العمال البريطاني يطالب بوقف تسليح الكيان الصهيوني تظاهرات في الضفــــة وغـزة تنديداً بوقف تمويل “الأونروا”
تظاهر عشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة تنديداً بقرار الإدارة الأمريكية وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” ورفضاً للمحاولات الأمريكية الإسرائيلية لتصفية قضية اللاجئين عبر إنهاء عمل الأونروا.
ودعا المشاركون في المظاهرات، الذين بلغ عددهم أكثر من 130 ألف طالب يدرسون في مدارس تديرها “الأونروا”، المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وتوفير الحماية للأونروا ومواصلة دعمها حتى تتمكّن من الاستمرار في تقديم خدماتها، مشددين على أن حق العودة من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها.
كما تظاهر الآلاف أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة غزة رفضاً للقرارات الأمريكية، مستنكرين العقوبات التي طالت الخدمات التي تقدّمها الأونروا في القطاع، مؤكدين على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ورفض أي انتقاص لحقوقهم، وأنه لا يمكن القبول بصمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على جرائم الاحتلال والقرارات الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وكانت الإدارة الأمريكية وفي تأكيد على انحيازها الفاضح لكيان الاحتلال الإسرائيلي وزيادة ضغوطها على الفلسطينيين لمنع إقرار حقوقهم المشروعة، أعلنت رسمياً في نهاية الشهر الماضي وقفها تمويل وكالة الأونروا التي تأسست عام 1948 لتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول العربية المجاورة وتنسيق الخدمات التي تقدّم لهم من طرف المنظمات غير الحكومية وبعض منظمات الأمم المتحدة الأخرى.
يأتي ذلك فيما صوّت حزب “العمال” البريطاني على اقتراح يدعو الحكومة البريطانية إلى تجميد بيع الأسلحة لـ”إسرائيل” وتحويل ميزانيات إضافية إلى وكالة الأونروا.
وخلال مؤتمر في ليفربول رفع أعضاء حزب العمال أعلام فلسطين، منددين باستخدام الاحتلال العنف في مواجهة مسيرات العودة السلمية على حدود قطاع غزة.
وتعهّد أعضاء الحزب بالاعتراف بدولة فلسطين إذا فاز حزبهم في الانتخابات المقبلة.
وكان رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو هاجم على تويتر في 14 آب الماضي جيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني بسبب فلسطين.
في الأثناء، جدّد المئات من المستوطنين اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة على شكل مجموعات كبيرة، وشرعوا بتأدية طقوس وجولات استفزازية في باحاته بحماية من قوات الاحتلال، التي أعلنت محيط الحرم القدسي الشريف منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت تنقّل الفلسطينيين في منطقة حائط البراق.
من جهتها، حذّرت الحكومة الفلسطينية من خطورة ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والحصار الذي تفرضه على المسجد الأقصى المبارك، وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود: “إن فرض تلك الإجراءات الاحتلالية يأتي لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وإقامة طقوسهم الاستفزازية فيه في محاولة لفرض أمر واقع جديد فيه”، مجدداً مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل من أجل وقف الهجمة الاحتلالية على المسجد.
كما أحرق مستوطنون إسرائيليون عشرات أشجار الزيتون في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس بالضفة الغربية، وقال سامر عويس رئيس المجلس القروي: “إن مستوطنين أضرموا النيران بحقول زيتون تبلغ مساحتها نحو 3 دونمات على مدخل بلدة اللبن بمحاذاة الطريق الواصلة بين رام الله ونابلس، ما أدى إلى احتراق العشرات من الأشجار”، مشيراً إلى أن الفلسطينيين استطاعوا إخماد النيران بمساعدة طواقم الإطفاء الفلسطينية.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينياً في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، إذ اقتحمت مدن الخليل وجنين وقلقيلية ورام الله، واعتقلت 15 فلسطينياً، وذلك بعد أن شنت حملة دهم واسعة لمنازل الفلسطينيين.
إلى ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي مخيم الجلزون قرب رام الله، وشرعت بحملة دهم واسعة، وأغلقت الطرق المؤدية إليه، في حين أصيب خمسة شبان فلسطينيين بجروح والعشرات بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال على المسيرات التي انطلقت في مناطق متفرقة بقطاع غزة في إطار مسيرات العودة وكسر الحصار.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر وقنابل الغاز السام على مئات الفلسطينيين المشاركين في مسيرات نظمت في قرية خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع وفي بلدة جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين بجروح وإصابة العشرات بحالات اختناق.
بالتوازي، جددت الخارجية الفلسطينية إدانتها لعمليات الاستيطان الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً أن عدم تنفيذ المجتمع الدولي قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 2334 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري للاستيطان يشكل هروباً من مواجهة “إسرائيل” بحقائق جرائمها إن لم يكن تواطؤاً معها، وحمّلت الإدارة الأمريكية المنحازة بشكل أعمى للاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن النتائج المدمرة للاستيطان على فرص تحقيق السلام، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
ودعت الخارجية المجتمع الدولي إلى الانتقال من مرحلة الخطابات التي تشخّص المخاطر الناتجة عن الاحتلال والاستيطان إلى مرحلة تسمية الأمور بمسمياتها والتحلي بالشجاعة لتحميل “إسرائيل” كقوة احتلال المسؤولية المباشرة والكاملة عن نتائج استمرار احتلالها لأرض دولة فلسطين واستخفافها بالشرعية الدولية بما يعنيه ذلك من فرض عقوبات جدية على الاحتلال.
بدورها، أكدت حركة الجهاد في فلسطين على ضرورة توحيد الصفوف في مواجهة السياسات الصهيوأمريكية، والتوقّف عن المراهنة على الدور الأمريكي، وقالت، في بيان لها عقب خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “إن الرهان على أمريكا التي تحاربنا وتقتلنا بسلاحها عبر العدو الصهيوني، هو رهان خاسر”، مشددةً على الاعتماد على إرادة شعبنا وعلى مقاومته، ووصفت خطاب ترامب أمام الجمعية العامة بـ”الاستعلائي والعدائي”.
وطالبت الحركة من يراهنون على الدور الأمريكي بأن يزيلوا الوهم والغشاوة عن عيونهم، رافضة الإصرار على التبعية لأمريكا في ظل عدائها الواضح والمعلن لنا ولأمتنا، وتساءلت باستنكار شديد عن بقاء البعض أداة في يد أمريكا لتنفيذ سياساتها وتسليمها ثروات أمتنا، ودعت إلى أن يكون العرب والمسلمون أكثر قرباً وأكثر تحالفاً فيما بينهم، وأن يفضوا تحالفاتهم واقترابهم من أمريكا وكيان الاحتلال.