العلاج .. هل كان علاجا؟
أثناء سني الأزمة قامت جمعيات أهلية مشكورة بالتعاون مع الجهات المعنية بشؤون الأسرة والطفل بعمل برامج دعم نفسي ونشاطات ترفيهية للأطفال المتضررين من الحرب.. حتما كان أمرا إيجابيا، لكنه لن يعدو كونه خافض حرارة ومسكِّن آني للصداع، فهل يكفي لمنع احتمال المرض؟
رأي
سألت الدكتور محمد العبد الله نائب رئيس جامعة حلب وعميد كلية التربية سابقا عن رؤيته للشعب السوري وأسباب الهشاشة التي أظهرتها الأزمة فقال: كلما كانت الشخصية أقل قدرة على التعامل والمواجهة، وكانت أكثر قابلية للتأثير والإيحاء كلما كانت أكثر تأثرا بالأحداث والصدمات. وبالتالي فهناك فئة تعرضت لاضطرابات لكن بالمقابل هناك فئات خرجت من الأزمة أكثر صلابة. أما عن كيفية رأب الصدع فذلك يتطلب تعاونا من كافة الجهات الصحية والتربوية والاجتماعية والثقافية وتعميم برامج الدعم النفسي الاجتماعي – وهو برنامج تم تطبيقه في جامعة حلب من قبل فريق تطوعي لطلاب من كليات التربية والإرشاد النفسي وعلم الاجتماع يهدف لتقديم الدعم النفسي للأطفال والمراهقين في مدارس حلب الواقعة في المناطق المتضررة والتي أعيد تأهيلها – نحتاج أيضا لتعميم برامج الدعم الزواجي والأسري لإعداد الأسرة السورية وتحقيق التكيف الأسري والاجتماعي. نتطلع إلى المدرس المرشد، فكل معلم هو مرشد وكل فرد مسؤول من خلال موقعه وطبيعة العمل الذي يقوم به.. جميعنا مربُّون وتقع على عاتقنا مسؤولية، فالتربية عملية مستمرة، وعلى المربي أن يدرك أن التعليم بالقدوة أجدى من التلقين.. كما يلعب التعليم المستمر وتعليم الكبار دورا أساسيا في تحقيق أهداف مثل هذه البرامج، فالتشاركية والتكاملية أساسية في إنجاحها. وأقول إننا متفائلون لأن الشعب السوري شعب حيوي وحضاري وقادر على النهوض من جديد.
ختاما
لنتذكر أن النجاح حالة لا تعرف الراحة، ولنضع نصب أعيننا أن الزمن لا ينتظر، فحين سئل سقراط متى نبدأ بتربية الطفل قال: قبل أن يولد بمئة عام.. وحين سئل: كيف؟ قال: بأن تربي والديه وقبلهما والدي والديه.
ليبدأ كل منا بإصلاح حديقته.. لننثر حولنا ثقافة الحب والتسامح واحترام الرأي الآخر.. لنكن قدوة للآخرين بأفعالنا بدل وعظهم بأقوال جوفاء.. لنمارس ثقافة الجمال والشعر والفنون والموسيقا.. لنعزز بأطفالنا الثقة بقدراتهم والاعتماد على النفس، ولننمي فيهم جموح الموهبة والخيال.. عسى أن يصلح العطار ما أفسدته الحرب.
لميس الزين