معوقات تهدد الحرفيين بالاندثار والسياحة تبشر بسوق دائم رئيس اتحـــاد الحرفييـــن: 20 ألف حرفــي خـــارج الاتحـــاد.. و8 آلاف المســــجلين
طرطوس – رشا سليمان
تعترض حرفيي طرطوس عدداً من المشكلات التي تقف عائقاً أمام متابعتهم لأعمالهم، وتساهم هذه المشكلات باندثار وزوال بعض الحرف القديمة التي امتهنها الأجداد قديماً، وكانت مصدر عيش لهم واستمرت إلى يومنا هذا برغم جميع التطورات التكنولوجية التي باتت عصب الحياة في هذه الأيام، ويضم اتحاد حرفيي طرطوس /18/ جمعية حرفية، وهي (الحرف اليدوية والتراثية، البلاط والبلوك، الحدادة، النجارة، معقبي المعاملات وكتاب العرائض، المخلصين الجمركيين، اللحامين، الصاغة والمجوهرات، البلور، …) وغيرها من الجمعيات التي تدخل في مفاصل الحياة اليومية، وبيّن رئيس اتحاد الحرفيين في طرطوس عبد الكريم عبود أن هذه الجمعيات مؤطرة وكل جمعية لها رئيس وأعضاء ومجلس إدارة تعنى بواقع الحرفيات وتسهيل كل متطلباتهم أمام الجهات الرسمية كاشفاً أنه يتم حالياً الإعداد لإشهار جمعية لصناعة الزوارق ومراكب الصيد الصغيرة، خاصة أن هذه الصناعة لها أهمية تراثية كبيرة في الساحل منذ عهد الفينيقيين، ولفت إلى وجود أكثر من مشغل لصناعة هكذا مراكب لإظهار هذه الصناعة وتطويرها والطموح لتصديرها إلى جميع الدول المجاورة وفق أسس نظامية معتمدة.
ويعاني أغلب الحرفيين من مشكلة التراخيص المؤقتة في المناطق والتي لم يحدد بها مناطق صناعي، حيث إن التراخيص المؤقتة يتم إخضاعها للبلاغ رقم /4/ والذي بموجبه لا يتم منح أي ترخيص مؤقت كون شروطه لا تتلاءم مع طبيعة منطقة طرطوس ومن هذه الشروط بحسب توضيحات عبود أن يمتلك الحرفي 3 دونمات طابو ومعظم أراضي محافظة طرطوس على الشيوع وأن يكون خارج المخطط التنظيمي وخارج مخطط الحماية وخارج نطاق الري وبعيدة عن الغابة، وأمل عبود بالعمل على تعديل البلاغ رقم /4/ أو عدم إخضاع شروطه للتراخيص المؤقتة كون الترخيص مؤقت ويؤخذ من الحرفي تعهد عند كاتب العدل بأن يعتبر هذا الترخيص لاغياً في حال وجود منطقة صناعية في المنطقة، لافتاً إلى وجود /8000/ حرفي مسجلين لدى الاتحاد في طرطوس علماً أنه في حال أصبح مرونة في إعطاء التراخيص المؤقتة فهناك حوالي /20/ ألف حرفي غير مسجل يستطيعون الترخيص، مضيفاً: إن الاتحاد يعمل على مساعدة الحرفيين في الدوائر الرسمية وتسهيل أعمالهم وتقديم التراخيص اللازمة، حيث تم إنشاء مناطق صناعية في معظم المناطق التي يوجد فيها مجالس وبلدات المدن وتم رصد مبالغ لإنشاء مثل هذه المناطق وبين أنه يتم حالياً إنشاء /4/ مناطق صناعية في (صافيتا، الشيخ بدر، القدموس، الدريكيش) ووصلت نسبة الإنجاز فيها من (30 -70% وتقدم هذه المناطق المقاسم للحرفيين، وتعمل على جمعهم في منطقة واحدة لسهولة تخديمها بكافة الخدمات (كهرباء، صرف صحي، بنى تحتية) .
وأبدى عبود تخوفه من اندثار بعض الصناعات التراثية واليدوية، وخاصة صناعة الحرير ودودة القز، وهي حرفة تراثية تعبر عن ماضي الأجداد وامتداد لعملهم، يجب العناية بها وتشجيع الحرفيين على العمل فيها ودعمهم، مشيراً إلى وجود صناعات حديثة رائجة ويتم العمل على تطويرها، خاصة صناعة المخارط لوجود صناعيين وحرفيين متميزين بهذه الأعمال وهم على استعداد لصناعة أية قطعة تضاهي بالجودة القطع المصنعة خارجياً وتطوير هذه الصناعة يغني عن استيراد هذه المواد، وأكد عبود أن الاتحاد يسعى لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الحرفيين وتنسيبهم للاتحاد، وبالتالي تقديم الخدمات الكاملة لهم، حيث تم خلال العام الحالي صدور قانون ضمان الشيخوخة للحرفين، وهو إنجاز كبير لهم كونه يحفظ للحرفي بعد سنين عمله وتعبه أن يتقلى راتباً تقاعدياً وهو قانون غير الزامي.
من جهته مدير سياحة طرطوس يزن الشيخ أوضح أن المديرية تقوم بتشجيع الحرف التقليدية عن طريق إقامة معارض وفعاليات بالتعاون مع اتحاد الحرفيين على مدار العام مثل /مهرجان الدريكيش- مهرجان التراث السوري، مهرجان المقرمدة/ ويتم التسويق والترويج لهذه المشاركات عن طريق وسائل الاتصال المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أنه يتم التعاون مع محافظة طرطوس واتحاد الحرفيين ومجلس مدينة طرطوس لتأمين سوق دائم للحرف اليدوية في المدينة، حيث تم اقتراح الموقع، وهو ضمن الكورنيش البحري ويضم حوالي /20/ محلاً، وتجري حالياً أعمال التشطيبات النهائية من قبل مجلس المدينة تمهيداً للتعاقد مع اتحاد الحرفيين واستثماره.