“بريكست” يضع ماي في مأزق
كشفت صنداي تايمز البريطانية أن مستشاريْن لرئيسة الوزراء تريزا ماي بدأا في وضع خطط طارئة لإجراء انتخابات مبكرة في تشرين الثاني المقبل لإنقاذ منصبها وخطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وأوضحت الصحيفة أن اثنين من كبار الفريق السياسي لرئيسة الحكومة شرعا في التحضير لهذه الانتخابات للفوز بدعم الشعب خطة جديدة، بعد تعرض مقترحاتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي لانتقادات خلال اجتماع قمة عقد في سالزبورغ النمساوية الأسبوع الماضي.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد هاجموا خطة بريكست خلال اجتماعهم بمدينة سالزبورغ، ما دفع ماي لمطالبة الزعماء بطرح خطط بديلة، وهو ما رحّب به الأعضاء المؤيدون للانسحاب من الاتحاد داخل حزب ماي يوم الجمعة.
وطالبت ماي الاتحاد الأوروبي بتقديم خطة بديلة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، مضيفة: إن المحادثات وصلت لمأزق بعد أن رفض زعماء التكتل المؤلف من 28 دولة خططها.
يأتي ذلك بعد أن كشفت صحيفة تلغراف -نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها- أن عدداً من أعضاء الحكومة سيتقدمون باستقالاتهم إذا لم تقدّم ماي “خطة بديلة” لاقتراحها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.
وأضافت الصحيفة البريطانية: إن الوزراء سيطالبون بخطة بديلة لاقتراحها المعروف باسم خطة تشيكرز خلال اجتماع الحكومة اليوم الاثنين.
في المقابل، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن موقف الحكومة البريطانية من مفاوضات الخروج من بريكست صارم ومتصلب بشكل مثير للدهشة.
وتعتقد بروكسل أن ماي تريد أن تحافظ بريطانيا على مزايا التجارة الحرة على السلع مع الاتحاد الأوروبي من دون اتباع قوانينها الأخرى.
من جهته، استبعد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هـنت خضوع بلاده لشروط الاتحاد الأوروبي بشأن الحوار من أجل الخروج من الاتحاد، ودعاه إلى وضع حد لرفض المقترحات البريطانية، وقال: إن هناك قناعة متزايدة لدى البريطانيين بالتخلي عن عضوية الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى صفقة معه.
ونبّه الوزير إلى ما اعتبره سوء تقدير قادة الاتحاد الأوروبي لموقف بلاده، وقال: إنهم إذا كانوا يرفضون العروض البريطانية -ويتوقعون الخضوع لشروطهم باتخاذ وضع شبيه بالنرويج أو البقاء ضمن الاتحاد- فإنهم يسيئون تقدير موقف الشعب البريطاني، وأضاف: إن لبريطانيا سقفاً لن تتنازل عنه إذا استمر الاتحاد الأوروبي في رفض المقترحات البريطانية.
يأتي ذلك، بينما أعلن زعيم حزب العمال المعارض، جيرمي كوربن، أن حزبه سيتحدّى رئيسة الوزراء بخصوص أي اتفاق بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي تعود به من بروكسل، ودعا ماي إلى الدعوة لانتخابات عامة إذا لم تتمكّن من الحصول على النتائج المرجوة، وقال كوربن، الذي كان أحد المشككين في منطقة اليورو، وصوّت بـ “لا” عام 1975 لرفض عضوية بريطانيا فيما كان يعرف باسم المجموعة الاوروبية: “أفضّل إجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت ماي في التوصل إلى اتفاق يمكن لحزب العمال أن يدعمه في مجلس العموم”، فيما أكد نائب زعيم حزب العمال توم واتسون “أن حكومة ماي على شفا الانهيار، وقد نجري انتخابات عامة أخرى تدور أساساً حول الخروج من الاتحاد الأوروبي”.
كما اعتبر أكثر من مئة نائب ورجل أعمال بريطاني أن خطة ماي غير عملية، فيما أكد آخرون أن نتيجة هذه الخطة ستكون أسوأ من عدم التوصل لاتفاق على الإطلاق مع بروكسل.