رفضاً لـ “قانون القومية”.. إضراب شامل يعم الأراضي الفلسطينية
استجابةً لدعوة القوى الوطنية الفلسطينية، ورفضاً لـ “قانون القومية” العنصري، الذي أقرّته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عمّ إضراب شامل جميع الأراضي الفلسطينية في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وشمل الإضراب كل مناحي الحياة التجارية والتعليمية والمؤسسات الخاصة والعامة والنقل العام، باستثناء القطاع الصحي.
ويتزامن الإضراب العام مع إحياء الشعب الفلسطيني للذكرى الثامنة عشرة للانتفاضة الفلسطينية الثانية.
هذا وأصيب عشرات الفلسطينيين جراء اعتداء قوات الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز السام على المظاهرات الاحتجاجية في القدس المحتلة ومدينة قلقيلية، وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام على المسيرات السلمية في قلقيلية والعيزرية جنوب القدس المحتلة، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين.
وكانت القوى الوطنية الفلسطينية قد دعت إلى الإضراب الشامل، تعبيراً عن النضال لإسقاط “قانون القومية” الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ويشارك الفلسطينيون بمخيمات اللجوء في الشتات في الإضراب تأكيداً على وقوف الشعب الفلسطيني صفاً واحداً في فلسطين وخارجها في مواجهة المخططات التي تستهدف وجوده وقضيته.
وأشارت حركة فتح إلى أن اليوم هو يوم غضب في وجه قوانين الاحتلال العنصرية وعلى رأسها قانون “القومية العنصري”، وصرخة احتجاج على قرار الاحتلال هدم قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخّل لوقف الممارسات العنصرية للاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقرّت في التاسع عشر من تموز الماضي ما يسمى “قانون القومية” الذي يستهدف الوجود القومي والحضاري والإنساني في فلسطين المحتلة، ويكرّس احتلال القدس، ويجعل اللغة العربية لغة ثانوية، ويشرّع الاعتداءات ضد الفلسطينيين.
يأتي ذلك في وقت تصدّى شبّان فلسطينيون لاقتحام قوات الاحتلال حي بطن الهوا في رام الله، وأدّت المواجهات إلى وقوع جرحى بين الشبان الفلسطينيين، فيما حاصرت قوات الاحتلال مبنى سكنياً في الحي قبل انسحابها منه، فيما أعلنت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار انطلاق المسير البحري العاشر، واعتبرت أن استمرار الفلسطينيين في المشاركة بالمسيرات يؤكد امتلاكهم زمام المبادرة في وجه المحتل.
وأفاد مراسل سانا بأن بحرية الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام على المشاركين بالمسير البحري، الذي انطلق من ميناء غزة نحو شمال القطاع، وشارك فيه عدد من المتضامنين لكسر الحصار الإسرائيلي، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح وحالات اختناق.
وتواصل هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار منذ نحو شهرين إطلاق عدة رحلات بحرية نحو العالم الخارجي وشمال قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري عن القطاع رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي عرقلة المسير البحري وتفريق المتضامنين عبر إطلاق الرصاص الحي نحوهم.
في سياق متصل، تسلّمت عائلة الشهيد محمد الريماوي جثمانه من سلطات الاحتلال قرب حاجز عسكري عند مستوطنة أرئيل شمال الضفة الغربية، ونقلت عائلة الشهيد جثمانه إلى مشفى رام الله.
وكان الريماوي قد استشهد الأسبوع الماضي عندما دهم جنود الاحتلال منزله بهدف اعتقاله، وتعرّضوا له بالضرب المبرح، ما أدى إلى استشهاده على الفور.
كما اعتدى المستوطنون على المواطنين في حي باب الواد، وهاجموا المنازل والمحال التجارية، وحطموا عشرات المركبات، وكلّ ذلك جرى بحماية قوات الاحتلال التي انتشرت بشكل كثيف في أنحاء البلدة القديمة.
وقد سبق اعتداءات المستوطنين إغلاق شرطة الاحتلال محيط باب العامود بالحواجز الحديدية.
في الأثناء، أصيب خمسة فلسطينيين بجروح جراء اعتداءات لمستوطنين في حي المصرارة بمدينة القدس المحتلة، حيث هاجم مئات المستوطنين الحي، وحطموا واجهات منازل وسيارات الفلسطينيين ملحقين أضراراً جسيمة بها، واعتدوا بالضرب على الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة خمسة منهم في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي محيط منطقة باب العامود، ومنعت المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
كما اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية بعد أن شنّت حملة دهم واسعة في مدن جنين وقلقيلية والخليل.
وجدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وينفّذ المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال اقتحامات يومية للمسجد الأقصى لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي، وفرض سلطة الاحتلال عليه.
وتفرض قوات الاحتلال طوقاً عسكرياً على مدينة القدس المحتلة وخاصة البلدة القديمة ومحيطها لتأمين الحراسة للمستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين وممتلكاتهم.