الصفحة الاولىصحيفة البعث

الكوريتان تبدأان بنزع الألغام من حدودهما المشتركة

 

بدأت سلطات الكوريتين الديمقراطية والجنوبية، أمس، عملية إزالة 800 ألف لغم أرضي مزروعة في المنطقة الأمنية الحدودية بينهما، في خطوة تمهد لتنفيذ اتفاق آب الماضي الذي وقّعه رئيسا البلدين خلال القمة الثالثة بينهما بهدف تطبيع العلاقات وإرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان: إن الدولتين اللتين لا تزالان نظرياً بحالة حرب بسبب عدم إبرام معاهدة سلام بينهما بدأتا عمليات نزع الألغام من المنطقة الأمنية المشتركة في قرية بانمونجوم الحدودية، وهي القطاع الوحيد من المنطقة المنزوعة السلاح الذي يتواجه فيه جيشا البلدين.
وأوضحت الوزارة أن عمليات نزع الألغام ستستمر 20 يوماً، لافتة إلى أن عمليات النزع بدأت على جانبي الحدود.
ويقدّر عدد الألغام المزروعة منذ الحرب الكورية التي استمرت بين عامي 1950 و1953 بأكثر من 800 ألف لغم.
وكان سبق ذلك، إعلان الكوريتين قبل أيام وقف تدريبات إطلاق المدفعية وتحليق الطائرات العسكرية على طول المنطقة العازلة تمهيداً لبدء عملية إزالة الألغام.
وكثيراً ما استخدمت المنطقة الأمنية المشتركة مكاناً لإجراء مفاوضات بين الكوريتين، وشهدت المنطقة انعقاد القمتين الأولى والثانية بين رئيسي البلدين في نيسان وأيار الماضيين، فيما استضافت بيونغ يانغ القمة الثالثة في أيلول الماضي، حيث اتفق البلدان على خفض عدد مراكز الحراسة على الحدود بحلول نهاية 2018، ووقف المناورات على طول الحدود بداية من تشرين الثاني القادم.
في الأثناء، قال الرئيس الكوري الجنوبي: إن الكوريتين اتفقتا على وقف جميع الأعمال العدائية في البر والبحر والجو واتخاذ تدابير محددة لوضع السلام في الخط الفاصل العسكري والبحر الغربي، مضيفاً: إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة أعربا عن ترحيبهما بالسلام في شبه الجزيرة الكورية.
فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ هوا أنه يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ خطوات مقابلة حتى تمضي كوريا الديمقراطية في إجراءاتها الخاصة بالتفكيك النووي باطمئنان، وقالت: إن المشكلة القائمة حالياً هي انعدام الثقة بين الجانبين الكوري الديمقراطي والأمريكي، فلا بد أن تكون هناك خطوات لبناء الثقة.
وكان وزير خارجية كوريا الديمقراطية لي يونغ هو أكد من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل ساعات أن بلاده لن تقدم على نزع سلاحها النووي من جانب واحد، ومن دون الحصول على ضمانات أمنية، نظراً لانعدام الثقة بالولايات المتحدة.
وأشار إلى أن بلاده لم تلمس أي ردود فعل أميركية إيجابية بعد، رداً على ما قدمته بيونغ يانغ، وانتقد واشنطن لإصرارها على النزع النووي أولاً، وهو ما يثير القلق على احتمال حلول السلام في شبه الجزيرة الكورية.
في الأثناء، ما تزال قضية العقوبات الامريكية على بيونغ يانغ تعرقل تقدم الحوار وحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، وأفادت معلومات صحفية بأن السلطات الروسية استدعت سفير كوريا الجنوبية لديها وسلمته مذكرة احتجاج على احتجاز ناقلة نفط روسية على خلفية العقوبات على بيونغ يانغ.