفين في تحقيق أكبر ضغط على الجهات المانحة والعالم لدفع الولايات المتحدة للتراجع عن القرار الذي جاء للضغط على الفلسطينيين للقبول بشروط المفاوضات، وتسليط الضوء على مخاطر تنفيذ القرار الذي قد يكون الهدف منه تصفية قضية اللاجئين.

وكانت الوكالة أصدرت قرارات بوقف خطة العمل ببرنامج الطوارئ والاستغناء عن نحو 1000 من موظفيه وتقليص عدد من الخدمات الأخرى، بادّعاء وجود أزمة مالية غير مسبوقة بعد رفض الولايات المتحدة تقديم دعمها للوكالة البالغ قيمته 368 مليون دولار سنوياً.

وأوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمويلها لوكالة “الأونروا”، التي تقدّم الخدمات لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني في محاولة لإغلاق الوكالة وإنهاء قضية اللاجئين وحق العودة لهم، وطالبت “أونروا” أصحاب القرار بتمويلها وبفصل القضايا السياسية عن الإنسانية، محذرةً من أن قرار وقف التمويل سيؤدي إلى تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية.

وتحدّثت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن انقسام داخل إدارة ترامب بشأن وقف تمويل واشنطن وكالة الأونروا التي تُعنى بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، فيما قال نقّاد: “إن الخطوة الأمريكية بوقف تمويلها للأونروا قد تزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط”.