إيران: آليات ثنائية للتخلّص من العقوبات الأمريكية
أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران تعمل مع الشركاء لإنشاء آليات ثنائية لتجارة النفط للتخلص من العقوبات الأمريكية، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن خيار استئناف البرنامج النووي بشكل أوسع وبسرعة أكبر ما زال قائماً.
وقال ظريف: إن السبب في عدم العمل بهذا الخيار هو أن الأوروبيين يتعاونون معنا، ويسعون للتوصل إلى اتفاق يحقق أهداف إيران الاقتصادية، ونحن عازمون على مواصلة التعاون معهم، وشدد على أن إيران لم تقم بأي نشاط خارج إطار الاتفاق النووي منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه، وأضاف: إن الولايات المتحدة تعمل على سحق القانون الدولي، وتهدد الدول والشركات بالعقاب إذا ما التزمت بالقانون، وهذا الأسلوب يعد سابقة من نوعه، وستكون له نتائج عكسية.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى عدم إمكانية إجراء أي حوار بين الرئيس الإيراني حسن روحاني وترامب في الظروف الراهنة، وقال: طالما لم تثبت واشنطن أنها أهل للثقة والاحترام لا يمكن أن يكون هناك حوار معها، فالحوار لا بد أن يرتكز على الاحترام، أي أن تكون واثقاً من أن الجانب الآخر يلتزم بأي اتفاق ثنائي.
وأوضح ظريف أن الإدارة الأميركية برئاسة ترامب عزلت نفسها عن المجتمع الدولي بسبب الإجراءات الخاطئة التي اتبعها مع طهران، فهو عقد اجتماعاً في مجلس الأمن لمهاجمة إيران، لكنه في نهاية الاجتماع واجه انتقاد 14 عضواً من إجمالي أعضاء المجلس الـ 15 بسبب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
في سياق متصل أعلن عراقجي: إننا نتفاوض مع جميع الشركاء بشأن حل مشكلة العقوبات من خلال اتفاقات ثنائية بخصوص النفط ومع دول أخرى، ونحن قادرون على تجاوز كل العراقيل، وأوضح أن بلاده لا تستبعد تأسيس نظام بديل لنظام سويفت الدولي للتعاملات الدولية بين البنوك كطريقة لتجنب العقوبات الأمريكية.
وكان ظريف أعلن قبل أيام أن سبعة بنوك مركزية أوروبية اتفقت على إنشاء آلية مالية خاصة للارتباط مع إيران وتحويلها مستقبلاً إلى مؤسسة لتفادي العقوبات الأمريكية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن الحظر الأميركي لن يؤثر في إرادة الشعب الإيراني، ودعا، خلال كلمة له أمام لجنة الزراعة والمياه والمصادر الطبيعية والبيئة في المجلس، إلى تعاون القطاعين الحكومي والخاص لمواجهة الحظر الأميركي ومنعه من التأثير في إرادة الشعب الإيراني، وأوضح أن الإنتاج الزراعي له تأثير كبير في الاقتصاد الإيراني، داعياً إلى إيجاد حلول لمشاكل هذا القطاع.
في الأثناء أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن سياسة إيران تقوم دوماً على الحرص على علاقات حسن الجوار، وعدم التدخل مطلقاً في شؤون الدول الأخرى، وقال في تصريح: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتبرت دوماً سياسة حسن الجوار مع الاحترام المتبادل من الأولويات الرئيسية لسياستها الخارجية ولم ولن تكون من سياستها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واصفاً المزاعم المكررة التي أطلقها وزيرا خارجية النظامين البحريني والإماراتي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن بأنها “لا قيمة لها وفارغة”.
وشدد قاسمي على أن التناغم بين مواقف البحرين والإمارات والسعودية وسياسات وتوجهات الكيان الصهيوني المعادية لإيران والمحرضة للحرب ستؤدي فقط إلى إضفاء الشرعية على جرائم هذا الكيان ومؤامراته المثيرة للفرقة.
ونصح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مسؤولي الإمارات والبحرين بالتخلي عن تبعيتهما العمياء للإملاءات السياسية الخارجية والتي تتعارض مع مصالح المنطقة والعالم الإسلامي والتفكير بمبادرات ومقترحات إيران لضمان الأمن وتحقيق الاستقرار والتعاون الإقليمي وخفض حدة التوتر.